البحر الأحمر

اقرأ في هذا المقال


ما هو البحر الأحمر؟

البحر الأحمر هو شريط ضيق من المياه يمتد جنوب شرق السويس في مصر، لحوالي 1200 ميل (1930 كم) إلى مضيق باب المندب، الذي يتصل بخليج عدن ومن ثم مع العرب، ومن الناحية الجيولوجية يجب اعتبار خليجي السويس والعقبة (إيلات) الامتداد الشمالي لنفس الهيكل، حيث يفصل البحر سواحل مصر والسودان وإريتريا غربًا عن سواحل المملكة العربية السعودية واليمن من الشرق، ويبلغ أقصى عرض لها 190 ميلاً، وأكبر عمق لها 9.974 قدمًا (3،040 مترًا)، ومساحتها حوالي 174،000 ميل مربع (450،000 كيلومتر مربع).

يعتبر البحر الأحمر أكثر مياه البحر سخونة وملوحة في العالم، نتيجة لارتباطه بالبحر الأبيض المتوسط ​​من خلال قناة السويس، فهو أحد أكثر الممرات المائية كثافة في السفر في العالم، حيث ينقل حركة النقل البحري بين أوروبا وآسيا، واسمها مشتق من تغيرات اللون الملحوظة في مياهها، وعادة البحر الأحمر هو أزرق مخضر كثيف، ومع ذلك فإنه يسكن أحيانًا أزهار واسعة من الطحالب (Trichodesmium erythraeum)، والتي عند موتها تحول لون البحر إلى اللون البني المحمر.

خصائص البحر الأحمر:

يقع البحر الأحمر في منخفض صدع يفصل بين كتلتين كبيرتين من قشرة الأرض شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، حيث تصل الأرض على كلا الجانبين الداخلية من السهول الساحلية إلى ارتفاعات تزيد عن 6560 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، مع أعلى مستوى في الجنوب.

ينقسم البحر الأحمر عند نهايته الشمالية إلى قسمين خليج السويس إلى الشمال الغربي وخليج العقبة إلى الشمال الشرقي، حيث أن خليج السويس ضحل ويتراوح عمقه بين 180 و 210 أقدام، ويحده سهل ساحلي عريض، أمَّا خليج العقبة فيحده سهل ضيق ويصل عمقه إلى 5500 قدم، ومن حوالي 28 درجة شمالًا، حيث تلتقي خليجي السويس والعقبة جنوبًا إلى خط عرض بالقرب من 25 درجة شمالًا، تتوازى سواحل البحر الأحمر مع بعضها البعض على مسافة 100 ميل تقريبًا، وهناك يتكون قاع البحر من حوض رئيسي، بعمق أقصى يبلغ حوالي 4000 قدم يمتد بموازاة الشواطئ.

جنوب هذه النقطة واستمرارًا من الجنوب الشرقي حتى خط العرض 16 درجة شمالًا، يصبح الحوض الرئيسي متعرجًا بعد مخالفات الخط الساحلي، وفي منتصف الطريق تقريبًا أسفل هذا القسم ما بين 20 درجة و21 درجة شمالًا تقريبًا، تصبح تضاريس الحوض الصغير أكثر وعورة، وتظهر العديد من الشقوق الحادة في قاع البحر، وبسبب النمو الواسع للضفاف المرجانية بقيت قناة ضيقة ضحلة جنوب 16 درجة شمالاً، حيث تتأثر العتبة (سلسلة التلال البحرية) التي تفصل البحر الأحمر وخليج عدن عند مضيق باب المندب بهذا النمو، لذلك يبلغ عمق المياه حوالي 380 قدمًا فقط، وتصبح القناة الرئيسية ضيقة.

الشقوق الموجودة في الجزء الأعمق من الحوض هي مناطق قاع البحر غير معتادة، حيث يوجد محلول ملحي ساخن، ومن الواضح أن هذه البقع تشكل أعماق متميزة ومنفصلة داخل الحوض ولها اتجاه بين الشمال والجنوب، في حين أن الاتجاه العام للحوض هو من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وفي الجزء السفلي من هذه المناطق توجد رواسب فريدة تحتوي على رواسب من أكاسيد المعادن الثقيلة من 30 إلى 60 قدمًا.

معظم جزر البحر الأحمر هي مجرد شعاب مرجانية، ومع ذلك توجد مجموعة من البراكين النشطة جنوب أرخبيل مباشرة (15 درجة 50 درجة شمالًا)، بالإضافة إلى بركان منقرض مؤخرًا في جزيرة جبل الطائر، حيث يحتل البحر الأحمر جزءًا من وادي متصدع كبير في القشرة القارية لإفريقيا والجزيرة العربية.

هذا الكسر في القشرة هو جزء من نظام صدع معقد يشمل نظام شرق إفريقيا المتصدع، والذي يمتد جنوبًا عبر إثيوبيا وكينيا وتنزانيا لمسافة تقارب 2200 ميل وشمالًا لأكثر من 280 ميلًا من خليج العقبة لتشكيل أكبر وادي العقبة – البحر الميت – صدع الأردن، ويمتد النظام أيضًا شرقًا لمسافة 600 ميل من الطرف الجنوبي للبحر الأحمر لتشكيل خليج عدن.

يخترق وادي البحر الأحمر الكتلة الصخرية العربية النوبية، والتي كانت كتلة مركزية مستمرة من الصخور النارية والمتحولة قبل الكمبري (أي تشكلت في عمق الأرض تحت ضغط الحرارة والضغط منذ أكثر من 540 مليون سنة)، والتي تشكل نتوءاتها الجبال الوعرة في المنطقة المجاورة، حيث أن الكتلة الصخرية محاطة بصخور ما قبل الكمبري المغطاة برواسب بحرية من العصر القديم (542 إلى 251 مليون سنة).

وقد تأثرت هذه الرواسب بالطي والصدوع التي بدأت في وقت متأخر من حقب الحياة القديمة، ومع ذلك استمر وضع الودائع خلال هذا الوقت واستمر على ما يبدو في عصر الدهر الوسيط (251 إلى 65.5 مليون سنة مضت)، حيث يبدو أن رواسب الدهر الوسيط تحيط وتتداخل مع تلك الموجودة في حقب الحياة القديمة، وهي بدورها محاطة برواسب حقب الحياة الحديثة المبكرة (أي ما بين 65.5 و 55.8 مليون سنة)، وفي العديد من الأماكن تم العثور على بقايا كبيرة من رواسب الدهر الوسيط فوق صخور ما قبل الكمبري، ممَّا يشير إلى وجود غطاء مستمر إلى حد ما من الرواسب فوق الكتلة الصخرية القديمة.

يعتبر البحر الأحمر بحرًا جديدًا نسبيًا، وربما يشبه تطوره تطور المحيط الأطلسي في مراحله الأولى، حيث يبدو أن حوض البحر الأحمر قد تشكل على الأقل في مرحلتين معقدتين من حركة الأرض، وبدأت حركة إفريقيا بعيدًا عن شبه الجزيرة العربية منذ حوالي 55 مليون سنة، وتم فتح خليج السويس منذ حوالي 30 مليون سنة، والجزء الشمالي من البحر الأحمر قبل حوالي 20 مليون سنة.

بدأت المرحلة الثانية منذ حوالي 3 إلى 4 ملايين سنة، حيث شكلت الحوض الصغير في خليج العقبة وأيضًا في النصف الجنوبي من وادي البحر الأحمر، وهذه الحركة المقدرة بما يتراوح بين 0.59 و0.62 بوصة (15.0 إلى 15.7 ملم) سنويًا لا تزال مستمرة، كما يتضح من النشاط البركاني الواسع خلال 10000 عام الماضية والنشاط الزلزالي وتدفق المحاليل الملحية الساخنة في الحوض الصغير.

تتلقى منطقة البحر الأحمر كمية قليلة جدًا من الأمطار بأي شكل من الأشكال، على الرغم من أن القطع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ تشير إلى وجود فترات تتساقط فيها كميات أكبر من الأمطار، وبشكل عام يفضي المناخ إلى النشاط الخارجي في الخريف والشتاء والربيع باستثناء أثناء العواصف، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 46 و82 درجة فهرنهايت (8 و28 درجة مئوية).

ومع ذلك فإن درجات الحرارة في الصيف أعلى بكثير، حيث تصل إلى 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية) والرطوبة النسبية مرتفعة، ممَّا يجعل النشاط القوي غير سار، وفي الجزء الشمالي من منطقة البحر الأحمر تمتد حتى 19 درجة شمالاً، وتكون الرياح السائدة شمالية إلى شمالية غربية أشهرها الرياح الغربية أو “المصرية” التي تهب مع بعض العنف خلال أشهر الشتاء وعادة ما تكون مصحوبة بضباب ورمال متطايرة.

ومن خط العرض 14 درجة إلى 16 درجة شمالًا تتغير الرياح، ولكن من شهر يونيو إلى شهر أغسطس تتحرك الرياح الشمالية الغربية القوية من الشمال، وتمتد أحيانًا إلى أقصى الجنوب حتى مضيق باب المندب بحلول سبتمبر، ومع ذلك يتراجع نمط الرياح هذا إلى موقع شمال 16 درجة شمالًا جنوب 14 درجة شمالًا، وتكون الرياح السائدة من الجنوب إلى الجنوب الشرقي.


شارك المقالة: