داء الصرع هو عبارة عن اضطراب في نقل الإشارات الكهربائية في دماغ الفرد، وبالرغم من أن الاعتقاد السائد هو أن مرض الصرع يسبب نوبة من الحركة اللاإرادية وفقدان الوعي، إلا إن هذا الداء في الحقيقة يظهر بصور متشكلة، والحالات التي تبدو فيها العلامات المعروفة بالنوبة تكون بصورة عامة علامات ضمنية من الممكن أن تثير مشاعر غريبة، ويشعر الفرد بحساسية زائدة وتصرفات غريبة، وبعض الأفراد من الممكن أن يحدقون في الفضاء لمدة ما عندما تصيبهم النوبة، بينما يعاني آخرون من اختلاجات وتشنجات حادة.
ما هو تأثير ممارسة الرياضة على مرض الصرع؟
من المهم أن تتم الإشارة على أن الرياضة مهمة بصورة كبيرة للمرضى؛ حيث تقلل ممارسة التمارين الرياضية من عدد نوبات التشنج وحدتها لدى المريض، تقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وهي من أحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي من الممكن أن يستعملها الفرد في علاج هذا المرض، وتساعد ممارسة الأنشطة الرياضية في تقليل حالات الاكتئاب، القلق واضطرابات النوم ومن شدتها؛ الأمر الذي من الممكن أن يعاني منه المريض أكثر من الأصحاء.
ومن المهم أن يعرف الفرد أنه تساعد الرياضة مع الحمية الغذائية الصحيحة في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري وغيره من أمراض العصر التي من الممكن أن تصيب المرضى، كذلك ممارسة الرياضة تفيد المرضى بالعديد من الأدوار النفسية والاجتماعية؛ حيث أن النوبة نادراً ما تصيب المريض أثناء أداءه للتمارين الرياضية، بل من الممكن الاستفادة من النواحي الإيجابية للرياضة كنشاط جسدي، وكذلك تؤدي ممارسة الرياضة إلى تكوين العلاقات والاندماج في المجتمع.
وقبل ممارسة أي نوع من الأنشطة الرياضية من المهم أن يقوم المريض باستشارة الطبيب المعالج، ومن المهم أن يكون المريض مدرك لحقيقة أنه هناك أنشطة رياضية لا ينصح بمزاولتها، وخصوصاً للأفراد الذين يعانون من كثرة النوبات، ونسبة هذه الفئة من المرضى هي أقل من 30% خصوصاً عند مزاولة أنشطة رياضية مثل رياضة السباحة، رفع الأحمال، الغطس، ممارسة ركوب الدراجات وغيرها من الأنشطة، التي من الممكن أن تصيب المريض بإصابات بسبب فقدان الوعي عند حدوث التشنج.
ولا بُدّ من التنويه على أنه في الأنشطة الرياضية الأقل خطورة، مثل رياضة الركض من المهم مراقبة المريض أثناء ممارسته للرياضة، بينما يتطلب الأمر في الألعاب الجماعية مثل رياضة كرة القدم إخبار المدرب عن الحالة الصحية؛ لكي يتمكن من مساعدة المريض في حال حدوث النوبة، كما أنه من المهم أن لا يتعرض المريض للجفاف.
