بعد سباق طويل يتناول العديد من العدائين زجاجة من حليب الشوكولاتة بدلاً من زجاجة ماء أو مشروب رياضي. واتضح أن حليب الشوكولاتة لا يروي العطش فحسب؛ قد يساعد أيضًا في تحسين تعافي الجسم بعد تلك الأميال على الطريق. كما يمكن أن يساعد الرياضيين على تحقيق أقصى استفادة من تدريباتهم. ولكن ما تأثير الدهون المشبعة على الأداء الرياضي؟
ما هي الدهون المشبعة؟
تعتبر الدهون المشبعة جزيئات دهنية ليس لها روابط مزدوجة بين جزيئات الكربون، لأنها مشبعة بجزيئات الهيدروجين. وتعتبر إنها دهون مع جزيء ثلاثي الجليسريد يحتوي على ثلاثة أحماض دهنية مشبعة. وتكون جميع ذرات الكربون في سلاسل الأحماض الدهنية للدهون المشبعة مرتبطة بروابط مفردة. ومعظم الدهون المشتقة من مصادر حيوانية هي دهون مشبعة. وعادة ما تكون الدهون المشبعة صلبة في درجة حرارة الغرفة، والدهون في الطعام هي دائمًا مزيج من أنواع مختلفة من الأحماض الدهنية.
الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة:
توجد الدهون المشبعة بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، وخاصة من مصادر حيوانية مثل اللحوم ومنتجات الألبان. الأمثلة تشمل:
- لحم بقري دهني.
- لحم ضأن.
- لحم خنزير.
- الدواجن مع الجلد.
- دهن البقر (الشحم).
- شحم الخنزير.
- كريم.
- زبدة.
- جبنه.
- بعض منتجات الألبان الأخرى المصنوعة من الحليب كامل الدسم أو قليل الدسم.
يمكن أن تحتوي العديد من الأغذية المخبوزة والأطعمة المقلية أيضًا على مستويات عالية من الدهون المشبعة. وتعتبر بعض الزيوت النباتية، مثل زيت النخيل وزيت نواة النخيل وزيت جوز الهند، أمثلة على الدهون المشبعة.
الأطعمة منخفضة الدهون المشبعة:
وهي أطعمة التي تحتوي مكوناتها على الزيوت النباتية السائلة وليس الزيوت الاستوائية. ويجب اختيار اللحوم والدواجن الخالية من الدهون وتحضيرها دون إضافة دهون مشبعة ومتحولة. وبعض الأطعمة الصحية التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة تشمل:
- الحبوب.
- منتجات الألبان قليلة الدسم.
- الدواجن والأسماك.
- المكسرات.
تأثير الدهون المشبعة على الأداء الرياضي:
تعتبر الدهون المشبعة مصدر وقود للجسم. فهي تساعد في امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون وبعض المغذيات النباتية، وتستخدم لبناء أغشية الخلايا ولها العديد من الأغراض الأخرى. وهناك بعض الأدلة على الخصائص المضادة للبكتيريا لبعض الدهون المشبعة. ويمكن لجسم الإنسان أن يصنع جميع الدهون المشبعة التي يحتاجها، بما في ذلك الكربوهيدرات الزائدة في النظام الغذائي.
ولكن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة يمكن أن يرفع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم. وتزيد المستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. والعديد من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة تحتوي أيضًا على نسبة عالية من السعرات الحرارية.
ويمكن أن تؤدي المستويات العالية من LDL إلى تضيق الشرايين بسبب التكلس وعدم المرونة. وذلك يؤدي إلى يمنع الدم الغني بالأكسجين الكافي من الوصول إلى القلب والتسبب في تلف القلب. وينقل البروتين الدهني منخفض الكثافة 75 في المائة من كوليسترول الدم في جميع أنحاء الجسم. ومع ذلك، يخضع هذا الكوليسترول أحيانًا لعملية أكسدة (أي يصبح جزئاً غير مستقر)؛ ممّا يسمح له بالاختراق والتصرف بشكل خطير داخل جدار الشريان.
ويطلق الجسم عوامل المناعة استجابةً لـ LDL المؤكسد. لسوء الحظ ، يطلق الجسم الكثير من العوامل المناعية التي تسبب الالتهاب؛ ممّا يؤدي إلى مزيد من الضرر لجدران الشرايين. ويكون للكوليسترول المؤكسد أيضًا دورًا في خفض أكسيد النيتريك؛ وبسبب نقص حمض النيتريك لا يمكن للدم أن يتدفق بحرية؛ ممّا قد يسبب المزيد من مشاكل القلب والأوعية الدموية. وهذا يجعل من الصعب على الرياضيين الحصول على تدفق دم مناسب ونقل الأكسجين في جميع أنحاء أجسامهم إلى جميع عضلاتهم، ممّا يضر في النهاية بأدائهم.