“لعبة الكرة الطائرة المائية” هي رياضة شعبية غير رسمية تُلعب عمليًا في أي مكان يوجد به مسطح مائي والقدرة على وضع شبكة، حيث يفضل استخدام حمامات السباحة بشكل عام، ولا توجد هذه الرياضة على المستوى الاحترافي.
تاريخ كرة الطائرة المائية
كل المحاولات الأولى لهذه الرياضة التي نشاهدها كانت في البحيرات والأنهار الإنجليزية والاسكتلندية في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أن الإصدارات الأولى من الرياضة المائية “كرة الطائرة المائية” لديها القليل من أوجه التشابه مع كرة الماء التي نعرفها اليوم.
في بريطانيا العظمى كانت لعبة كرة الطائرة المائية عبارة عن نسخة مائية من لعبة الرجبي، حيث أن كانت رياضة الرجبي المائية منتشرة في ذلك الوقت باسم كرة القدم المائية، كما أن الاسم “رياضة الرجبي المائية” استخدمه حتى منشئ اللعبة “ويليام ويلسون” في عام (1877م) عندما قام بوضع مجموعة من القواعد لهذه الرياضة، كما أنه في عام (1885م)، اعترفت جمعية السباحة في بريطانيا العظمى باللعبة وصاغت مجموعة من القواعد.
كما أن واحدة من أقدم المباريات المسجلة حدثت في كريستال بالاس في لندن في (15 سبتمبر 1873م)، في عام (1886م)، عقد الاتحاد الاسكتلندي للسباحة للهواة (الغربية) أول بطولة تسمى “كأس الغرب”، ومن المحتمل جدًا أن تكون أول بطولة للأندية في العالم لا تزال تُلعب اليوم، حيث لعبت إنجلترا واسكتلندا أول مباراة دولية في (28 يوليو 1890م) في لندن.
التطور التاريخي لكرة الطائرة المائية
- يُعتقد أن مالكي منتجعات العطلات البريطانية اخترعوا هذه التسلية الغريبة خلال منتصف القرن التاسع عشر، في محاولة لجذب الضيوف، حيث تم لعب الألعاب الأولى على الأنهار والبحيرات القريبة، وأطلق عليها لتشابه اللعبة مع لعبة البولو على ظهور الخيل اسم “كرة الطائرة المائية”.
- بحلول عام (1869م)، بدأ العمل على استبدال الكرة التي يتم استخدامها في لعبة كرة الطائرة المائية، كما أنه في عام (1870م) قام نادي لندن للسباحة بالعمل على صياغة قواعد لهذه الرياضة، حيث أنه عمل على استضافة أول مباراة رسمية في “كريستال بالاس بلونج” في لندن.
- في عام (1880م)، تم إدخال قواعد لعبة كرة الطائرة المائية إلى اسكتلندا؛ وذلك بهدف التركيز على اللعب بشكل أكبر، حيث تم استخدام كرة حجمها أكبر، شبيهة بكرة القدم وتم إدخال الشباك ولم يعد بإمكان اللاعبين التعامل مع الخصوم الذين لم يستحوذوا على الكرة، حيث أن نفس القواعد لا تزال تنطبق على لعبة اليوم.
- كما بدأت اللعبة التي تطورت إلى لعبة كرة الماء المعاصرة كتأقلم مع لعبة الرغبي التي تُلعب في البحيرات والأنهار، حيث كان الهدف من اللعبة “حمل” الكرة إلى جانب الخصم، كما أنه تم تبني القواعد الاسكتلندية في جميع أنحاء بريطانيا العظمى، وسرعان ما انتشرت اللعبة في دول مثل: المجر وبلجيكا وألمانيا والنمسا وفرنسا، والتي بدأت ممارسة الرياضة في أواخر القرن التاسع عشر.
- في عام (1888م)، قدم مدرب السباحة الإنجليزي “جون روبنسون” لعبة كرة الماء إلى الولايات المتحدة، حيث تميزت اللعبة “كرة الطائرة المائية” بأسلوب لعب الرجبي القديم الذي كان يشبه إلى حد كبير كرة القدم في الماء، حيث أصبحت لعبة الطائرة المائية ذات “النمط الأمريكي” شائعة جدًا وبحلول أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر تم لعبها في أماكن مثل قاعة الميكانيكا في بوسطن وماديسون سكوير جاردن.
- وأيضاً خلال عام (1888م)، ظهرت لعبة في مجموعة شبابية كانت تلعب مثل “السلمون الطائر”، حيث يقفز اللاعب بالكرة عبر الهواء من خلف زملائه في الفريق ليسجل هدفًا، حيث كان العنف بين اللاعبين عامل الجذب الرئيسي للعبة، مع ازدياد شعبية هذه الرياضة ازداد مستوى العنف بين اللاعبين فيها، مع وجود القليل من القواعد لمنع العنف بينهم.
- في القرن التاسع عشر كان القصد من اللعبة هو وضع الكرة بيدي اللاعب على أن يكون اللاعب واقف على أحد طرفي حوض السباحة للتسجيل، حيث أن غالبًا ما يسبح اللاعبون تحت الماء في محاولة للحصول على ميزة، فقط ليتم مهاجمتهم من قبل المدافعين عنهم بنفس الطريقة.
- كما أن حضر ما يصل إلى (14000) شخصًا بعض الألعاب المائية أبرزها “كرة الطائرة المائية” في مدينة نيويورك، في الواقع كانت شعبيتها كبيرة جدًا لدرجة أنه تم تسيمة أول فريق أولمبي يمارس اللعبة في عام (1900م)، وأيضاً من المثير للاهتمام أن لعبة كرة الطائرة المائية للسيدات كانت آخر رياضة أولمبية جماعية تمت إضافتها في عام (2000م).
- في عام (1911م)، اعتمد الاتحاد الدولي لهواة الرياضة (FINA)، وهو الهيئة الحاكمة الدولية لجميع الرياضات المائية للهواة القواعد الاسكتلندية لجميع أحداث كرة الماء الدولية.
- كما استمرت الولايات المتحدة في اللعب وفقًا لقواعدها الخاصة حتى عام (1912م)، عندما اختار نادي نيويورك الرياضي ورابطة شيكاغو الرياضية القتال بدلاً من لعب مباراتهم في نصف النهائي في البطولة الوطنية، كما ألغى اتحاد الرياضيين الهواة (AAU) رعايته لكرة الماء حتى عام (1914م) عندما وافقت الأندية الأمريكية أخيرًا على اللعب بموجب القواعد الدولية الأكثر تحضرًا.
- كما قدمت المجر أيضًا بعضًا من أشهر لاعبي كرة الطائرة المائية في كل العصور، حيث فاز (Dezso Gyarmati) بميدالية في خمس دورات أولمبية مختلفة من (1948م-1964م) (3 ذهبية، 1 فضية ، 1 برونزية)، و”أوليفر هالسي”، الذي مثل المجر ثلاث مرات بين (1928م-1936م)، وفاز بذهبيتين وفضية واحدة، ما يجعل ميداليته أكثر استثنائية هو أن “هالسي” بترت إحدى ساقيه تحت الركبة عندما كان طفلاً.
- كما أن تُلعب اللعبة دوليًا في جميع أنحاء العالم، حيث تفتخر أوروبا وآسيا بأقوى برامج الرجال في العالم، كما أن الولايات المتحدة هي الفريق الوحيد غير الأوروبي الذي فاز بميداليات أولمبية، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية التي نالها نادي نيويورك الرياضي في عام (1904م)، حيث فاز منتخب الولايات المتحدة للرجال بميداليات فضية في عامي (1984م و 1988م) وميداليات برونزية في الأعوام (1924م و 1932م و 1972م).
الفرق بين كرة الماء وكرة الطائرة المائية
يتبادر لدى الكثير من الأفراد أن كرة الماء هي نفسها كرة الطائرة المائية، ولكن هناك اختلاف كبير بينهم، حيث أن لعبة كرة الماء تختلف عن لعبة كرة الطائرة المائية في القواعد وطريقة اللعب، كما أن كرة الماء لديها مرمى واحد في القفص على كل جانب من جوانب البركة، ولكل منها حارس مرمى واحد، ولكن الكرة الطائرة المائية لها شبكة واحدة في منتصف المسبح.