رياضة المبارزة: وهي رياضة يقاتل فيها اللاعبون باستخدام السيوف (السيف العربي، سيف المبارزة، سيف الشيش) ويرتدي فيها اللاعبون ملابس ذات لون أبيض وقناع للوجه. وهي فن من فنون القتال المسلح؛ بحيثُ يحتوي على القَطع والطعن باليد، ويتم في هذه الرياضة القتال بين لاعبين باستعمال السيوف ويتم إجراء نقاط الفوز من خلال اتصال السيف مع الخصم.
المبارزة عند العرب وأبطال المسلمين:
يعتبر الشرق العربي مهماً للرياضة المبارزة، وبالعودة إلى الأصول التاريخية وللأمة العربية اكتشفت هذه الرياضة بين القبائل وارتفاع مستواها الفني، حيثُ تم في هذه الرياضة استعمال أشكال الأسلحة وكانت المبارزة بالسيف هي رياضة جميلة بين المراهقين والكبار من العرب منذ العصر الجاهلي، ويعتبر السيف رمزاً للقوة والشجاعة، لذا أطلق عليها رياضة النبلاء. وقد بدأت على طول فترة العصور الجاهلية وانتشر الإسلام، وبالفترة العباسية ظهر أسماء فرسان اشتهروا بمهارتهم الإبداعية في استعمال الأسلحة وساهموا في الدفاع عن ممتلكاتهم ضد أعدائهم.
وللسيف العربي مقبض يقبض منه باليد، ونصل مستقيم ومقوَّس ومنها كان له شهرة تاريخية؛ لأنه مُحلَّى بالنقوش والجواهر وملبس بالأحجار الكريمة، ومن اهتمام العرب للسيف كانوا يضعونه في جراب لحمايته. وكان أبناء المسلمين في شبه الجزيرة العربية منذ الإسلام يتعلمون فنون المبارزة منذ الصغر؛ من أجل إعلاء كلمة الحق والدفاع عن الدين فكان المسلمين في القدم مبدعين باستخدام السيف، وقد أدى السيف العربي دوراً جيداً في جميع غزوات الرسول والصحابة معه والذين أتقنوا فن المبارزة بالسيف.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لديه سيوف عدة أهمها يُسمَّى (البتار) والآخر غنمه يوم موقعة بدر يُسمَّى (ذو الفقار) وقد صار لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من بعده. ونظراً لاهتمام المسلمين بالمبارزة والتدريب عليها فقد قاموا بانتصارات كثيرة وخاصة خلال الفتوحات الإسلامية، حتى وصلوا إلى شمال أفريقيا ثم الأندلس ودول أوروبا. وتوحيد تلك المنطقة تحت لواء الإمبراطورية الإسلامية الكبرى في اقل من عشرين عام، حيث ظهر العديد من أبطال المبارزة العرب والذين سجلوا أروع البطولات التاريخية، منهم: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وحمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص، كذلك أبو عبيده بن الجراح وطارق ابن زياد وعبيدة بن الحارث والقعقاع بن عمر وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم.