اقرأ في هذا المقال
نبذة عن إعلاء النزعة التجارية في الإعلام:
إنَّ أغلب وسائل الصحافة والإعلام في الدول التي تتبع النظام الديموقراطي الغربية، من الصحافة وكذلك الإذاعة وأخيراً التلفزيون وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى، هي عبارة عن مشروعات ذات طابع تجاري تعمل في النهاية على بيع الكلمات وكذلك الأفكار والأخبار، إلى جانب أنَّها تعمل العمل الإعلامي من أجل تحقيق الأرباح، غير أنَّ تلك الوسائل تعتبر نوع خاص جداً من أنواع التجارة، في النهاية ليس الهدف منها هو الربح فقط، بل ويتعداه في البحث عن الحقائق والمعلومات الواقعية والغير مغلوطة، كما وتعمل أيضاً على نشر تلك الأخبار والحقائق لكي يتم النفع منها بشكل عام.
كما وأنَّ أي مؤسسة صحفية أو صحيفة بشكل عام تفقد احترام الجمهور لها إذا أحسَّ هذا الجمهور بأنَّ الهدف الوحيد منها الربح فقط، وعلى سبيل المثال فإنَّ أحد الصحف ذات المُلكية والإصدار التابع للولايات المتحدة الأمريكية، قد قامت بدور كبير في تغطية وتحليل الحرب الفيتنامية إلى جانب الحركة التي كانت تهتم بقوق الإنسان، كذلك الحرب العراقية وغيرها الكثير من الموضوعات الأخرى الكثيرة من دون أن يكون الهدف منها هو الربح المادي، وإن تحقق عرضا.
حيث أنَّ الخبراء في الإعلام الأمريكي، ينصحون بأن تعمل الصحيفة على الفصل ما بين الجانب المادي التجاري وعن جانب التحرير كل الفصل، إضافة إلى التمسك بشكل كبير بمبدأ الاحتراف الذي يؤدي في النهاية إلى جعل الإعلامي أو الصحفي يتمسك بالمبادئ التي تخص مهنته، وبالتالي يقوم بممارسة تلك الأعمال كما يجب لها أن تعمل، وبعد ذلك يكون على أهبة الاستعداد لكي يعمل على دفع الثمن، وليس من الضروري أن يقوم بمهنته الإعلامية من أجل أن يحقق الكسب المادي أو الربح.
هل كل الوسائل الإعلامية تستهدف تحقيق الربح؟
هنالك البعض من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة أيضاً لا تهدف في علمها تحقيق الربح المادي أصلاً، وفي العادة تكون تلك الصحف مملوكة إمّا لجمعيات خيرية أو حتى جمعيات علمية تكون قليلة في الأصل، أو حتى لحكومات تكون شمولية لا تعمل على نشر الأخبار إلّا إذا كانت تخدم الحكومة وتعمل على المدافعة عنها بغض النظر عن مدى الموضوعية التي تملكها وبالتالي تعمل على تجاهل الرأي الذي يتبناه الطرف الآخر، أو حتى لأحزاب سياسية.