ما هي العلاقة بين الرياضة والتحصيل الدراسي واكتساب القيم في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


 العلاقة بين الرياضة والتحصيل الدراسي في علم الاجتماع الرياضي:

إن للرياضة بمختلف أنشطتها سواء كانت أنشطة فردية مثل (الجري، المشي السريع، سباق التتابع، التنس، رمي الرمح)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد، كرة الطائرة)، الدور المهم والكبير في تطوير وتحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب الرياضيين الذين يدرسون، سواء كانوا في المدارس أو في الجامعات والكليات والمعاهد.

حيث أن التلاميذ الرياضيين يكون تحصيلهم الدراسي أفضل وأحسن بعد انتهاء الموسم الرياضي، أما بالنسبة إلى التلاميذ غير الرياضيين يكون أداؤهم بشكل أفضل في العمل الدراسي، فعلى سبيل المثال خلال سنة 1963م وُجِدَ أن كل الطلاب الرياضيين سواء كانوا ذكور أو إناث المشتركين في كرة السلة قد حصلوا على معدل مرتفع في تقديراتهم المدرسية، حيث كان ذلك بعد تثبيت بعض المتغيرات أهمها (الذكاء، المنهج)، حيث اتضح أن الطلاب الرياضيين مستواهم أعلى بقليل من الطلاب غير الرياضيين.

كما تناولت المدرسة العربية قضية علاقة النشاط البدني والنشاط الرياضي بالتحصيل الدراسي والعمليات العقلية، حيث أكدت وجود علاقة إيجابية بين الذكاء لدى الطلاب وبين الصفات البدنية بوصفها علاقة منفردة ومجتمعة، كما أكدت على وجود علاقة أيجابية بين التوافق العضلي العصبي لطالبات كلية التربية الرياضية للبنات وبين التحصيل الدراسي المتمز في المواد النظرية.

كما أكدت المدرسة العربية أن وجود الميل للعب وممارسة الأنشطة الرياضية لا يعوق التحصيل الدراسي لطلاب المرحلة الابتدائية، بل أنه يساعد عليه بصورة أفضل، حيث أكدت أن وجود التفوق الرياضي لطلاب المدارس الثانوية يؤثر تأثيراً إيجابياً في بعض القدرات العقلية الأولية مثل الإدراك المكاني والقدرات العددية والذكاء.

 العلاقة بين الرياضة واكتساب القيم في علم الاجتماع الرياضي:

يُعدّ اكتساب القيم من الوظائف التربوية العامة المتعارف عليها للتربية البدنية والتربية الرياضية وبخاصةً في القطاع الدراسي، حيث تختار المهارات والسلوكيات بكل عناية لتحقيق أهداف تربوية محددة والتي يكتسبها الأفراد الرياضيين في شكل قيم وحصائل سلوكية وحركية، حيث يعرف ذلك في المنهج الرسمي للتربية البدنية والرياضية، كما يوجد وسائل وقنوات تسهم فيها التربية البدنية والتربية الرياضية في اكتساب القيم والمعارف والاتجاهات؛ حيث أطلق عليها المنهج الخلفي وهو عبارة عن مجموع القيم والسلوكيات التي تكتسب خارج المنهج المدرسي الرسمي.

كما أنه ينظر إلى الرياضة التربوية أنها انطباع عن نظام القيم الاجتماعي كأحد طرق الارتقاء بالانسجام القومي والتعاون بين الأفراد الرياضيين، حيث أن الرياضة وخاصة الرياضة على مستوى الكليات تعطي انطباعاً يُعبّر عن هدر القيم الإنسانية والبعد عن الأخلاق والتركيز المبالغ فيه على الفوز، كما أن هناك تعارضاً مشابهاً يحتاج إلى حسم  ويتصل بقدرة الرياضة في بناء شخصية الفرد الرياضي، حيث أنّ هناك من يقتنع بأن قدرة الرياضة في بناء سمات شخصية صحية هي قدرة نسبية متكاملة.

كما أن الاهتمام الزائد الذي تناله الرياضة في المدارس والجامعات يؤثر في الثقافة الفرعية لأفراد الرياضيين المراهقين، كما وُجِدَ أن الرياضي المراهق يستطيع أن يمثل أقرانه عبر الرياضة وأنشطتها المختلفة بينما يصعب عليه ذلك من خلال المواد الدراسية، كما تم استخلاص الوظائف التربوية والتي تكتسب كنظام قيمي للمشاركين في الرياضة، وأهمها: (التحصيل والنجاخ، العمل والنشاط، التوجه الخلقي نحو المزيد من الإنسانية، الكفاية والاتجاه العملي، التقدم، التكيف المادي، المساواة، الحرية، المسايرة الخارجية، العلم والتفكير العلمي، القومية الوطنية، الديموقراطية، الشخصسة المتفردة، العنصرية).

كما تم استخلاص الجوانب السلبية التي قد تسببها المسابقات الرياضية، وأهمها: (الفرد الرياضي المتركز حول ذاته، القيم المزيفة والنجومية التي تجعل الطالب الرياضي يهمل دراسته، الضغوط المؤدية على اللاعب الرياضي من أجل إسعاد الجماهير الرياضية المشجعة، فقد هوية اللاعب الرياضي وتذويب شخصيته وتحوّله لأداة في يد المدرب الرياضي، الاستخدام غير العادل للتسهيلات والأموال على حساب المنهج التربوي الاجتماعي، صراع الأدوار بين اللاعب الرياضي والطالب الرياضي، إهمال البرنامج التربوية الاجتماعية ممّا يؤدي ذلك إلى ضيق النظرة الرياضية، التركيز على الفوز والنجاح بأي ثمن وتزايد العنف والعدوانية في الأنشطة الرياضية داخل الملاعب الرياضية).

أما بالنسبة إلى الجوانب الإيجابية التي قد تسببها المسابقات الرياضية، أهمها: (الروح الرياضية، التعاون، تقبل الأفراد الآخرين بغض النظر عن الفروق بينهم، اكتساب المواطنة الصالحة، اعتياد القيادة والتعبية، الانضباط الذاتي، النظافة الشخصية، الارتقاء الاجتماعي والحراك الاجتماعي، تنمية وتطوير الذات المتفردة، التنمية الاجتماعية، مصدر للبهجة والمتعة، متنفس مقبول للطاقات، المهارات النافعة واللياقة، المهارات المعرفية والعقلية، تعلم التسامح نحو الأمور السلبية، تعلم كيفية تقبل تقييم الأفراد الآخرين).

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: