التعب والاستشفاء في رياضة كرة اليد

اقرأ في هذا المقال


يترتب على اللاعب عدم بذل مجهود عالي أثناء التدريب، كما يترتب على المدرب التدرج في عملية بذل الجهد حتى لا يستهلك اللاعب كل طاقاته، وبالتالي يصبح غير قادر على إكمال التدريب.

التعب في رياضة كرة اليد

عند استمرار اللاعب في أداء واجباته البدنية والخططية طوال فترة التدريب أو المباراة، فأنه سوف يتعرض إلى التعب التي تلاحظ على اللاعب عندما يحدث عنده انخفاض في مستوى عند القيام بالواجبات الحركية وعدم الأداء بصورة صحيحة أثناء اللعب، ولكي يطبق اللاعب الحركات والواجبات بكفاءة يجب عليه أن يتخلص أولاً من الأسباب التي أدت إلى التعب.

ويعتبر التعب ظاهرة فسيولوجية مركبة، ويعرف التعب بأنه انخفاض مؤقت في الأداء البدني والحالة الوظيفية بسبب أداء اللاعب عمل مستمر، ويمكن قياسه من خلال مظاهرة الخارجية عن طريق العمل الديناميكي المؤدى، وذلك يعني بأن اللاعب في بداية التدريب أو المباراة وقبل أن يحل عليه التعب يكون يؤدي بكفاءة عالية وبسرعة معينة، ثم بعد تكرار الأداء بهذه الطريقة يلاحظ انخفاض مستوى أداء اللاعب وخاصة خلال نهاية الشوط أو المباراة أو التدريب.

كما أن اللاعب بعد أن ينال قسطاً من الراحة أو الاستشفاء يمكن أن يؤدي بكفاءة عالية مرة أخرى، بمعنى أن هبوط مستوى الأداء هبوط وقتياً، وهذا الشيء يعتبر ظاهرة فسيولوجية يتم ملاحظتها من خلال جرعات التدريب المعتادة.

ويظهر التعب عند لاعبي كرة اليد بانخفاض مستوى الأداء أثناء اللعب، وخاصة عند القيام بممارسة المتطلبات المهارية والخططية، حيث يفقد اللاعب الإتقان والدقة عند أداء التمرير أو الاستلام أو التصويب، بالإضافة إلى عدم قدرته على القيام بتنفيذ المتطلبات الخططية سواء أثناء الدفاع أو الهجوم، أو التصرف في المواقف المتغيرة والمفاجئة التي تعرض لها أثناء اللعب، كما أن ارتفاع المستوى التدريبي للاعب يساعده على مقاومة التعب لفترة أطول.

كما يجب الأخذ بعين الاعتبار تأثير التعب بالأحمال التدريبية المعطاة، ولذلك فأن التعب يتأثر بالحالة النفسية لدى اللاعب، فكلما كان التدريب مملاً ويفتقد إلى عنصر التشويق يظهر التعب على اللاعب بصورة أسرع، كما أن العوامل الحيوية تؤثر على التعب، حيث يزداد ظهور التعب عند التدريب أو اللعب في الجو الحار مرتفع الرطوبة.

مكان حدوث التعب أثناء ممارسة رياضة كرة اليد

إن مواضيع التعب قد تكون في الجهاز العصبي المركزي أو في الاتصالات بين الخلايا العصبية، وقد يكون في مكان الاتصال العصبي العضلي أو في العضلة ذاتها، وذلك على حسب نوع النشاط المؤدى، فالأداء العضلي الذي يستمر لفترة طويلة يؤدي إلى تعب الجهاز العصبي المركزي، وكذلك النشاط الحركي الذي يتميز بصعوبة أداء المهارات الحركية لعدة ساعات.

بينما يحصل التعب في الاتصال العصبي العضلي في الأنشطة التي تتميز بالسرعة، ويحدث التعب في العضلة في العمل العضلي الذي يتطلب أداء الوحدات الحركية البطيئة دون تركيز كبير للجهاز العصبي.

أسباب حدوث التعب عند ممارسة رياضة كرة اليد

  • تراكم المواد الناتجة عن الأداء المستمر مثل حامض اللاكتيك والبروفيك.
  • استنفاذ المواد اللازمة للطاقة مثل الجليكوجين.
  • حصول تغيرات في الحالة الفيزيائية للعضلة مثل تغيرات كهربائية.
  • اختلاف التنظيم والتوافق من مستوى الخلية حتى تنظيمات الأجهزة الحيوية.

حالات التعب التي يمر بها لاعب كرة اليد

1. التعب الناتج عن أداء أعمال عضلية سريعة جداً لفترة زمنية قصيرة

وهذا الشيء يؤدي إلى نقص مواد الطاقة الكيميائية نتيجة إنتاج الطاقة اللاهوائية الفوسفاتية، وذلك الشيء يحصل بعد العدو السريع لمسافة ما أثناء الهجوم الخاطف أو العودة للدفاع بسرعة، ويتخلص اللاعب من هذا النوع من التعب من خلال فترات انخفاض معدل اللعب أو خلال فترة الراحة التي يأخذها اللاعب عند إجراء عمليات التبديل التي يسمح بها القانون طوال زمن المباراة وفي أي وقت، أو خلال فترات توقف اللعب كما هو الحال في الوقت المستقطع.

2. التعب العضلي الناتج عن أداء أعمال عضلية سريعة لفترة زمنية أطول نسبياً

يحدث هذا التعب أثناء الدفاع أو الهجوم، ويكون إنتاج الطاقة في هذه الحالة لاهوائياً معتمداً على تكسير الجليكوجين في غياب الأكسجين، وبذلك الشيء يتجمع حامض اللاكتيك ويسبب التعب، وهذا النوع من التعب يحاول اللاعب أن يتخلص منه طوال زمن المباراة أو خلال فترة الوقت المستقطع، أو خلال راحة اللاعب أثناء القيام بالتبديل والخروج من الملعب وخلال الراحة بين الشوطين؛ وذلك من أجل تقليل حامض اللاكتيك بالعضلات، وأما بالنسبة للجزء المتبقي من حامض اللاكتيك بعد المباراة أو التدريب، فأنه يزول خلال ساعة أو ساعتين على الأكثر.

3. التعب الناتج عن استنفاد الجليكوجين

ويظهر تأثير هذا النوع من التعب بشكل واضح خلال الجزء الأخير من المباراة، ويحتاج اللاعب إلى أكثر من 24 ساعة؛ لاستعادة مخزون الجليكوجين إلى ما كان عليه.

4. تعب الجهاز العصبي المركزي

هذا النوع من التعب ينتج عن سرعة اتخاذ القرارات المختلفة وتطبيقها طوال فترة المباراة، ويظهر ذلك الشيء بشكل واضح أثناء القيام بالمتطلبات الخططية سواء أثناء الدفاع أو الهجوم، حيث تقوم أعضاء الحواس المختلفة بنقل حجم هائل ومتغير من المعلومات المختلفة عن مواقف اللاعب، وعلى الجهاز العصبي سرعة اتخاذ القرارات المناسبة لكل موقف.

استعادة الشفاء بعد ممارسة رياضة كرة اليد

إن التبادل السليم بين عمليات التدريب ووسائل استعادة الشفاء من المبادئ الأساسية لوصول اللاعبين إلى المستويات العالية، فعملية التدريب ككل هي عبارة عن خليط من الاستشارة والاستشفاء، ومن الخطأ أن يفهم المدرب عملية التدريب على أنها مجموعة من المثيرات فقط، دون الاهتمام أو مراعاة عمليات استعادة الشفاء، فعند أداء اللاعب للأحمال التدريبية تحدث للجسم مجموعة من العمليات الوظيفية التي تكون متصلة مع بعضها البعض، ويبدأ عمل الجسم لاستعادة الشفاء مباشرة بعد الانتهاء من أداء الأحمال التدريبية.

كما أن مدة استعادة الشفاء تنقسم إلى مدة مبكرة متأخرة، حيث أن المدة المبكرة تكون مستمرة لأكثر من دقائق، وأما المدة المتأخرة تكون لأكثر من ساعة أو قد تمتد إلى يوم كامل أو أكثر، كما أن مبادئ العودة للحالة الطبيعية ترتبط في شكل عودة التمثيل الغذائي والطاقة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الحمل البدني.

وتتميز طبيعة الأداء في كرة اليد بأهمية الدور الحيوي الذي تلعبه فترة الاستشفاء، حيث لا تقتصر هذه العملية على فترة الانتهاء من التدريب أو المباراة، وإنما تستمر أثناء المباراة عندما يقل الجهد المبذول في اللعب، وكذلك وقت الراحة بين الشوطين أو أثناء عمليات التبديل التي يغادر فيها اللاعب الملعب، أو خلال فترات الوقت المستقطع، حيث تؤدي نوبات اللعب السريع إلى استهلاك الطاقة بطريقة لاهوائية.

كما أن اللاعب خلال التدريب أو المباراة يضطر إلى العدو أحياناً بسرع كبيرة تبعاً لظروف ومواقف اللعب، حيث يتم استهلاك المواد الفوسفاتية وكذلك يتشكل الجليكوجين بدون الأكسجين؛ وهذا الشيء يعمل على تجمع حامض اللاكتيك، وعند هدوء معدل اللعب يشعر اللاعب بحاجة كبيرة إلى الأكسجين ويزداد التنفس، وتتكرر هذه العملية خلال المباراة.

وسائل استعادة الشفاء بعد ممارسة رياضة كرة اليد

تستعمل في المجال الرياضي بصفه عامة والتدريب بصفة خاصة، فعمليات الاستشفاء أصبحت في الوقت الحاضر جزءاً أساسياً لا ينفصل عن عملية التدريب ولا يقل أهمية عنها، فالعمليات الوظيفية التي تؤثر على معدل نمو الكفاءة البدنية تحدث أثناء فترة الاستشفاء، كما أنه تعبر دراسة تأثير ما بعد الحالة التدريبية على مستوى الحالة الوظيفية للجسم عاملاً هاماً في عمليات التخطيط المناسب لبرامج التدريب؛ وذلك من أجل تطوير عملية التدريب الرياضي.

1. وسائل تربوية

وهي تعتمد على تخطيط المدرب للبرنامج التدريبي بصورة تسمح للاعب بضمان استعادة الشفاء، وذلك من خلال الدورة التدريبية الصغيرة (الأسبوعية)، من خلال العمل على التنوع في شدو وحجم الأحمال التدريبية المعطاة، والعلاقة ما بين الأحمال التدريبية والراحة، واستعمال الراحة النشطة كوسيلة لتنشيط الدورة الدموية على أن يراعي ألا يكون اتجاه العمل في اتجاه العمل العضلي الذي قبله، أو باستعمال نفس المجموعات العضلية.

2. الوسائل النفسية

استعمال هذا النوع من وسائل استعادة الشفاء يساعد على الإسراع في التقليل من حدة توتر النواحي النفسية والعصبية، وإعادة وتشكيل الوضع النفسي للاعب بشكل يساعده على ممارسة التدريب أو المباراة بكفاءة، ومن هذه الوسائل تدريبات الاسترخاء.

3. وسائل الطب (بيولوجية)

يؤدي استعمال هذا النوع من وسائل استعادة الشفاء إلى الارتقاء بالنواحي الحيوية للاعب، والتي تساعده على مقاومة الأحمال التدريبية، والإسراع في التخلص من أشكال بالتعب، والارتفاع بالقدرة على الأداء بكفاءة، ومن وسائل الطب السونا أو التدليك الكهربائي أو التغذية أو الفيتامينات.


شارك المقالة: