ما هو تعطل الاتصال في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


تعطل الاتصال في علم الاجتماع الرياضي:

إن الاتصال الفعَّال الناجح يتطلب جهد ومهارة من كِلا الطرفين، كما أنه يمكن أن يكون معقداً وغير ناجح نتيجة فشل كل المرسل والمستقبل، وفيما يلي توضيح لكل مما يأتي:

  1. فشل المرسل: إن في بعض الأحيان قد يكون نقل الرسالة ضعيفاً؛ أي أن تكون الرسالة غامضة وغير ناجحة، فعلى سبيل المثال قد يقول مُدرّب كرة قدم لإحدى اللاعبات أنها في حالة استمرت في التدريب داخل الملعب وفي أدائها الجيد، فسوف تكون بين اللاعبات الأساسيات في الموسم القادم، حيث أنه في الأسابيع التالية قد لا يتحدث المدرب مع اللاعبة بخصوص وجودها كلاعبة أساسية مع الفريق، فإن قبل بداية الموسم الرياضي بأيام قليلة تتفاجى اللاعبة بأنها ضمن القائمة الاحتياطية؛ ممَّا يسبب لها بعض المشكلات النفسية، حيث أن في هذه الحالة كان يجب على المدرب أن يكون واضحاً في التعامل مع اللاعبة، كما أنه كان يجب عليه أن يقوم بوضع عِدَّة معايير لاختيار اللاعبات الأساسيات بطريقة موضوعية، وعلى أساس علمي سليم وفي ضوء تقييمه لأداء اللاعبات.
    كما أن تعطل عملية الاتصال يرجع إلى الرسائل المتناقضة، فعندما يسمع اللاعب من المدرب كلام معين ومحدد في يوم ثم يسمع كلام ثاني يناقض الكلام الأول في اليوم التالي، حيث يؤدي ذلك إلى إصابة اللاعب بالإحباط، حيث يجب على المدرب الثبات على المبدأ، حيث يُعتبر ذلك من الأمور الضرورية والهامة لبناء علاقة الثقة والمحبة والمؤدة بين اللاعبين والمدرب، فعلى سبيل المثال في حالة كان المدرب يقوم بتشجيع اللاعبين أثناء التدريب بينما يتعامل نعهم بخشونة وبصعوبة وينتقدهم بحِدَّة وبكثرة أثناء المباريات، فإن ذلك سيؤدي إلى إصابتهم بالارتباك ويفشلون في المنافسة.
    كما يحدث هذا التناقض عندما تتعارض قنوات الاتصال اللفظية وغير اللفظية، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يقول المدرب بعض كلمات التشجيع لأحد اللاعبين أثناء أداؤه لمهارة صعبة، في حين أن لغة الجسم أو تعبيرات الوجه تدل على الإحباط ونفاذ الصبر، حيث إن مثل هذا الاتصال غير المتجانس يؤدي إلى اضطراب وقلق اللاعب، فإنه في حالة أراد المدرب ترسيخ المصداقية في عمليات اتصاله باللاعبين فعليه أن يثبت على المبدأ.
    حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال عِدَّة أمور، من أهمها: إذا قام أحد اللاعبين بعمل جيد فيجب الثناء عليه والعمل على تشجيعه، حيث أن استعمال كلمات الترحيب والابتسامة من الأمور البسيطة والهامة لتوصيل المشاعر الإيجابية، ويجب أن تكون هناك قنوات الاتصال مفتوحة مع اللاعبين، ويجب الاستعمال مع اللاعبين سياسة الباب المفتوح بصدق، بأن يظهر المُدرّب للاعبين في المباريات نفس المشاعر التي يظهرها لهم أثناء التدريب.
  2. فشل المستقبل: إن نجاح عملية الاتصال تتوقف على كل من المرسل والمستقبل، حيث أن المستقبل يشترك مع المرسل في المسؤولية، كما أنه لا بُد أن يبذل جهده للاستماع إلى الرسالة حتى يقوم بالاستيعاب بالشكل الصحيح، فعلى سبيل المثال، إذا قام أحد المدربين بالتحدث مع أحد اللاعبين الذي تغيب عن التدريب في الملاعب لعدة مرات، وقال له لقد تغيبت عن التدريب لعدة أسابيع، وفي حالة لم تواظب وتستمر على التدريب بانتظام، فسوف أضعك على القائمة الاحتياطية للفريق.
    حيث كان هدف المدرب هو تحفيز اللاعب لكي يتوقف ويقوم بالامتناع عن الغياب عن التدريب، والعودة إلى التدريب للعب في المنافسات، ولكن الذي يسمعه اللاعب هو أنه سوف يكون احتياطياً في الفريق لأنه عانى من وجوده كلاعب احتياطي فقد بدأ يشعر اللاعب بالغضب والاكتئاب؛ لأنه بذل جهداً وعملاً كبيراً لكي يكون أحد اللاعبين الأساسين في الفريق، كما أنه بإمكان المدرب تنبيه اللاعب لتغيّبه عن التدريب بطريقة أكثر حساسية، كأن يقول له: لم أجدك في التدريب في الأسابيع الماضية وأنا سعيد جداً لعودتك إلى التدريب داخل الملعب ومشاركة زملائك التدريب.
    بالإضافة إلى تفسير الرسالة تفسيراً خاطئاً من جانب اللاعب المستقبل إلا أنه قد يفشل في عملية الإنصات، فعلى سبيل المثال قيام مدرب كرة قدم بتوصيل المعلومة إلى اللاعبين توصيلاً جيداً، لكن إذا كان اللاعبين ينظرون بعيداً أو يفكرون في مباراة هامة، فإن الاتصال سوف يتعطل تبعاً لذلك، وقد يتحدث المدربون مع اللاعبين أثناء صياح الجماهير خلال وجودهم في التدريبات، فصوت الجماهير (الضوضاء) قد يكون عاملاً مساعد لعدم فهم اللاعبين على المدرب أثناء الحوار.

شارك المقالة: