مفهوم التأهيل غير الأكاديمي للمدرب في علم الاجتماع الرياضي:
إن وجود مدرب مؤهل حاصل على شهادة أكاديمية من أحد الجامعات التعليمية أصبح من الحاجات الضرورية والمهمة على المستوى المهني، سواء كان على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي الإقليمي، حيث أن بعض الأفراد الخريجيين من إحدى الكليات وأقسام التربية الرياضية والتربية البدنية ضمن مجال التدريب الرياضي، ولكن يوجد نسبة من الأفراد الرياضيين الذي تخرجوا من الكليات الرياضية المتخصصة قاموا بتأهيل أنفسهم بواسطة عملية الاشتراك بدورات وندوات رياضية تتراوح مدتها ما بين ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر أو أكثر، حيث أن هذه الدورات والندوات الرياضية لا يمكن اعتبارها برنامج إعداد مهني أو برنامج تأهيل مهني بالمعنى المعروف.
حيث إن الأفراد الرياضيون الذين اعتزلوا ممارسة الرياضة وأنشطتها هم الأفراد الذين لهم أحقية بممارسة العمل في المجال الرياضي خاصةً مجال التدريب الرياضي، وقام علماء علم الاجتماع الرياضي بالأفتراض أن تأريخ المدربين الرياضيين وخبراتهم ومعارفهم الكبيرة على أنهم عبارة عن أفراد رياضيين أصحاب المهارات الحركية رفيعة المستوى، هي مشكلة كبيرة بحد ذاتها، حيث أن ذلك بسبب أن كفايات المدرب الرياضي تختلف اختلافاً كلياً عن كفايات اللاعب الرياضي، حيث أن خبرة اللاعب الرياضي تساعد على نجاح المدرب، مع فهمه للطبيعة عمله.
فإن الكثير من الأفراد الرياضيين نجحوا في ممارسة التدريب الرياضي دون حصولهم على شهادة جامعية في التربية الرياضية وفي التربية البدنية الحركية، وعمله على تنظيم وتطوير ذاته بطريقة متكاملة وبسبب اطلاعهم المستمر على قراءة الكتب علم الرياضة بمختلف أنواعها بعد أن أصبحت في متناول أفراد المجتمع جميعهم، كما أنه بسبب اشتراكهم في دورات وندوات الإعداد الرياضي ودورات صقل الشخصية الرياضية، كما أنه في أغلب الأوقات يقوم بتقليد مدربه الذي كان يدربه عندما كان لاعباً سواء في أندية الرياضية أو المنتخبات الرياضية الوطنية.
حيث إن التاهيل الرياضي للمدرب في علم الاجتماع الرياضي له أثر إيجابي وكبير متكامل على بعض الصفات النفسية والصفات الاجتماعية للمدربين الرياضيين، كما أن المدربين الرياضيين أصحاب المستويات المتفوقة يمتلكون سمات تميزهم عن بقية مستويات التدريب الرياضي، حيث أنه في دول العالم العربي يتم استخدام المدربيين بدون وجود شروط أو قواعد أو أسس وظيفية ثابتة، حيث يتم اختيار وتعيين المدربين وفقاً لعوامل متباينة تحكمها نوع الرياضة ومستوى الفريق الرياضي، وسمعة المدرب وخبراته.