تحليل الإثارة العصبية العضلية في تدريب القوة أثناء ممارسة الرياضة

اقرأ في هذا المقال


يجب على اللاعب عند ممارسة تدريبات القوة العمل على اتباع تعليمات المدرب وفق البرنامج التدريبي الموضوع، وذلك من أجل أن يحقق اللاعب الاستفادة القصوى من التدريب.

تحليل الإثارة العصبية العضلية في تدريب القوة أثناء ممارسة الرياضة

عند زيادة القوة الخارجية لا بد من وجود استثارة مناسبة لمقابلتها تلبية لحدوث التكيف، كما أن القوة الصادرة من الجهاز العصبي المركزي تتوقف على درجة المؤثرات الخارجية وتبعاُ للدائرة العصبية (دائرة رد الفعل) يتكون التوتر العضلي المناسب، وكلما زادت القوة ودرجة التركيز الخاصة بالمثير الخارجي كلما زاد الإعطاء في الدفع العضلي، كما أن الإثارة العصبية تنتج توتراً استجابياً وهو الذي يحدث تغيراً وظيفياً مناسباً في حجم العضلة.

ويمكن في حالات خاصة تحديد أو تثبيت مقدار التغير في الشد العضلي، أي العمل على تثبيت مقدار القوة وهي على مستوى عالي، وما يمكن إدراكه من معنى التثبيت هو تكرار قوة الإثارة العصبية في نفس مقدار التدريب، كما أن آلية الإثارة العصبية الصادرة التي تتأثر بها الحركة تلعب دوراً مهماً في نمو القوة، كما أن الجهاز العصبي العضلي هو الذي يعمل على تنظيم مقدار القوة الحركية عن طريق الإثارة العصبية، وبالتدريب يمكن أن تتقدم الصفات النوعية للإثارة العصبية، وزيادة على ذلك فإن مقدارها في لحظة حدوث الدفع لزيادة المستوى الوظيفي.

وحالة الجهاز العصبي العضلي هو الذي يعمل على تحديد نتائج التدريب، ولذلك يترتب على المدرب العمل على الاستمرار في شدة الإثارة العصبية مع استمرار التدريب لتزايد مقدارها، كما أن هذا العمل العضلي يتحقق تبعاً للسيطرة العصبية الحركية مع ملائمة النشاط الأساسي، وفي جميع الحالات التي يكون فيها اللاعب يكون كمية التوتر العضلي تبعاً لمقدار قوة الإرادة والقواعد الميكانيكية للحركة الخارجية والاستثارة اللازمة للإنتاج الحركي المناسب تبعاً للتكيف.

المبادئ الأساسية لحدوث الإثارة العصبية العضلية أثناء ممارسة النشاط الرياضي

  • الاستثارة من خلال الحمل عندما يكون العمل العضلي بسبب قوة الإرادة، وتكون المقاومة الضرورية للنشاط أو الثقل المراد رفعه متوافقة مع زيادة مقدار الدفع.
  • الاستثارة من خلال طاقة النشاط الإيجابي (التكنيك) من خلال سقوط الحمل وعندما تكون قوة الإرادة الضرورية المحركة ذات قوة حركية.
  • الاستثارة التلقائية عندما لا تكون هناك استثارات حركية إضافية من الخارج في الحالتين الأوليتين، فإن الحركة تكون تبعاً لديناميكا العمل العضلي وفي الحالة الثالثة تكون بالتوتر الإيزومتري.

كما أن الاستثارة الزائدة تحدث في الحالة الأولى عن طريق زيادة الوزن وسرعة الحركة، وفي الحالة الثانية عن طريق زيادة مسافة السقوط سواء بالنسبة للجسم أو الثقل، وفي الحالة الثالثة تكون من خلال ارتفاع قوة الإرادة التي تكون في الحالة الأولى ثابتة في كمية معينة للعضلات من قوة دفع إرادية، كما أن الانقباض العضلي الذي يحدث بواسطة تيار كهربائي للتدريب يمكن استعمالها والاستفادة منها، وبسبب التغير الكمي الناتج تتغير الحالة التدريبية للعضلات بواسطة قوة الإرادة والتوتر بدون حمل تدريبي تلبية لمتطلبات التكيف.

وهذا ما يشبه ما يحدث في الحركة التي يمكن أن تعطي الأثر من دون الرجوع إلى تدريب القوة عن طريق محاولة التغلب على مقاومة خارجية مثل رفع الأثقال.

أشكال القوة عند العمل الثابت للجهاز العصبي العضلي

1. القوة الثابتة

تعتمد القوة هنا على التعرف الثابت أو الإيزومتري لوظائف الجهاز العصبي ولذلك يلاحظ حدوث علاق قوية بين القوة الداخلية والخارجية، كما أن هذا الشد العضلي والذي يعتمد على التمدد الداخلي للعضلة لا يحدث تقارب بين بين منشأ العضلة ومدغمها، كما أن أماكن الاستقبال التي توجد في العضلات وأربطة المفاصل وأوتار العضلات تسمى بالحس الداخلي، حيث أن أماكن الاستقبال التي توجد في العضلات والمفاصل والتي تقوم بإبلاغ الجهاز العصبي المركزي عن كل ما يختص بالحركة ووضع الأطراف.

ونتيجة هذه الإشارات يحدث توافق في انقباض العضلات وتنفيذ الأداء الحركي بإتقان وفاعلية، وأما إثارة جزء معين من المخ عن طريق العمل البدني فلا يظل محصوراً في نطاق هذا الجزء من البداية، وإلا فأنه يؤثر على الأجزاء المحيطة وينتج عنه أثناء الحركة الجديدة التي تتم بطريقة غير اقتصادية، حيث تحتاج إلى قوة عضلية كبيرة وأن كثيراً من عضلاته تتصلب مما يجعله يبذل جهداً استثنائياً أكبر من المطلوب، ونتيجة الحركات الجانبية الزائدة يحصل التعب السريع، إضافة إلى إجهاد المراكز العاملة بشكل غير عادي.

وخلال التدريب يلاحظ تكرار مستمر للجهد الثابت، كما أن كمية الجهد الثابت أثناء أداء التمرينات الجسمية يتطلب شد أكثر من المضاد للتكيف مع المهارة المطلوبة، إضافة إلى ذلك يؤدي ذلك الشيء إلى التعب السريع، وأما سبب ذلك فيكون بسبب عدم وجود راحة وشد عضلي عالي يؤدي إلى نقل مثيرات كثيرة على الجهاز العصبي المركزي، وتبعاً لذلك تتطور من الخلايا العصبية ظاهرة التمتع الحركي، أي توقف الحركة أو عرقلتها، وكلما كان الشد العضلي كبيراً كلما كانت مدة الجهد قليلة وبالعكس.

كما أن ظاهرة الشد الثابت تؤدي إلى تمنع في الأعصاب الحركية، وهذا بدوره يؤدي إلى تنظيم التنفس والدورة الدموية، وأما أثناء تقليل الجهد الثابت مباشرة فتعمل العضلات ويرتفع التمنع في الأعصاب المركزية بواسطة الإثارة، وهذا الشيء يؤدي إلى تقوية نشاط عملية التنفس وجهاز الدورة الدموية كأحد مميزات القوة الثابتة.

كما أنه في حالة استنفاد الجهد الكلي فتؤدي التكرارات على أساس المثيرات القليلة للجهاز العصبي المركز، والذي يصعب فيه تكامل ربط وعزل الانعكاسات الإرادية، كما أن تحفز الجهاز العصبي المركزي يهبط في بداية التعب، ولهذا السبب تتطور قابلية الإعادة المستعملة مع الجهد المناسب، وأما في طريقة بذل الجهد لفترة قصيرة فتتطور قابلية الجهد القصوي لمرة واحدة.

2. القوة المتحركة

تعتمد القوة هنا على التصرف للجهاز العصبي، وأثناء هذا النشاط لا يحصل توافق بين القوة الداخلية والخارجية مع بعضهما، فإما أن تزداد القوى الداخلية التغلب على العمل أو أن تزداد القوى الخارجية (تراجع العمل)، فأثناء طريقة التغلب في العمل يحدث غالباً في الحركات الرياضية، وهذه تسمح طبقاً للحركات أثناء العمل على تحريك وزن الجسم أو الوزن الإضافي أو التغلب على مقاومة الاحتكاك، وهنا تنقبض العضلة ويتقارب منشأ العضلة من مدغمها.

كما أن أهم الأسس التي تحقق هذا النوع من الانقباض فهي حركات المنافسة بتوجيه متوافق (توجيه جزئي)، والتي تتطور في تدريب القوة تطوي غير متكامل عن طريق تمرينات السباقات، وأما تمرينات القوة العامة فليس لها أثر في تطور ذلك، وإن القوة التي تتطور عن طريق التمرينات العامة للقوة يمكن أن تحول لهذا السبب عن طريق تمرينات السباقات والتمرينات الخاصة.

كما أن هناك نوعين لمغذي المثيرات منها، العمل على توافق النشاط النوعي لأكثر من الوحدات الحركية، والتبادل في قوة وعدد الحوافز المثيرة من خلال الأعصاب الحركية أثناء العمل من قبل الرياضي على ممارسة الأنشطة البدنية التي تتطلب قوة.

3. القوة كنتيجة لأعمال مختلفة للجهاز العصبي والعضلي

نظراً لاختلاف مسار حركة الألعاب والفعاليات الرياضية يتطلب تمييزها طبقاً للعلاقة بين القوى الداخلية والخارجية وبين العمل العضلي الثابت والمتحرك، كما أن الانقباض العضلي يتم بعد استلام الإشارة (الحافز) فقط، وأن قوة انقباضها يعتمد بصورة جزئية على صورة المثير، وبناءاً على ذلك ففي حال لم يعمل الجهاز العصبي المركزي على تزويد العضلة بشكل دائم بمثيرات عالية كما يحدث أثناء الحمل القصوي، فإن العضلة لن تتمكن من الانقباض بقوة.

وفي هذه الحالة تبدو العضلة متعبة إلا أن مكان التعب الحقيقي قد يكون تعب الجهاز العصبي المركزي، ونتيجة لذلك يحصل سلوك معين من التوافق بين الجهاز العصبي والعضلي والذي يتطلب الانتباه إليه، أثناء العمل على اختيار وتطبيق التمرينات عند تدريب القوة، كما أن ظاهرة الشد العضلي التي تمنع في الأعصاب الحركية.

ولذلك يتقوى نشاط عمليات التنفس وجهاز الدورة الدموية، ويأخذ الجهاز العصبي للرياضي بشكل واضح ما يحصل عليه من الانفعالات بكمية معينة، ويكرر الدوافع الحركية في محيط العضلة وبذلك يحدث تحرك العضلة نتيجة للتكيف على شكل موجات لتحفيز الحواس، كما أن خواص مكونات الجهاز العصبي المركزي تمتاز بفاعليتها؛ وذلك لأنها تحقق المؤهلات اللازمة لتحمل فاعلية التدريب الجيد.

ولذلك يمكن مراقبة أثر الجهاز العصبي المركزي للرياضيين أثناء أدائهم حركة ما واقتصاد تحركهم، مع ملاحظة عدم قدرتهم على التحرك في بعض الأحيان بسبب عدم تكامل فعل ومستلزمات الجهاز العصبي المركزي.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمد


شارك المقالة: