نبذة عن ياقوت الحموي:
وهو ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي، المُلقَّب بياقوت الحموي، ينتمي إلى أسرة عريقة في الأدب العربي والعلوم الأدبية، حيث ابتاعه تاجر في بغداد العراق يُعرف بعسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي البغدادي. ولهذا نسب الأديب ياقوت إليه، كما نشأ على الديانة الإسلامية وأطلق عليه بهذا لقب الحموي.
واعتبر ياقوت الحموي أديباً ومؤرخاً وعالماً على قدر كبير من الثقة، كما يعتبر أحد أبرز الأئمة الجغرافيين، حيث كان واحداً من العلماء بالأدب العربي واللغة العربيّة.
وولد الأديب والمؤرخ ياقوت الحموي في عام ألف ومائة وتسعة وسبعين للميلاد، في الجمهورية العربية السورية. وتعرَّض الأديب والعالم ياقوت إلى الأسر وهو في صِباه، حيث كان حضرته لا يعرف شيئاً لا بالكتابة ولا بالقراءة؛ أي أنه كان أمياً، حيث كان لا يعرف ولا يتقن مهنة إلا التجارة. وعندما قام التاجر المعروف بعسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي بشرائه وعمد بذلك إلى تعليمه وتدريسه؛ وذلك بغية أن ينتفع به في التجارة، حيث درس اللغة والنحو والأدب على يد أفضل الأئمة والعلماء في العصر آنذاك.
وعندما كبُر ياقوت الحموي عمد التاجر مولاه إلى تشغيله في الأسفار بتجارته وذلك إلى كل من كيش وغمان، حيث ذكر الأديب والمؤرخ ياقوت الحموي أن كيش كانت عبارة عن تعجيم لقيس، حيث أنَّها عبارة عن جزيرة تقع في بحر العرب والذي كان جرء من المحيط الهندي، الذي يقع بالتحديد بين سواحل الجزيرة العربية وأيضا شبه الجزيرة العربيّة.
وعندما زار الأديب والمؤرخ ياقوت الحموي بحر العرب، حيث لقى فيها الكثير من الأدباء والعلماء وأصحاب العلم والشعر العربي، بالإضافة إلى أهل الفقه والفضل، كما حصل بينه وبين مولاه عسكر بن أبي نصر جفوة وكانت في عام خمسمائة وستة وتسعين للهجرة. وبهذا أجب عليه عتقه فأبعده عنه.
مؤلفات المؤرخ ياقوت الحموي:
أولاً: وقف الأديب الشهير ياقوت الحموي كتابته على المسجد الزبدي في بغداد العراق. وبعد ذلك سلم كل مؤلفاته إلى الشيخ عز الدين أبي الحسن علي بن الأثير، الذي كان من أهل التاريخ الكبير في عصره، حيث حملها إلى هناك، كما تردد على مؤلفاته الكثير من الأدباء والأئمة الذين يختصون بذكر الأدب واللغو النحو العربي، حيث أفاد الكثير من أسفاره وكذلك المؤلفات التي جمعها في الخزائن، التي بقيت المراكز الثقافية النحوية والعلمية كثيرة التردد عليها.
ثانياً: كتب الأديب والمؤرخ الشهير ياقوت الحموي الكثير من الكتب والمؤلفات الأدبية والتاريخية، التي تختص بذكر الأدباء وسير حياتهم المختلفة. ومن مؤلفاته ما يلي:
- معجم البلدان: ويُعدّ مصدراً تاريخياً هاماً وذلك لوصف الحقبة التي عاش فيها الأديب ياقوت الحموي، حيث تم طباعة هذا الكتاب الكثير من المرّات وبطبعات مختلفة، حيث ذكر فيها الكثير من المواضيع ومنها: ذكر فيها صورة الأرض وما قاله العلماء فيها، كما اختص بكتابة وذكر معنى الأقاليم والطبيعة المتوادة في كل إقليم، بالإضافة إلى أخبار البلدان المتعددة، التعريف بالأراضي التي ينتشر فيها الدين الإسلامي الحنيف،
وعرف كل من البريد والكورة والميل الفرسخ وغيرها من وحدات القيات المتداولة المختلفة في عصره. وذكر وعرف كل من البوادي والفقار وكذلك منازل العرب في عصره، حيث كان يعتمد في الكتابة تلك على الشعر العربي والمغني والنثر وعلماء كل منها، كالأصمعي وأبو سعيد السيرافي وهشان الكلبي وغيرهم.
كما ذكر أسماء البلدان والجبال والتلال والأودية والقيعان، كذلك المدن والقرى والأنهار والبحار والأصنام بالإضافة إلى الأوثان والغدران، حيث كانت كلَّها مرتبة في كتابة على حسب الحروف الهجائية، كما امتاز هذا الكتاب بالدقة الجغرافية والتاريخ والعلم والأدب. - معجم الأدباء: حيث أنَّ هذا الكتاب يختصّ بذكر الأدباء ونسبهم ونسلهم وحياتهم الخاصة، بالإضافة إلى المؤلفات التي عملوا على كتابتها وغير ذلك.
- المبدأ والمال.
- المقتضب في النسب.
- معجم الشعراء: وكان الشاعر أيضاً يذكر في هذا الكتاب أسماء الشعراء، من بداية ظهور الشعر العربي وحتى حقبة معينة، حيث ذكر أهم الشعراء والتعريف بهم في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والعصر العباسي والأموي والأندلسي وعلى غرار الكثير من العصور.
- كتاب الدول.
- مجموع كلام أبي علي الفارسي.
- أخبار الشاعر أبي الطيب المتنبي.
- كتاب في الديارات.
وفاة ياقوت الحموي:
توفّي الأديب والمؤرخ والعالم الشهير ياقوت الحموي في حلب السورية؛ وذلك في عام ستمائة واثنان وعشرين للهجرة الموافق لعام ألف ومائتين وخمسة وعشرون للميلاد، حيث كان يتراوح عمره ما بين الستة وأربعين سنة والسابعة والأربيعين سنة، حيث دفن في مقبرة الخيزران في بغداد العراقية.