مفهوم استخدام دوافع المتعلم الرياضي:
من حقائق ممارسة تمارين التربية الرياضية أن التعليم الرياضي لا يأتي إلا عن طريق نشاط الفرد الرياضي المتعلم نفسه وتفاعله مع الموقف التعليمي، ولكن بالرغم من ثبوت هذه الحقيقة واعتراف كل الأفراد الرياضيين بصحتها وضرورة ملاحظتها عند القيام بالتعليم الرياضي أن الكثير من المدرسين التربية الرياضية يتصرفون في تدريسهم، كما لو كانت عملية التعليم الرياضي عبارة عن عملية اجتماعية متكاملة.
حيث أن الكثير من النوادي الرياضية تستخدم مدرباً في لعبة رياضية محددة مثل (لعبة كرة القدم أو لعبة كرة السلة)؛ وذلك لمجرد أن هذا المدرب ذو مهارة عالية في هذه اللعبة، أما مقدرته على تعليم هذه اللعبة لا يكون في بؤرة الاعتبارات التي على أساسها يختار المدرب الرياضي، حيث يعتبر هذا التصرف خطأ.
ولا يمكن أبداً وبأي حال من الأحوال الإقلال من قيمة هذه الحقيقة عند تعليم المهارات الحركية بالذات، حيث أن نشاط الفرد الرياضي المتعلم هو الاعتبار الذي يجب أن يتم وضعه في المرتبة الأولى، أما فيما يتعلق بمقدار مهارات المدرس الرياضي في وجه النشاط الرياضي، فلا تظهر أهميته إلا عند قيامه بالنموذج للحركة، كما أن القيام بالنموذج ليس هو إلا طريقة واحدة من طرق تعليم المهارات الحركية، وهي ليس بأفضل الطرق في كل حالة.
كما أنه ليس من الضروري أن يقوم المدرس الرياضي بالذات بعمل النموذج، بل يمكن أن يقوم بذلك فرد رياضي مميز في هذه الناحية، حيث أنّ المهم هو أن المدرس الرياضي أو المدرب يجب أن يكون فرداً رياضية تربوياً مُلمّاً بطرق استثارة دوافع الفرد الرياضي المتعلم، كما أن استخدام هذه الدوافع يجعل الفرد الرياضي يتفاعل مع النشاط الذي يتعلمه.
طرق استخدام دوافع المتعلم الرياضي:
كما يوجد طرق عامة يمكن للمدرس الرياضي أو المدرب الرياضي أن يستخدم أحدها أو عدد منها عندما يحاول مساعدة الفرد الرياضي في تعلمه إحدى المهارات الحركية، وفي الكشف عن دوافع المتعلم الرياضي، وهي:
- يجب أن يقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بعمل نموذج للحركة الممارسة.
- يجب أن يقوم بالنموذج الحركي شخص رياضي آخر غير المدرس الرياضي.
- الشرح اللفظي للحركة بواسطة المدرس الرياضي أو خبير في الحركة.
- تقديم الفرد الرياضي للمكتبة الرياضية التي تتناول مختلف المهارات الرياضية.
- استخدام المدرس الرياضي للرسوم المختلفة أو الصور التي تبين الطريقة الصحيحة للأداء مع القياس بالشرح أو التعليق.
- مطالبة الفرد الرياضي المتعلم بأن يقوم بمحاولات تجريبية للمهارة الرياضية؛ وذلك عن طريق هذه المحاولات يتمكن الفرد الرياضي المتعلم من اكتساب الإحساس الصحيح بالحركات التي تتضمنها هذه المهارة الحركية الممارسة.
- مساعدة الفرد الرياضي بدنياً عن طريق التوجيه أثناء أدائه الحركة، فإذا كان الفرد الرياضي المتعلم يقوم بحركة الوقوف على الرأس مثلاً، حيث يستطيع المدرس الرياضي أن يقوم بتصحيح جسمه، كأنه يطلب منه زيادة تقوّس الظهر ويلمس بيده الجزء الذي يريد زيادة التقوس عنده.
- عمل نماذج بأشياء أو هياكل غير حية، مثل تمثال بالحجم الصغير لفرد رياضي يقوم بالوثب العالي وهو فوق العارضة، فإن هذا يمكن أن يؤدي خدمة كبيرة في تفهم الفرد الرياضي لدقائق هذا الوضع.
- استخدام أجهزة آلية للحد من أو تعليم حركات لفرد الرياضي المتعلم، مثل الجهاز الذي يعلق الفرد الرياضي السباح المبتدئ وهو في الماء، حتى يتمكن السباح من التركيز على حركات اليدين أو حركات الرجلين، بالإضافة إلى تصحيح ما يرشد إليه المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي.
- العمل على تحليل المهارة الرياضية عن طريق المدرس الرياضي أو مجموعة من الأفراد الرياضيين.
- مطالبة الفرد الرياضي المتعلم بشرح طريقة الأداء المرغوب، حيث أن قيام الفرد الرياضي المتعلم بهذا الشرح يجعله أكثر وعياً وإدراكاً لتفاصيل طريقة الأداء.
- مطالبة الفرد الرياضي المتعلم بنقد مجهوداته بنفسه.
كما يجب أن يتعاون الفرد الرياضي مع المجتمع الرياضي في تنظيم برامج لاستثمار أوقات الفراغ بعد فترة التدريب الرياضي، على أن يتضمن التعاون البرامج الترويحية ألوان من النشاط اليدوي أو النشاط الرياضي التنافسي أو النشاط الترويحي، حيث يجب أن تتجه العناية والتركيز إلى الفروق الفردية وإلى النمو الفسيولوجي، وأيضاً يجب على الأفراد الرياضيين الاعتراف بميزات الأفراد الرياضيين الآخرين، ممّا يعمل على تأهليهم للحياة الرياضية في المجتمع الرياضي.
كما يجب أيضاً تطوير دوافع المتعلم الرياضي من خلال العناية بتمرينات القوة والوثب والقفز والرشاقة والتوازن، بالإضافة إلى إدخال ألعاب القوة من جري أو وثب أو رمي أو قذف، على أن يتضمن البرنامج الجري لمسافات الطويلة، والعناية بالسباحة مع التقدم بالمهارات المكتسبة في هذه الناحية.