المخاطر المهنية المرتبطة بمزارع الدواجن

اقرأ في هذا المقال


مقدمة حول المخاطر المهنية المرتبطة بمزارع الدواجن:

شهدت صناعة الدواجن نمواً هائلاً على مدار العشرين عاماً الماضية، والذي أصبح ممكناً بفضل التفاني المستمر للأفراد العاملين في قطاعات مختلفة من الصناعة، بما في ذلك المزارع والمفرخات ومصانع التجهيز ومصانع الأعلاف.

حيث يتعرض هؤلاء الأشخاص للمخاطر المهنية والبيئية بشكل يومي، كما يعتبر التعرض المحمول جوا والإصابات والأمراض الحيوانية المنشأ من بين الفئات الرئيسية للمخاطر الصحية، لذلك عادة ما يكون موظفو المزارع وخاصة الموظفين الجدد وغير المدربين في خطر أكبر، أيضاً أولئك الذين يعيشون بالقرب من مزارع الدواجن والمفرخات ومصانع المعالجة يمكن أن يتعرضوا أيضاً لمخاطر صحية من خلال الهواء والماء والتربة.

في دراسة أجريت في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات، لم يكن 55.1٪ من الأفراد المشاركين في الدراسة مهتمين بالنفايات (السماد، الريش، الطيور النافقة)، والتي تنتجها صناعة الدواجن، حيث كانت النفايات مصدر قلق لـ 35.5 ٪ فقط من المستجيبين.

ومع ذلك؛ يبدو أن الناس بدأوا يصبحون أكثر وعياً بالمسائل الصحية المتعلقة ببيئات الدواجن، كما أن الهدف الرئيسي من هذه الطرح هو إعادة التأكيد على الأهمية الحاسمة لتقليل المخاطر الصحية للموظفين في أماكن إنتاج الدواجن التجارية.

كما يجب أن يكون كل من الموظفين وأرباب العمل على دراية بالعواقب قصيرة وطويلة الأجل للمخاطر المهنية، بحيث تشمل المخاطر المهنية الشائعة في مختلف قطاعات صناعة الدواجن (مثل المزارع والمفرخات ومصانع المعالجة ومصانع الأعلاف)، الغبار والغازات واضطرابات العضلات والهيكل العظمي (الإصابات الرضحية) والأمراض المعدية والتعرض للعوامل الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية. كما أنه غالباً ما يهتم منتجو الدواجن بصحة وإنتاجية قطعانهم أكثر من اهتمامهم بالمخاطر الصحية على أنفسهم أو موظفيهم.

المخاطر المهنية الشائعة في مزارع الدجاج:

وفقاً لمنظمة العمل الدولية (ILO)، يتم تصنيف المخاطر الصحية في بيئات عمل الدواجن على أنها عرضية وفيزيائية وكيميائية وبيولوجية. فيما يلي بعض الأمثلة فقط لكل فئة ذكرتها هذه المنظمة:

المخاطر العرضية:

  • الالتواءات والإجهاد بسبب الانزلاق والسقوط أثناء حمل الأحمال الثقيلة.
  • تهيج العين والجلد الناتج عن ملامسة المطهرات واللقاحات والأدوية.
  • الحروق من التعرض للأسطح الساخنة (مثل تقليم المنقار).

المخاطر الفيزيائية (جسدية وبدنية):

  • التعرض الطويل للحرارة والبرودة بسبب العمل في الهواء الطلق.
  • المشاكل العضلية الهيكلية الناتجة عن رفع وتحريك الحيوانات، صناديق العلف (الأكياس)، جمع البيض.

المخاطر الكيميائية:

  • مشاكل الجهاز التنفسي الناتجة عن التعرض للغبار الذي يتكون من الريش والوبر والكائنات الدقيقة وغيرها.
  •  التعرض للمطهرات والمنظفات والفورمالديهايد والمبيدات.

المخاطر البيولوجية:

  • الالتهابات الحيوانية المنشأ، حيث تنتقل هذه الأمراض بين الطيور والبشر.

الأمراض التي تسببها بيئة العمل في مزارع الدواجن:

مشاكل الجهاز التنفسي:

أظهرت العديد من الدراسات أن مزارعي الدواجن لديهم مخاطر أكبر للإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي من غير المزارعين، على سبيل المثال، أظهرت نتائج دراسة أن عمال مزرعة دواجن ولاية كارولينا الشمالية يعانون من البلغم والصفير المزمن أكثر من العمال غير الزراعيين.

كما أظهرت دراسة أخرى أجريت على 22 مزرعة دواجن في ولاية كارولينا الشمالية أن مزارعي الدواجن وصائديها تعرضوا لمستويات عالية من الغبار والأمونيا، حيث يحتوي كل بيت دواجن على خليط معقد من الغبار والغازات، كما تعتمد طبيعة هذا الخليط على العديد من العوامل بما في ذلك التهوية ونوع الدواجن ونظام التغذية وإدارة النفايات.

عادة ما تكون مستويات الغبار والغاز أعلى في الشتاء، لذلك الغبار العضوي هو أكثر ملوثات الجهاز التنفسي شيوعاً، كذلك الغبار العضوي عبارة عن مزيج من الغبار مع البكتيريا أو الفطريات (جراثيم فطرية).

أيضاً الأمونيا غاز مزعج موجود في حظائر الدواجن، حيث تبلغ العتبة المهنية للأمونيا بشكل عام 25 جزء في المليون، وذلك بالنسبة للتعرض قصير المدى (15 دقيقة)، فإن الحد الأدنى هو 35 جزء في المليون، كما يشكل تركيز الأمونيا البالغ 300 جزء في المليون خطراً على الحياة على الفور.

لذلك لا يستطيع الأشخاص الذين عملوا في حظائر الدواجن لسنوات في كثير من الأحيان اكتشاف مستويات أقل من 50 جزء في المليون، حيث لا تقتصر الغازات الضارة في حظائر الدواجن على الأمونيا، حيث توجد أيضاً (H2S) و(CO2) و(CO) و(CH4) والأبخرة (المرتبطة بالمبيدات الحشرية والمطهرات وعلاجات القمامة) ويمكن أن تسبب مشاكل صحية.

كما ينتج عن التعرض للغبار والغازات استجابات في الجهاز التنفسي، حيث تختلف هذه الاستجابات من شخص لآخر، وقد تؤثر على أي جزء من النظام. تشمل الاستجابات المحتملة التهاب الشعب الهوائية الحاد أو المزمن (رد الفعل الأكثر شيوعاً) وزيادة تفاعل الممرات الهوائية والربو وانسداد مجرى الهواء المزمن.

إصابات أخرى يمكن أن يتعرض لها العاملون في مزارع الدواجن:

يمكن لمصنع معالجة الدواجن النموذجي معالجة عشرات الآلاف من الدجاج يومياً، حيث تشمل الشكاوى الشائعة الثآليل والتهابات من شظايا العظام والطفح الجلدي من ماء الكلور (المستخدم لغسل الجثث الملوثة بالبراز).

كما يتعين على الموظفين القيام بالكثير من الحركات السريعة والمتكررة، وغالباً ما يعانون من إصابات ناجمة عن السكاكين والمناشير والآلات، حيث تعتبر الجروح والتمزقات من المخاطر المستمرة للعمال الذين يتعاملون بشكل متكرر مع السكاكين.

كما إن الإصابات الأخرى شائعة أيضاً، وذلك وفقاً لدراسة إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA)، كما تمثل إصابات الظهر 40٪ من جميع إصابات مصانع تجهيز الدواجن، لذلك العمال الذين يقطعون أو يسحبون اللحم من العظام يستخدمون حركات سريعة ومتكررة تضغط على معصمهم وأيديهم.

كما أن هذا الموقف يجعل هؤلاء الأشخاص عرضة للإصابة بحالات موهنة للأعصاب والعضلات والأوتار ومتلازمة النفق الرسغي هي أشد أنواع هذه الاضطرابات.

عندما يتم استخدام الأوتار التي تمر عبر قناة ضيقة في الرسغ (النفق الرسغي)، فإنها تنتفخ وتضغط على العصب الذي يتحكم في الشعور في اليد، وفقاً لتقرير عام 1995م، كما نُشر في المجلة الأمريكية للطب المستقل، حيث أبلغ 50٪ من العمال عن ثلاث مشكلات مستمرة أو أكثر في الأطراف العلوية، بما في ذلك انخفاض حساسية الاهتزاز في أطراف أصابعهم وضعف قوة القرص وخدر شديد.

الالتهابات الحيوانية المنشأ:

تنتقل الأمراض الحيوانية المنشأ من الحيوانات إلى الإنسان وتشمل الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية والطفيلية، وذلك يعد داء السلمونيلات وداء العطيفة وداء المتدثرات والسل ومرض نيوكاسل وإنفلونزا الطيور من أكثر الأمراض الحيوانية المنشأ شيوعاً التي تنتقل من الدواجن إلى البشر، حيث يتعرض عمال الدواجن لخطر أكبر للتأثر بهذه الأمراض.

كما يجب معالجة هذه المخاطر الصحية وغيرها في أماكن تجارة الدواجن من خلال تحسين بيئة العمل، وذلك من أجل تحقيق هذا الهدف المهم للغاية، حيث يتحمل كل من أصحاب العمل والموظفين المسؤولية، كما يلعب تدريب الموظفين دوراً حيوياً في الحد من حدوث هذه المشكلات، كما تعرف دائماً على بيئة عملك والملوثات والمخاطر المحتملة، حيث يجب أن تأتي السلامة دائماً أولاً.


شارك المقالة: