المصارعة هي فن من فنون من الفنون القتالية التي عرفها الإنسان على شكل ضربات عفوية، ثم تطوَّرت لتصبح فن يعتمد على القوة والقدرة، حيثُ مارسها القدامى بشكل منافسات بين السكان أدتها الحضارات القديمة، حيثُ استخدمتها في تأسيس برنامج التدريبات العسكرية. والمصارعة وهي رياضة تحكمها القواعد والقوانين وتُعَدّ غير ثابتة ولكنها قانون متغيّر وفيه تعديل مستمر، وذلك التعديل نتيجة لزيادة شعبية اللعبة ولزيادة الإثارة والمتعة بها وجعلها أكثر ديناميكية.
تاريخ المصارعة عند العرب:
إن طبيعة حياة العرب القاسية ألزمتهم على التدريب والمغالبة والمدافعة؛ ليستطيع الفرد منهم المقدرة على منازلة الخصم ومغالبته ليصرعه؛ ولذلك درَّبت القبائل العربية جاليتها على أن تجعل حفلاتهم حين تنعقد ليلاً، بممارسة الفتية والشباب للمنافسة البدنية. وكانوا يمارسون الملابطة وهي أن يتنافس فردين ويحاول كل منهما أن يوقع زميله على الأرض. ومارسوا الشفزبية وهي الخداع في الصرع مع الخصم بلوي رجله أو لوي رأسه تحت الأربط وصراعه بهذه الحيلة، كذلك منها الشفلقة وهي الدفع من الظهر، والظاهرية وهي الطرح على الظهر، والهضة وهي أن يصرع خصمه ثم يجثو عليه.
وعندما دخل الدين الإسلامي إلى الجزيرة العربية زاد الاهتمام بالمصارعة الحرة، وخاصة أن الدين الحنيف شجّع هذه الرياضة، وحرص المسلمين على ممارستها. ويحكى أن العرب كانوا يسمّون البطل في المصارعة بالعجار أو العرنة، ويعتقد البعض أن تسمية بلدة عرنة في أقصى الجنوب الغربي من سوريا يرجع إلى أنها اشتهرت بالمصارعة والمصارعين، حيث اتسم أهلها بقوة الجسم والعضلات.
وكل هذه الأنواع تمثل الأنواع الفنية للمصارعة في العصر الحالي، واستمرت العناية بهذا التدريب والممارسة منتشرة في القبائل حتي دعمها الاسلام. ويذكر عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه كان على سفر فالتقى برجل يدعي “ركانه الزبيدي” ولايصارع أحداً إلا وصرعه حتى اشتهر على مستوى الجزيرة العربية كلّها، فدعاه ركانه إلى المصارعة سخرية من الرسول صلي الله عليه وسلم فأجابة الرسول وصارعه حتى صارعه، فدعاه الرجل الثاني فصارعه الرسول أيضاً وكذلك الثالث فاندهش الرجل من قوة الرسول وقدرته على التصارع، فانطلق الرجل ونطق بالشهادة ودخل الاسلام حيث أن العرب كانوا يؤدون المصارعة وهم يلبسون السروال وكانت تمارس في حلقات من الرمل.