ما هو التطور التاريخي لعلم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


التطور التاريخي لعلم الاجتماع الرياضي:

يعود تاريخ علم الاجتماع الرياضي الى ما لا يقل عن 3000 عام، ففي البداية، غالبًا ما كانت علم الرياضي ينطوي على التحضير للحرب أو التدريب كصياد، وهو ما يُفسّر سبب وجود العديد من الألعاب المبكرة التي تضمنت رمي ​​الرماح والأوتاد والصخور والتنافس واحدًا لواحد مع الخصوم.

فإن المسابقات الرياضية والبدنية التي يتم السعي وراءها لتحقيق الأهداف والتحديات التي تنطوي عليها، هي عامل أساسي في نجاح علم الاجتماع الرياضي في الكثير من الأحيان، كما تعد الرياضة جزءًا من كل ثقافة في الماضي والحاضر، ولكن لكل ثقافة تعريفها الخاص للرياضة، فإن التعريفات الأكثر فائدة هي تلك التي توضح علاقة الرياضة باللعب والألعاب والمسابقات.

حيث كتب علماء علم الاجتماع الرياضي، بأن اللعب هو نشاط بلا هدف في حد ذاته، وهو عكس العمل، حيث يعمل البشر لأنهم مضطرون لذلك، كما أنهم يلعبون لأنهم يريدون ذلك، كما أن اللعب التلقائي له أهدافه الخاصة، حيث أنه طوعي وبدون إكراه.

فإن الأطفال المتمردين الذين يجبرهم آباؤهم أو مدرسوهم على المنافسة في لعبة كرة القدم أو لعبة كرة السلة لا يشاركون حقًا في رياضة، فإن كلا الرياضيين ليسوا محترفين إذا كان دافعهم الوحيد هو رواتبهم، ففي العالم الحقيقي من الناحية العملية غالبًا ما تكون الدوافع مختلطة وغالبًا ما يكون من المستحيل تحديدها. ومع ذلك فإن التعريف الواضح هو شرط أساسي لاتخاذ قرارات عملية حول ما هو وما هو ليس مثالاً على اللعب.

كما أن لا أحد يستطيع أن يقول متى بدأ علم الاجتماع الرياضي؛ وذلك نظرًا لأنه لكثرة العمليات الاجتماعية التي جرت على المجتمع الرياضي والملاعب الرياضية ومختلف أنواع الأنشطة الرياضية، فعلى سبيل المثال من المستحيل تخيل وقت لم يكن فيه الأطفال يركضون تلقائيًا في السباقات أو المصارعة  فمن الواضح أن الأطفال قد أدرجوا الرياضة دائمًا في لعبهم، ولكن لا يمكن للمرء سوى التكهن بظهور الرياضة كمسابقات جسدية ذاتية للبالغين.

فإن علم اجتماع الرياضي هو عبارة عن فرع من فروع علم الاجتماع العام، حيث أنه يقوم بالتركيز على الرياضة باعتبارها ظواهر اجتماعية، كما أنه عبارة عن مجال دراسة يهتم بالعلاقة بين علم الاجتماع والرياضة، وكذلك مختلف الهياكل الاجتماعية والثقافية والأنماط والمنظمات أو المجموعات المشاركة في الرياضة، حيث يناقش مجال الدراسة الاجتماعي التأثير الإيجابي للرياضة على الأفراد والمجتمع ككل اقتصاديًا وماليًا واجتماعيًا، كما يحاول علم اجتماع الرياضة عرض تصرفات وسلوك الفرق الرياضية ولاعبيها من خلال كثرة الدراسات التي يقوم بها علماء الاجتماع الرياضي.

كما تشير الأدلة الأثرية أيضًا إلى أن ألعاب الكرة كانت شائعة بين الشعوب القديمة المختلفة مثل الصينيين والأزتيك، فإذا كانت ألعاب الكرة عبارة عن مسابقات وليست عروض طقسية غير تنافسية، مثل لعبة كرة القدم اليابانية كيماري، فإنها إذن كانت رياضة بالمعنى الأكثر دقة، حيث يتضح من الأدلة التي قدمتها العصور القديمة اليونانية والرومانية أنه لا يمكن افتراض أنها كانت مجرد مسابقا، ممّا يشير إلى أن ألعاب الكرة كانت في معظمها تسلية، مثل تلك التي أوصى بها الطبيب اليوناني جالينوس للصحة في القرن الثاني الميلادي. 

مراحل تطور علم الاجتماع الرياضي:

الرياضات الأفريقية التقليدية: 

كان التباين الاجتماعي بين الأفارقة السود أكبر بكثير ممّا هو عليه بين الشعوب العربية في الساحل الشمالي، كما كانت ألعاب الكرة نادرة، لكن المصارعة من نوع أو آخر كانت منتشرة في كل مكان، حيث تختلف أشكال ووظائف المصارعة من قبيلة إلى أخرى.

كما كانت مباريات المصارعة وسيلة للاحتفال أو تشجيعًا رمزيًا على الخصوبة البشرية وخصوبة الأرض، ففي جنوب نيجيريا على سبيل المثال شارك رجال قبائل الإيغبو في مباريات المصارعة التي تقام كل ثمانية أيام طوال الأشهر الثلاثة من موسم الأمطار، حيث كان يُعتقد أن المسابقات التي تم خوضها بشق الأنفس أقنعت الآلهة بمنح جوائز وفيرة من الرياضة، مثل الكرة أو المضرب.

الرياضات الآسيوية التقليدية:

مثل الحضارات المتطورة للغاية التي هم جزء منها، فإن الرياضات الآسيوية التقليدية قديمة ومتنوعة، لم تكن المسابقات أبدًا بهذه البساطة التي تبدو عليها، حيث من الشرق الأوسط الإسلامي عبر شبه القارة الهندية إلى الصين واليابان، جسّد المصارعون ومعظمهم من الذكور  قيم ثقافاتهم الاجتماعية وقاموا بتطبيقها.

حيث كان المشهد النموذجي لمكان الرياضة ضمن السياق الديني هو مشهد 50 تركيًا قويًا صارعوا في إسطنبول عام 1582 للاحتفال بختان ابن مراد الثالث، فعادة ما يُنظر علماء علم الاجتماع الرياضي  إلى أن المصارعة والملاكمة كانتا أول رياضة تمارس كل منها، حيث كانت المسابقات التي تستخدم طريقة النقل البشري البسيطة، الجري، وهي من بين الرياضات الأولى التي تم لعبها.

كما من المتوقع أيضًا أن تكون المسابقات التي تشمل الضرب والركل ورمي الكرة مثل الأشياء، وكذلك الرياضات المتعلقة بالصيد والرمي، حيث قد تم لعبها في وقت مبكر، كما يوجد العديد من الرياضات التي تطورت كمسابقات من وسائل النقل المبكرة مثل ركوب الخيل والتجديف، ومن الأنشطة العسكرية مثل الرماية.

في أول دورة ألعاب أولمبية قديمة مسجلة في عام 760 قبل الميلاد كان يوجد حدث واحد فقط وهو القدم، حيث تضمنت الألعاب اللاحقة أحداثًا أخرى مثل المصارعة والملاكمة والفروسية ورمي القرص ورمي الرمح والقفز.

كما كان من المتوقع في اليونان أن يتم إنشاء الرياضة لأول مرة رسميًا، حيث تم تسجيل أول ألعاب أولمبية في عام 776 قبل الميلاد في أولمبياد، حيث تم الاحتفال بها حتى عام 393م، كما أقيمت هذه الألعاب كل أربع سنوات والتي أصبحت وحدة زمنية في التسلسل الزمني التاريخي.

المصدر: الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997 علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1998علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007


شارك المقالة: