مدينة كربلاء في العراق

اقرأ في هذا المقال


كربلاء:

وهي مدينة تقع على مسافة خمسة وستين ميلا الى الجنوب الغربي من بغداد، يشكل محور التفاني لأكثر من مائتي مليون من الشيوخ المسلمين، على الرغم من أن عدد سكان هذه المدينة المليئة بأشجار النخيل يقدر بنحو 500000 نسمة إلا أنها تجتذب أكثر من مليون شخص خلال مواسم الحج.

تدين المدينة بأهميتها للمعركة التي دارت على أراضيها عام 680 م بيننا الحسين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان رئيس الحاكمة من سلالة الأموي في ذلك الوقت، خلال المعركة قُتل الحسين بن علي ومجموعة صغيرة من الأتباع وأفراد العائلة على يد قوات يزيد بعد رفض الاعتراف بالأخير كسلطة شرعية.

جغرافية ومناخ مدينة كربلاء:

محافظة كربلاء هي واحدة من أصغر محافظات العراق وتقع في الجنوب الغربي من البلاد، تمتد الأراضي الزراعية المروية على طول نهر الفرات شرق كربلاء، بينما تتكون الأجزاء الغربية من المحافظة من سهول صحراوية، تقع بحيرة الرزازة المالحة على بعد بضعة كيلومترات إلى الغرب من مدينة كربلاء عاصمة المحافظة، تشترك كربلاء في الحدود الداخلية مع محافظات الأنبار وبابل والنجف، تتمتع كربلاء بمناخ صحراوي جاف نموذجي، تصل درجات الحرارة بسهولة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر في الصيف في حين أن هطول الأمطار محدود للغاية ويتركز في أشهر الشتاء.

التقسيم السكاني والإداري:

يعد العرب الشيعة هم المجموعة العرقية والدينية المهيمنة في كربلاء، حيث يشكلون الأغلبية في المدينة من حيث السكان وذلك للمكانة الدينية للمدينة عند الشيعة، كما يقيم في المحافظة مجتمع سني صغير.

تنقسم كربلاء إلى ثلاث مناطق:

  • كربلاء.
  • عين التمر.
  • الهندية.

اقتصاد مدينة كربلاء:

يقوم اقتصاد كربلاء على قطاعين رئيسيين: الزراعة والسياحة (الدينية)، تزرع الأعمال الزراعية في كربلاء مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات ومنتجات البساتين، يعد ضريح الإمام الحسين في كربلاء من أقدس الأماكن للمسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم ويزور المحافظة كل عام ملايين الحجاج من داخل العراق وخارجه، المواقع الدينية والأثرية الأخرى فضلاً عن مناطق الجذب الطبيعية مثل بحيرة الرزازة تجذب السياح أيضًا، تتمتع محاجر الرمال في كربلاء بإمكانية تطويرها لتصبح مورّدين مهمين للموارد لصناعة البناء والتشييد.

تستضيف عاصمة المحافظة جامعة كربلاء، كان لانعدام الأمن والاعتداءات على الحجاج أثر سلبي على عدد الحجاج الذين يزورون كربلاء، كما أن غزوات على المدينة في عام 2014 والمواجهة المستمرة بين المسلحين وقوات الأمن العراقية تخيف الكثير من الزوار خاصة القادمين من دول خارج العراق مثل إيران، يؤدي تضاؤل ​​أعداد الزوار إلى فقدان الوظائف في قطاع السياحة، كما أن الآلات التي عفا عليها الزمن والتوافر الواسع للمنتجات المستوردة الرخيصة تدفع ببطء مصانع تعليب المواد الغذائية في كربلاء إلى التوقف عن العمل.

تسمية مدينة كربلاء:

على الرغم من أن أصل الكلمة من كربلاء هو الأكثر احتمالا متجذرة في الآرامية والآشورية، الا أن الرواية الأخرى بأنها مزيج من اثنين من الكلمات العربية وهي الكرب أي بمعنى الكارثة، في جميع الاحتمالات صعدت كربلاء في التسلسل الهرمي التعبدي لأتباع الحسين بن علي بعد استشهاده عام 680 م.

نبذه تاريخية مدينة كربلاء:

في معركة كربلاء عام 680 هاجمت القوات الموالية للخليفة يزيد وقتلت حسين بن علي وأتباعه بمن فيهم أخوه غير الشقيق عباس وابنه علي أكبر، الحسين هو ابن علي بن أبي طالب وحفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويعتبره الشيعة الإمام الثالث، كانت مقابر الحسين وعباس وعلي أكبر في كربلاء أماكن مقدسة للمسلمين الشيعة منذ ذلك الحين وتجذب ملايين الحجاج كل عام، كانت كربلاء أيضًا مركزًا مهمًا للبحث الديني الشيعي.

لطالما شكل رجال الدين الشيعة في مدينتي كربلاء والنجف المقدستين تحديًا للسلطة المركزية في بغداد، ليس من المستغرب أن تصبح كربلاء أحد مراكز الانتفاضة الشيعية التي اجتاحت جنوب العراق عام 1991، بعد الهزيمة العراقية على يد التحالف الدولي اندلعت ثورات جماعية في آذار / مارس 1991 في كردستان العراق والمحافظات الشيعية الجنوبية، كانت الانتفاضات مستوحاة من الضعف الواضح لنظام البعث وشجعها الرئيس السابق جورج هـ.

دعت بوش الشعب العراقي لإسقاط صدام حسين بأنفسهم، ومع ذلك لم يتحقق الدعم الأمريكي المتوقع للثورات وبعد الانتصارات الأولية سرعان ما سحق الجيش العراقي المتمردين غير المنسقين، على عكس المنطقة الكردية لا يمكن للجنوب الشيعي الاعتماد على منطقة حظر طيران فرضها التحالف الدولي.

كما قُتل الآلاف في القتال بمن فيهم مدنيون قتلوا عندما استهدف الجيش العراقي بشكل عشوائي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون باستخدام الأسلحة الثقيلة والمروحيات، تم اعتقال أو إعدام العديد من الأشخاص الآخرين ليتم العثور عليهم في مقابر جماعية بعد غزو عام 2003، تعرضت مدينة كربلاء والأضرحة المقدسة فيها لأضرار قتالية كبيرة، بالنسبة لما تبقى من حكم نظام البعث فُرضت قيود على رجال الدين الشيعة وكذلك على الحجاج الذين يزورون المزارات.

في عام 2003 توغلت القوات الأمريكية في طريقها إلى بغداد عبر ما يسمى “فجوة كربلاء” وهي امتداد من الأرض بين مدينة كربلاء وبحيرة الرزازة، في أبريل 2003 تم الاستيلاء على مدينة كربلاء نفسها بعد هجوم جوي وأيام من القتال العنيف، في ديسمبر / كانون الأول 2003 استهدفت سلسلة من الهجمات بالقنابل القوات متعددة الجنسيات في كربلاء، مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 172 آخرين العديد منهم من المدنيين، في يناير 2007 تم استهداف القوات الأمريكية مرة أخرى عندما تم اختطاف خمسة جنود من قاعدتهم وإعدامهم في غارة زُعم أنها كانت مدعومة من إيران.

في سنوات الفتنة الطائفية التي أعقبت الإطاحة بصدام حسين تم استهداف مدينة كربلاء ذات الأهمية الرمزية عدة مرات من قبل المتمردين السنة، في آذار / مارس 2004 انفجرت ست قنابل قرب مرقد الحسين استهدفت حشوداً من المسلمين الشيعة المشاركين في عيد الشورى الذي يحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين.

حيث قتل 85 شخصا وأصيب أكثر من 200، واستُهدف المرقد مرة أخرى في يناير / كانون الثاني 2006 عندما أسفر هجوم بالقنابل عن مقتل 60 مدنياً على الأقل وإصابة كثيرين آخرين، وفي نيسان / أبريل 2007 قُتل العشرات من المدنيين مرة أخرى عندما انفجرت سيارة مفخخة مفخخة بالقرب من ضريح الإمام الحسين.

في يناير وفبراير 2009 ومرة أخرى في فبراير 2010 ويناير 2011 استهدف الحجاج مرة أخرى بهجمات بالقنابل، خلال مهرجان الأربعين في كانون الأول (ديسمبر) 2014، حيث أصاب هجوم بقذائف الهاون كربلاء، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، على الرغم من هذه الاعتداءات على مرقد الإمام الحسين في كربلاء الا أن عدد الحجاج الذين يزورون كربلاء ازداد بشكل مطرد منذ رفع القيود المفروضة على الحج في عام 2003 بعد الإطاحة بصدام حسين.


شارك المقالة: