إن فعاليات ألعاب القوى لا يمارسها الفرد بغرض الترويح عن النفس، بل بغرض الاشتراك في المنافسات من أجل الفوز بالبطولات، وذلك يحتاج من اللاعب أن يتدرب بشكل متقن.
التغيرات الفسيولوجية التي تحدث للجسم نتيجة ممارسة رياضة ألعاب القوى
لكي يستطيع اللاعب أن يؤدي جهداً ما يجب أن يكون قادراً على تحويل الجليكوجين في الأنسجة العضلية إلى طاقة، ومن أجل ذلك يجب أن يتزود بكمية كافية من الأكسجين، فالتمثيل الهوائي للجليكوجين يتم عندما يتوفر كمية مناسبة من الأكسجين تكفي ما يحتاجه اللاعب أثناء بذل المجهود المطلوب، فالقدرة الهوائية، أي القدرة على تمثيل أكبر قدر ممكن من الأكسجين، هي التي تمكن اللاعب من مقاومة التعب خاصة بالنسبة لجري المسافات المتوسطة والطويلة.
كما أن العامل الذي يحدد القدرة الهوائية هو حجم الأكسجين الذي يستطيع اللاعب أن يستنشقه خلال وحدة زمنية معينة، وأنه لا يمكن اختزان الأكسجين في جسم اللاعب، حيث أن الحد الأقصى لقدرة اللاعب على امتصاص الأكسجين هي التي تحدد قوة احتمال هذا اللاعب عن الآخر، كما أن جسم الإنسان يحتاج إلى الراحة إلى 200_ 300 سم مكعب من الأكسجين في الدقيقة الواحدة، غير أن هذا المعدل يتضاعف 20 مرة أثناء القيام من قبل اللاعب بنشاط عضلي كبير.
كما أن هناك عوامل تتحكم في امتصاص الأكسجين وهي، شدة الجهد المبذول وحركة تحديد العواء في الرئتين التي تزداد بازدياد حجم الجهد المبذول، ومدى قدرة الدم على أخذ الأكسجين والتي يحددها عدد كرات الدم الحمراء ونسبة الهيموجلوبين في الكرات الحمراء وكفاءة الأداء، وكمية الدم التي تصل إلى القلب في الدقيقة الواحدة، ويتم أداء أي عمل يتسم بالاستمرارية عن طريق عملية احتراق الأكسجين؛ وذلك لأن حجم الطاقة المطلوبة كبير جداً خلال فترة قصيرة من الوقت، وخاصة في عدو مسافة 400 متر.
كما أن الجسم لا يستطيع أن يفي بكمية الأكسجين المطلوبة لتمثيل الجليكوجين، وفي هذه الحالة يتم تمثيل الجسم للجليكوجين بمعزل عن الهواء أي بدون أكسجين، وهذه العملية اللاهوائية تقلل من فاعليتها نسبة 50% عن العملية في الهواء؛ بسبب تزايد نسبة حامض اللبنيك في الخلايا وفي الدم، حيث ينتج عن حامض اللبنيك انخفاض في نشاط أيونات الهيدروجين أي في الدرجة الحمضية القلوية للدم، ويؤدي هذا العجز في امتصاص الأكسجين إلى نقص كمية الأكسجين المطلوبة لإنجاز عملية الاحتراق، وهو نقص يجب تعويضه في فترة الراحة عقب التمرين.
كما أن عملية تعويض الأكسجين تكون عل شكل تنفس عميق متواصل نسبياً ونبض عالي باستمرار يستمر فترة من الوقت عقب التمرين، كما أن الشيء الذي يحدد قدرة اللاعب على بذل مجهود هي، مستوى مقدرة اللاعب على امتصاص الأكسجين في وحدة زمنية معينة، والثاني مدى الأكسجين الذي يمكن تأجيل توفيره حتى فترة الراحة.
كما أن التغيرات الفسيولوجية والوظيفية التي تحصل للاعب نتيجة ممارسة رياضة ألعاب القوى، هي:
- زيادة في حجم القلب.
- ارتفاع في كمية الدم التي يدفعها القلب في النبضة الواحدة.
- ارتفاع عدد كرات الدم الحمراء والهيموجلوبين والجليكوجين في العضلات.
- زيادة عدد الشعيرات الدموية.
- نمو الألياف العضلية الحمراء.
- نمو الألياف البيضاء في العضلات.
- ارتفاع في حجم وقوة العضلات.
- تنمية القدرة اللاهوائية.
- تنمية القدرة الهوائية.
- ارتفاع قوة الأربطة والأوتار العضلية والأنسجة الضامة.
- تنمية سرعة انقباض العضلات.
- تغيرات في سرعة حركة الإشارات العصبية (سرعة التلبية).
كما أنه من الناحية الحركية والمهارية في فعاليات ألعاب القوى، يعتبر الركض للمسافات القصيرة من الأعمال الشديدة للأجهزة والعضلات والأعضاء، ويمكن تكيف الأجهزة الداخلية مع الجهاز الحركي من خلال الركض للمسافات الطويلة، كما أن حاجة الأعضاء وخاصة الجهاز العصبي المركزي والعضلات للأكسجين والطاقة تكون كبيرة، حيث أن هذه الأجهزة تأخذ في البداية طاقتها من السكريات والشحوم وفي حالة الاستمرار في التدريب أو المنافسة فإنها تأخذ الطاقة من الاحتياطي المخزون في الجسم.
ويعتمد مقدار الحاجة على مستوى اللاعب ونوع التدريب وعلى نتائجه، وكذلك بالنسبة لاختلاف المسافات وأهمية المنافسات، فمثلاً عند الركض للمسافات القصيرة 100 متر تصل الحاجة للأكسجين إلى 97%، وخلال هذه المسافة فإن العداء يتنفس من مرة إلى مرتين فقط، وهناك رياضيون يركضون كل هذه المسافة 100 متر من دون التنفس أو يأخذون شهيقاً في حال الاستعداد للبدء بالانطلاق.