التبسيط الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي:
عندما يتعلق الأمر بتسهيل وتبسيط عملية اكتساب المهارات في الرياضة، يتواجد طريقتان أساسيتان من منظور الأنظمة الرياضية، حيث يمكن اعتبار أحدهما موجهًا للنظام والآخر موجه للأجزاء الحركية التفصيلية، وغالبًا ما يُنظر إلى الساحة الرياضية على أنها يوفر بيئة تحررية ترفع الأفراد الرياضيين إلى مستويات عالية من التعليم والأخلاق والمواطنة، حيث يوجد افتراض بأن المشاركة في الرياضة تعزز تطوير جميع جوانب شخصية الفرد وتغرس فيه العديد من القيم، ولهذه الأسباب تُستخدم الرياضة في التنشئة الاجتماعية للشباب.
حيث تستخدمه العديد من المؤسسات الوطنية والدولية الرياضة كأداة للتعليم، خاصةً في الأوقات التي يعتقد فيها السياسيون أن الروابط الاجتماعية تتفكك، ومع ذلك، قد يختلف تعلم القيم والمعايير الاجتماعية من خلال الرياضة وفقًا لخصائص السياقات الرياضية.
حيث توجد بيئتين رياضيتين مختلفتين تعمل فيها التبسيط الاجتماعي، وهي بيئة رسمية للرياضة التنافسية والفيدرالية، وبيئة غير رسمية للأنشطة ذاتية التنظيم، حيث أن هذان الإعدادان مثيران للاهتمام من وجهة نظر تنظيمية، حيث يتم التحكم في أحدهما (الرياضة الفيدرالية) بشكل كبير، بينما يتم تنظيم الآخر من قبل المشاركين أنفسهم، كما يجب على هذين السياقين المختلفين للتنشئة الاجتماعية تطوير أنواع مختلفة من المواطنة بين الأفراد الرياضيين المراهقين.
ومن وجهة نظر عامة، التبسيط الاجتماعي في الرياضة يستلزم تعلم الحياة الاجتماعية، حيث أنها عملية تقود الأفراد إلى دمج القيم والمعايير والأدوار الاجتماعية المرتبطة بالجماعات التي ينتمون إليها في مجتمع رياضي معين، حيث يشير التبسيط الاجتماعي المعياري إلى تكييف الناس حتى يتعلموا كيفية التصرف في مجتمع رياضي معين، كما يفترض هذا المنظور أن الأفراد الرياضيين سلبيون إلى حد ما، كما إنهم يتلقون ويستوعبون المعلومات والخبرات من البيئة الرياضية دون وعي.
وبالتالي، فإن التبسيط الاجتماعي يتمثل في نمذجة شخصية مرتبطة بخصائص ثقافة المجموعة، على أن تعتمد فرضية مثل هذه العملية المعيارية والأحادية الجانب على مفهوم غير مكتمل وضعيف، ومليء بالفجوات للشباب على أنهم بحاجة إلى التنقيب وفقًا للنموذج الاجتماعي السائد، وأيضاً يعتمد هذا النموذج على نظام العمل في مجتمعات الرياضية الغربية؛ أي بمعنى على الترابط الوظيفي للأفراد.
فإن النمط الأول من التبسيط الاجتماعي يميز عملية التنشئة الاجتماعية للرياضات المؤسسية والتنافسية، حيث يُعتبر الشباب أفرادًا يحتاجون إلى تشكيلهم وفقًا لاحتياجات الرياضة التي يمارسونها، حيث يقودهم تعلمهم إلى أن يكونوا فعالين في المجال الرياضي؛ وذلك بفضل نوع التدريس الرأسي؛ أي بمعنى التدريب الحركي، الذي تنقله السلطات المختصة مثل المعلمون والمدربون والقادة.