العوامل المؤثرة على انتباه اللاعب الرياضي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن انتباه اللاعب الرياضي:

إن انتباه اللاعب أثناء ممارسته الحركات الرياضية هو قدرته على الاستمرار في المهمة، حيث غالبًا ما يطلق عليه أيضًا التركيز، كما يتضمن الاهتمام تركيز الجهد الذهني على الإشارات البيئية ذات الصلة، مع الحفاظ على هذا الاهتمام في الأماكن الرياضية، كما يحب على الأفراد الرياضيين استخدام مصطلح التركيز، حيث تم تطوير النموذج الأكثر شيوعًا للانتباه في الرياضة، ويوجد بُعدين من الاهتمام الخاص بانتباه اللاعب الرياضي، وهما الاتجاه خارجي إلى داخلي، والعرض واسع إلى ضيق.

وبالتالي بالنسبة للرياضي يمكن أن تكون الإشارات البيئية خارجية (خصم، مدرب، متفرج) وداخلية (أفكار، صور، إحساس جسدي)، وبالإضافة إلى ذلك يشمل التركيز القدرة على تضييق وتوسيع ادراك اللاعب عند الضرورة.

كما توفر الإشارات الخارجية والداخلية للرياضي المعلومات التي تلزم لتحقيق الأداء الأمثل، ففي أي حالة يتوفر عدد كبير من الإشارات للرياضي، بعضها وثيق الصلة والبعض الآخر ليس له صلة ويمكن أن يضر بالأداء، فعلى سبيل المثال أثناء مباراة التنس من المحتمل أن يكون موقف الخصم مهمًا جدًا للحضور، في حين أن التعليقات الغاضبة التي يقدمها نفس الخصم ليست ذات صلة.

فإذا بدأ اللاعب في التفكير في المشاعر غير المفيدة لخصمه، فسيكون لديه قدرة انتباه أقل نسبيًا لمعالجة وضع اللعبة، كما يجب أن يؤدي التركيز على الإشارات التي ليس لها صلة إلى انخفاض جودة أدائها، حيث لا يفقد الرياضيون القدرة البدنية بوقت قليل، فمن المرجح أن يكون سبب التغيير في الأداء مرتبطًا بالتقلبات في العمليات المعرفية والتي يكون أحدها التركيز.

كما يمكن أن يؤدي التركيز على المنبه الخاطئ إلى وجود أخطاء في التركيز، كما يمكن أن يختلف تركيز اللاعب الرياضي من داخلي إلى خارجي، والذي يمكن أن يكون له تأثير على التعلم الرياضي وأداء مهارات جديدة، فإن وجود تركيز خارجي كان أكثر فعالية في هذا المجال مقارنة بتركيز الاهتمام الداخلي، حيث سيوجه الرياضي الذي لديه تركيز خارجي معرفة التغيير إلى تأثيرات حركاته على البيئة، وأيضاً سيوجه الرياضي الذي لديه تركيز داخلي معرفة التأثير إلى الداخل على حركاته الخاصة.

ومع ذلك يمكن أن تؤدي العوامل الخارجية والداخلية أيضًا إلى ثغرات في التركيز وضعف الأداء، فعلى سبيل المثال تشير نظريات الرياضة إلى أن الضغط المتصور (من قوى خارجية مثل الوالدين أو المدربين أو المتفرجين)، حيث يمكن أن يتسبب في زيادة القلق الخاص الذي يتمثل في ازدحام موارد الذاكرة العاملة؛ ممَّا يؤدي ذلك إلى عدم القدرة على اللعب على مستوى عالي.

العوامل المؤثرة على انتباه اللاعب الرياضي:

حيث تنقسم العوامل المؤثرة على انتباه اللاعب إلى قسمين، وهما:

العوامل الداخلية:

  • الخصائص المميزة للحواس: حيث أن الخصائص المميزة لحواس اللاعب بمختلف أنواعها، وبصفة خاصة الخصائص المميزة لحاسة البصر ذات أهمية كبيرة لقدرة اللاعب الرياضي على الانتباه، والقدرة على التركيز في موضوع أو هدف معين أو الانتقال بتركيزه في موضوع رياضي معين أو في حدث لموضوع رياضي ثاني.
  • مستوى الاستثارة: حيث يمكن أن تسهم الاستثارة في تركيز انتباه اللاعب لفترة قصيرة، في حين الاستثارة المنخفضة من الممكن أن تؤثر على الانتباه لفترة أطول، حيث أن درجة الاستثارة المثلى يمكن أن تؤدي إلى انتباه أمثل.
  • السمات الشخصية: حيث تعتبر بعض السمات الشخصية التي يتصف بها اللاعب من بين أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر في السلوك، فعلى سبيل المثال أن اللاعب الذي يتميز جسمه بالانبساطية يكون أكثر وعياً واستجابة للمثيرات البيئية، وبالتالي القدرة على الانتباه لها.
  • مستوى التعلم الرياضيحيث أن كثرة عدد المهارات الحركية المتعلمة والتي يتقنها اللاعب، والتي تحتاج إلى نسبة قليلة من التفكير تساعد اللاعب على إمكانية توزيع انتباه أو تركيزه على العديد من مواقف اللعب؛ وذلك نظراً لعدم حاجته إلى التركيز على الأداء المهاري؛ بسبب تميزه بالآلية.
  • السيطرة المتعمدة: هي وظيفة ضرورية لتنظيم السلوك الموجه نحو الهدف، حيث تشير أن التدريب على التحكم في الانتباه يمكن أن يحسن الفشل، ويقلل من تشتت المهام الخاصة مع الوعد بالانتقال إلى أداء رياضي أكثر كفاءة في السياقات التنافسية.

العوامل الخارجية:

  • كمية أو صعوبة المعلومات والمعارف الرياضية أو المثيرات: حيث كلما كانت المعلومات أو المثيرات الخارجية المؤثرة على اللاعب كبيرة العدد، كلما أسهم ذلك في قدرة اللاعب على الانتباه لها بدرجة قليلة من الدقة، وكانت أيضاً غزارة المعلومات أو المثيرات من العوامل التي تقلل من قدرة اللاعب الرياضي على الانتباه، وعلى العكس من ذلك، فإن المعلومات الضئيلة العدد تعتبر من العوامل التي تسهم في قدرة اللاعب على الانتباه الجيد.
  • سعة المعلومات: حيث أن عملية التحكم محددة في كمية المعلومات والمعارف الرياضية التي يمكن معالجتها في وقت واحد، حيث تحتاج إلى سعة المعلومات لأداء بعض المهارات الرياضية المركبة، ونسبةً إلى ذلك يواجه اللعب الرياضي صعوبة في تركيزه على مصدرين للمعلومات والمعارف معاً.
  • اليقظة: حيث تُعدّ اليقظة من أهم العوامل التي تؤثر على وعي اللاعب داخل الملاعب الرياضية.
  • المحفزات: كما يتعرض الأفراد الرياضيون لعدد لا حصر له من المتغيرات والمحفزات من خلال الأحداث التنافسية التي تقام في الملاعب الرياضية، حيث من المهم للغاية أن يركز الرياضيون فقط على المحفزات المهمة من أجل تحقيق هدفهم، كما يصعب حتمًا إدارة هذه المحفزات، حيث يمكن أن تأتي من داخل الرياضيين أنفسهم؛ أي بمعنى المحفزات الداخلية، وأيضًا من بيئة الرياضي والأشخاص الآخرين؛ أي بمعنى المحفزات الخارجية.

فإن الانتباه في الملاعب الرياضية هو أن يكون اللاعب قادرًا على انتقاء المحفزات ذات الصلة مع تجاهل المشتتات، ويشير إلى الوقت الذي يركز فيه العقل على حافز معين، حيث أصبح المدربون يدركون بشكل متزايد أنه يجب عليهم استخدام الأدوات مختلفة ومتنوعة؛ وذلك لزيادة الانتباه والتركيز الانتقائي للرياضي، حيث سيساعد تدريب هذه الصفات على تحسين أداء الرياضي ولكنه يقلل أيضًا من القلق والشك اللذين يشعر بهما الفرد الرياضي عندما يفقد الشعور بالسيطرة، ففي النهاية ما يتم ممارسته في التدريب سينتقل إلى المنافسة.

فإذا قام اللاعب بالانتباه إلى المدرب بأنه يجد صعوبة في التركيز بشكل خاص، أو أنه لا يمكنه جذب انتباهه لفترة طويلة، فمن المهم معرفة سبب ذلك، فستساعد معرفة السبب بشكل كبير في تحديد كيفية التدريب لتحسين هذه الجوانب، ومن الأمثلة على ذلك أن الرياضي لم يتدرب من قبل في بيئة ليست مناسبة لاهتماماته لفترات طويلة من الوقت، كما أنه يخضع للمراقبة أيضًا وهذا من شأنه أن يُظهر نقصًا في العادة، وبالتالي سيكون من المهم جعلهم يعتادون على التركيز والانتباه خلال فترة التدريب بأكملها.


شارك المقالة: