ما هو دور العوامل الاجتماعية في نشر الصراع في الملاعب الرياضية؟

اقرأ في هذا المقال


دور العوامل الاجتماعية في نشر الصراع في الملاعب الرياضية:

تُعدّ المنافسة والصراع وإثارة الشغب من سمات الحياة الاجتماعية الرياضية التي يعيشها الأفراد الرياضيين والجماعات الرياضية، كما أن الظواهر الاجتماعية بشكلها الظاهر والكامن متصلة ومترابطة في نسيج العلاقات الإنسانية وتحتل مكانة كبيرة ومتميزة في البناء الاجتماعي الرياضي، حيث تدخل في ميدان النشاط الرياضي، حيث أن اندلاع أعمال الشغب بين اللاعبين مع ظهور السلوك العدواني المشحون والمربوط بمظاهر الصراع والتوتر والنزاع بين الجمهور المشاهدين، أصبحت احداث مألوفة بين الناس؛ وذلك لتكرارها من وقت لوقت الآخر.

حيث أدت الجماهير الرياضية في الملاعب والساحات الرياضية دورها الفاعل والضروري في تنظيم الألعاب الجماعية خاصة لعبة كرة القدم، حيث أنّ النوادي الرياضية كانت تمثل الجماهير وتمثل اللاعبين وتمثل الأفراد المشجعين الذين ينحدرون من خلفيات شعبية رياضية هامة، كما كان مُنظّموا الألعاب الرياضية يتعاطفون مع الجماهير ويقومون بمراعاة شعورها وميولها ورغباتها وتصورتها؛ ولذلك ظهرت الوحدة والتماسك الرياضي بين كافة أطراف لعبة كرة القدم، كما أن مثل هذه الوحدة جعلت اللاعبين، المدربين، المنظمين، والمديرين يمارسون نوعاً من الديمقراطية الرياضية الشعبية، كما يحرصون على فوز فرقهم الرياضية ودعم الثقافة الرياضية للجماهير.
حيث تعرضت الوحدة الجماهيرة إلى التفكك والتشتت بعد التغيرات التي طرأت على الألعاب الجماعية خاصة كرة القدم، حيث أنه بعد فقدان الحماس للعبة كرة القدم بدأت الكثير من النوادي وهيئات كرة القدم تضع عناصر تنافسية جديدة في اللعبة؛ وذلك لأجل زيادة الحماس والتحدي فيها ولزيادة حجم الجمهور المؤيد لها، حيث بدأ الأفراد المسؤولون بتنظيم المنافسات الدولية في لعبة كرة القدم، وتنظيم المنافسات المحلية التي أخذت اسم “كأس الاتحاد لكرة القدم”.
كما أخذوا يحوّلوا لعبة كرة القدم إلى أداة ومادة تجارية ذلك من خلال سيطرة النشاط التجاري والنفعي عليها، حيث أصبحت لعبة كرة القدم نشاط تجاري يتم تنظيمه من أجل الربح، وليس من أجل التعبير عن آمال وطموحات الجماهير والأفراد المؤيدين لها، كما أنه بدأ الأفراد المسؤولين بإلغاء الأجور التي يتم إعطاها للاعبين المحترفين، كما أنهم حوَّلوا اللعبة إلى لعبة تناسب لجميع فئات وشرائح المجتمع.
حيث بدأ الأفرد المسؤولين بمنح اللاعبين الممتازين الذين يلعبون بشكل جيد مكافآت وجوائز مادية خيالية؛ بحيث تتناسب مع شعرتهم ودرجة إنجازاتهم الرياضية في المباريات التي يفوزون فيها، كما أنهم أسسوا المجلات الرياضية المبدعة البراقة، وابتدعوا الملابس الرياضية الأنقية التي سوف يلبسونها اللاغبين، كما اهتموا بكيفية تطوير الخبرة والمهارة عند اللاعبين أكثر من اهتمامهم بالفوز الرياضي.

حيث أن مثل هذه التغيرات التي طرأت على لعبة كرة القدم أثرت تأثيراً سلبياً في الثقافة الرياضية الشعبية لجماهير والأفراد المؤيدين لكرة القدم، كما أن هذه الجماهير لم تتأثر ولا تستمتع برفاهية العصر، حيث كانت مُعرَّضة للفقر والبطالة والظلم، ونظراً إلى الظروف الصعبة التي شهدتها الجماهير الأوروبية قاموا بتكوين نوعاً من الثقافة الرياضية الفرعية التي تتمثل بالسلوك الفوضوي الذي اعتمدوه أثناء مشاهدتهم للمباريات الرياضية الدولية.

كما رحَّبوا الجماهير الرياضية بالمنافسة واللعب مع الفرق الأجنبية؛ وذلك لأنها تقوم بمنحهم فرصة الدفاع عن قيم ثقافتهم الفرعية داخل الميدان الرياضي، حيث كان من حقّهم تكوين العصابات الفضوية التي تعمل أثناء سير المباريات الدولية، حيث أن هذه العصابات ما تقوم به من أعمال شغب وعنف ما هي إلا محاولات جادة وعقلانية من جانبهم؛ ليتم إعادة سيطرتهم على الكرة وتحقيق الفوز لفريقهم الذي ينتمي إليهم وينتمون إليه.

حيث أن الصراغ والصياح والغناء ورمي الحجارة والعلب الفارغة على للاعبين فريق الخصم، تُعدّ طرق مدروسة ومختارة ومحددة يعتمدها الجماهير لإضعاف الفريق الخصم وتقوية فريقهم؛ وذلك من أجل تحقيق الفوز لفريقهم في المباراة الرياضية، أما بالنسبة للدخول إلى ساحة السباق بعد عدم احتساب الهدف (الجول) من قبل الحكم؛ فهو سلوك يُعبّر عن عدم رضا الجماهير والأفراد المتفرجين لقرار الحكم المتحيز، كما يعتبر وسيلة جاد وهامة لقيام الحكم بتبديل قراره.
حيث أن إخراج الأفراد المشاغبين من ساحة الملعب وسيلة يريدها المشاغبين أن تقع؛ وذلك لأن تذكر اللاعبين والمدربين بأنهم هم الأفراد الحقيقيون المؤيدون للعبة، كما أن الأفراد المسؤولين يفسرون سلوك دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب، كتهديد للتغيرات التي قاموا بإدخالها إلى اللعبة؛ بهدف تحسين نوعيتها وتكييفها للظروف والعوامل الاجتماعية والاقتصادية المستجدة، كما يجب على الأفراد المسؤولة عن الشغب والصراع الرياضي أن يضبطوا سلوك الأفراد المشاغبين؛ حتى لا يكونوا عنصر تخريب للعبة.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الإجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997


شارك المقالة: