التجربة الأمريكية في المجال الصناعي

اقرأ في هذا المقال


مقدمة حول التجربة الأمريكية بالقطاع الصناعي:

بدايةً هناك ما يسمى بحمى الضنك، وهي عدوى فيروسية جهازية تنتقل إلى الإنسان عن طريق أنواع مختلفة من البعوض، وبعد الإصابة بالعدوى، تظهر هناك الأعراض عادة بعد فترة حضانة من 3 إلى 7 أيام، أما في المرحلة الأولية من الحمى قد يعاني المرضى من ارتفاع في درجة الحرارة قد تصل الى ما يقرب من (38.5 درجة مئوية) وصداع وقيء وآلام عضلية وآلام في المفاصل، غالباً ما يصاحبها طفح بقعي عابر.

تستمر هذه المرحلة من 3 إلى 7 أيام، وبعدها يتعافى معظم المرضى دون أي مضاعفات، ومع ذلك، هناك عدد قليل من الحالات تتدهور فيها حالة المريض ويمكن أن تتطور حمى الضنك النزفية، كما يمكن أن تكون هذه الحالة قاتلة بدون رعاية طبية مناسبة.

في ديسمبر 2015م، تم ترخيص أول لقاح لحمى الضنك، ومع ذلك وفي الوقت الحالي لا يتوفر على نطاق واسع وبالتالي يظل العلاج داعماً، وذلك حسب دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2016م.

يوجد فيروس حمى الضنك حالياً عبر خطوط العرض المدارية وشبه الاستوائية، كما ويقدر المعدل السنوي للعدوى بـ 390 مليوناً (95 ٪ فترة موثوقة تتراوح ما بين 284-528)، منها 96 مليون (95٪ فترة موثوقة 67-136) من المصابين، حيث تظهر عليهم أعراض بمستويات مختلفة من الشدة، كما وتُعزى الزيادة في حدوث حمى الضنك إلى تغير البيئة البشرية والديموغرافيا والعولمة وربما تغير المناخ.

على سبيل المثال، ولأول مرة في فرنسا، تم تشخيص حالتين من حمى الضنك الأصلية في سبتمبر 2010م، وعلاوة على ذلك وبعد 70 عاماً من عدم وجود حالات مؤكدة من حمى الضنك في اليابان، تم الإبلاغ عن 19 حالة في طوكيو خلال شهري أغسطس وسبتمبر، ومن المتوقع أن يساهم تغير المناخ في التوسع على هامش التوزيع الحالي لحمى الضنك، حيث يتعرض 4.39 مليار شخص لخطر الإصابة بالمرض بحلول عام 2030م.

يمكن خفض معدل الوفيات الناتجة عن المرض إلى ما يقرب من الصفر من خلال تنفيذ الإدارة السريرية المناسبة في الوقت المناسب، وعلى سبيل المثال في عام 2009م تم اجراء مسحاً شمل 1695 مريضاً، ولم تحدث وفيات.

على الرغم من أن حمى الضنك ليست مرضاً خطيراً في العادة، إلا أن حالات العدوى الشديدة تحتاج إلى علاج متخصص، في المتوسط ​يخسر المرضى المتنقلون والمقيمون في المستشفى 6.6 و9.9 أيام عمل على التوالي، وغالباً ما يؤدي التغيب عن العمل إلى خسائر اقتصادية، كما وبلغ إجمالي التكلفة السنوية المقدرة (أي التكاليف الطبية المباشرة وغير المباشرة) المرتبطة بالمرض 2.1 مليار دولار أمريكي في الأميركتين للفترة 2000م – 2007م.

وقد تم حساب أن هذه التكاليف كانت مرتبطة في الغالب بخسائر الإنتاجية التي تسببها حالات حمى الضنك غير المميتة، في حين أن الوفيات الناتجة عن المرض تمثل نسبة صغيرة فقط (2.6٪) من إجمالي التكاليف، حيث ظهرت هذه الخسائر في الإنتاجية على شكل ركود في أنشطة الإنتاج وزيادة تكاليف الإنتاج.

نظراً لأن الصناعات غالباً ما تكون مترابطة محلياً ودولياً، فإن وقوع حادث مؤسف في صناعة ما يمكن أن يؤثر بسهولة على الصناعات الأخرى، وعلى سبيل المثال، فقد تضررت الفيضانات التي تعرضت لها تايلاند في عام 2011م ليس فقط بالاقتصاد التايلاندي، وأيضاً في البلدان الآسيوية الأخرى علاوة على ذلك، ومن المتوقع أن يكون للتقدم في تغير المناخ تأثير ضار على الأنشطة الصناعية، كما أنه وفي ضوء ما ورد أعلاه، هناك حاجة إلى النظر في المخاطر المستقبلية لسلسلة التوريد وإدخال تدابير مضادة للحفاظ على الأنشطة الصناعية.

تم استخدام تقييم دورة الحياة، وذلك حسب بيانات (ISO 2006) لتقييم الآثار البيئية في جميع أنحاء سلسلة توريد المنتجات، حيث تتيح هذه الطريقة قياس التأثيرات البيئية مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) واستهلاك الموارد، حيث تم تطوير عدد من قواعد البيانات لدعم تقييم دورة الحياة، بالإضافة إلى ذلك تم تطوير جداول المدخلات والمخرجات متعددة الأقاليم (MRIOs)، كذلك ((EORA (Lenzen et al. 2013)، وذلك لتقييم الآثار البيئية لسلسلة التوريد الدولية للأنشطة الصناعية.

المواد والطرق المستخدمة في التجربة الأمريكية:

انتشار العدوى بين العمال أو عائلاتهم بفيروس مثل حمى الضنك وما يترتب على ذلك من التغيب عن العمل سيؤدي إلى خسائر إنتاجية لا مفر منها، علاوة على ذلك، ومن الواضح أن الصناعات كثيفة العمالة أكثر عرضة لمثل هذه الخسائر نسبياً.

بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة الجوانب الجغرافية، بحيث يفضل البعوض الحامل للفيروس المناطق ذات درجات الحرارة العالية والمياه المتاحة، وعلاوة على ذلك، فإن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية مهمة، حيث تتمتع البلدان المتقدمة بقدرة أكبر على توفير العلاج المناسب بسلاسة، لذلك، ينبغي أن تؤخذ كثافة اليد العاملة في صناعة ما والجوانب الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية في الاعتبار لتحديد المناطق التي ترتفع فيها مخاطر الإصابة بفيروس حمى الضنك.

أشار الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) إلى أن المخاطر ناتجة عن تفاعل الخطر وقابلية التأثر والتعرض، حيث اعتمد إطار تقييم دورة الحياة للتخطيط التكيفي (LCA-AP) لتغير المناخ وهذا المفهوم وهو قادر على تقييم الآثار المناخية المحتملة على الصناعات في جميع أنحاء سلسلة التوريد، كما وتحدد هذه الطريقة المدخلات (مثل المياه والقوى العاملة) للأنشطة الصناعية التي يمكن أن تتأثر بالعوامل المناخية.

تشير نتائج تحليل المخزون هذه إلى خطر التعرض للإصابة في (LCA-AP)، حيث يتم تعديل نتائج تحليل المخزون من خلال حساب الجانب الجغرافي (الخطر) والجانب الاجتماعي والاقتصادي (الضعف)، وعلاوة على ذلك، فإن (LCA-AP) قادرة على استخدام قاعدة بيانات (LCA) الراسخة، لذلك تم استخدام (LCA-AP) في هذه الدراسة لتقييم المخاطر على صناعة عدوى حمى الضنك من خلال سلسلة التوريد الدولية.

كما تم حساب الآثار المحتملة لعدوى حمى الضنك بضرب نتيجة تحليل الجرد وعامل يفسر مخاطر المناخ الخاصة بالبلد، وذلك فضلاً عن خصائص الضعف الاجتماعي والاقتصادي، وعلى النحو التالي:

Untitled

حيث:

(CI): هو مؤشر الفئة (التأثير المحتمل من حمى الضنك).

(Exp): هو نتيجة تحليل المخزون (التعبير عن التعرض).

(Haz): هو خطر حمى الضنك.

(Vul): هو الضعف.

عدد العاملين في كل قطاع صناعي:

تعبر جداول المدخلات والمخرجات إحصائياً عن التجارة بين جميع القطاعات الصناعية بالقيمة النقدية، وكما هو معتاد من قبل المنظمات، كما أن التحليل باستخدام جداول المدخلات والمخرجات قادر على تحديد التأثيرات البيئية وتأثيرات الاستدامة الأوسع للسلع والخدمات المتداولة، وعلى سبيل المثال، تم استخدام جداول المدخلات والمخرجات بالولايات المتحدة الأمريكية لتحليل الخسائر الاقتصادية وعدم قابلية التشغيل الناجم عن جائحة (H1N1 2009) في منطقة العاصمة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية.

تم تطوير منظمات التصوير بالرنين المغناطيسي، مثل (EXIOBASE ,Wood et al. 2015) و(EORA وكذلك (Lenzen et al. 2013) ومشروع تحليل التجارة العالمية (GTAP) (Aguiar et al. 2016)، وذلك لتحليل سلسلة التوريد الدولية، كما تستطيع منظمات التصوير بالرنين المغناطيسي هذه تحديد البيانات النقدية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والقوى العاملة لكل قطاع صناعي في كل بلد ومنطقة.

على وجه الخصوص، يركز (EXIOBASE, Wood et al. 2015) على الأنشطة ذات الصلة بالبيئة والنمذجة التفصيلية للقطاعات الصناعية التي لها تأثيرات أكثر وضوحاً على البيئة، بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام (EORA) أيضاً للتحليل البيئي، حيث تعتبر جودة (EORA) قابلة للمقارنة مع (EXIOBASE, Geschke et al 2014)، وفي هذه الدراسة، تم اعتماد الإصدار (2.2.2) من (EXIOBASE, Wood et al. 2015)، والذي يشتمل على مصفوفة تتكون من 163 قطاعاً صناعياً في 48 دولة ومنطقة.

اختيار الدول الكبرى والقطاعات الصناعية:

تبلغ دقة (EXIOBASE 163) صناعة في 48 دولة، مما يتيح حساب نتائج كبيرة بشكل استثنائي، كما تهدف الدراسة إلى توضيح الآثار الرئيسية لخسائر الإنتاج على الاقتصاد العالمي بسبب إعاقة القوى العاملة، ولذلك، كان التركيز على الصناعات الرئيسية في الدول الكبرى، حيث تم اختيار البلدان الرئيسية وهي: الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وألمانيا والهند والبرازيل، وذلك من خلال تنازلي قيم الناتج المحلي الإجمالي.

كما تمتلك المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا ناتجاً محلياً أكبر من البرازيل؛ ومع ذلك، تم استبعاد هذه البلدان على أساس تشابه خصائصها الجغرافية والاجتماعية الاقتصادية مع ألمانيا، كما تم اختيار الصناعة على أساس خصائص الصناعات مثل تصنيف القطاع الصناعي والنطاق الاقتصادي وكثافة العمالة، ومن القطاع الأولي للاقتصاد، حيث تم اختيار قطاع المنتجات السمكية لأعلى كثافة عمل (Wood et al. 2015).


شارك المقالة: