مفهوم التغذية الراجعة في الرياضة:
التغذية الراجعة هي المعلومات التي تعطي للاعبين أثناء الأداء الرياضي في الملاعب الرياضية؛ حيث أن ذلك بهدف أداء جيد أو تحسين وضع أو تصحيح مسار حركي، كما أنها تدعى التغذية المرتدة، حيث أن هذه المعلومات تأخذ أنماط رياضية متباينة حيث تساعد في تقويم وترشيد اللاعبين للأداء بشكل أكثر دقة، فإن التغذية الراجعة تعتبر أقل شمولاً من التقويم، حيث أنها معلومات تعطي لدقة الاستجابة، وعدم القدرة على إعطاء اللاعبين مثل هذه المعلومات لبعض الحركات الرياضية، حيث يعني ذلك ضعف في عملية التدريب الرياضي، ومن ثم ضعف في تصحيحها.
إذ أنها عملية هامة لعملية التدريب الرياضي في الملاعب الرياضية، إلا أن الإكثار منها يمكن أن يؤثر بالسلبي في الأداء والتدريب، حيث أن تأثيرها يختلف باختلاف المؤثرات، حيث عند تقديم معلومات التغذية الراجعة للرياضيين حول مهاراتهم الفنية، يمكن للمدرب الرياضي إما إخبارهم بما شاهده؛ أي بمعنى ملاحظات وصفية، أو إخبارهم بما يعتقد المدرب أنهم بحاجة إلى القيام به بناءً على ما شاهده؛ أي بمعنى ملاحظات توجيهية.
فعلى سبيل المثال، إذا لوحظ أن لاعبة كرة سلة لا تتابع تسديدتها في القفز، فيمكن للمدرب أن يقول “أنتِ لم تتابعيها”، حيث على الرغم من أن هذا النوع من التعليقات الوصفية مرضي للاعبين ذوي الخبرة الذين يعرفون ما هي المتابعة الصحيحة، إلا أنه قد لا يكون كافياً للاعبين عديمين الخبرة الذين ليسوا متأكدين من كيفية إجراء التصحيح اللازم، لذلك، عندما يريد المدرب تنبيه الرياضيين إلى أنواع التصحيحات التي يجب عليهم إجراؤها لتحسين بعض جوانب أدائهم، يجب عليه تزويدهم بملاحظات توجيهية.
فإن المدرب الرياضي قد يخبر لاعب كرة سلة قليل الخبرة أن يثني معصمه بقوة أكبر أثناء إطلاق الكرة، حيث أن بهذه الطريقة سيكون لديه فكرة عمّا يجب عليها فعله لتحسين متابعة تسديدة القفز الخاصة بها، ففي جوهرها تمثل التغذية الراجعة الإلزامية مثالاً آخر لتعليمات تركيز الانتباه، ولحتى يتم تقديم ملاحظات وصفية مفيدة يجب على المدرب الرياضي أن يكون قادرًا على اكتشاف الأخطاء في أداء الرياضيين، فعلى سبيل المثال، قيام المدرب بمشاهدة متابعة غير كاملة في نهاية لقطة القفز، أو تقديم الحلول الممكنة للمشكلة، فعلى سبيل المثال، قيام اللاعب بثني المعصم بقوة أكبر عند نقطة الإصدار.
حيث قد يجد المدرب بعض الاعتبارات العملية مفيدة عند تقديم التغذية الراجعة، على أن يتضمن ذلك وقت تقديم الملاحظات، ومقدار الملاحظات التي يجب تقديمها، وعدد مرات تقديمها، ومدى تفصيلها، حيث طالما أن الرياضيين يحضرون إلى المصادر ذات الصلة للتعليقات الجوهرية، فهم لا يحتاجون معلومات إضافية من المدرب، ولذلك، فإن القاعدة الجيدة التي يجب وضعها في الاعتبار عند التفكير في موعد تقديم التعليقات هي “عندما تكون في شك، كن هادئًا”.
حيث أن الأفراد الرياضيون يستفيدون أكثر من الملاحظات عندما يطلبونها أكثر من عندما يقرر شخص آخر، سواء كان مدرب أو رئيس الفريق)، حيث أن الأفراد الرياضيون المتعلمين قادرون على تحسين مهاراتهم من خلال ردود فعل خارجية قليلة نسبيًا.
فإن أقل فائدة للرياضيين هي ردود الفعل الخارجية المتطابقة تقريبًا مع ردود الفعل الجوهرية، فعلى سبيل المثال لا يريد لاعب الجمباز الذي يتعثر إلى الأمام في نهاية ترجيح أن يسمع المدرب يقول، “لقد بالغت في الدوران على رجلك”، لذلك يجب أن يكون هدف المدرب دائمًا هو تقديم ملاحظات فقط عندما لا يتمكن الرياضيون من التقاطها بمفردهم.
فمثلاً إذا سأل المدرب لاعبة الجمباز عن سبب استمرارها في المبالغة، فهذا يشير إلى أنها لا تعرف السبب وتحتاج إلى ردود فعل خارجية، فإذا كان المدرب قد أقام اتصالات جيدة مع الرياضيين، فيجب أن يكون قادرًا على التمييز عندما يحتاجون إلى تغذية راجعة وعندما لا يحتاجون، وعلاوة على ذلك، إذا كان الرياضيون يتمتعون بالتواصل المفتوح مع المدرب، فمن المرجح أن يطلبوا ردود فعل خارجية عندما يحتاجون إليها.
ونظرًا لأن كل التدريب يتضمن نوعًا من حل المشكلات، فإن التعليقات الأكثر فائدة يمكنها توفير نقاط للرياضيين تجاه المصادر ذات الصلة للتعليقات الجوهرية، حيث بالنسبة لمضرب الكرة اللينة، قد تتمثل هذه الملاحظات في التركيز على إحساس التأرجح المستوي أو على العلاقة بين وضع اليدين واتجاه الكرة المضروبة، وبمجرد أن يتمكن الرياضيون من تحديد التعليقات الجوهرية ذات الصلة بأنفسهم، سيحتاجون إلى ردود فعل خارجية أقل منه.
كما تعد التغذية الراجعة للبرنامج أكثر أهمية خلال المرحلة الأولى من ممارسة المهارات الفنية، عندما يحصل الرياضيون على فكرة عامة عن نمط التوقيت النسبي للحركة، بينما تكون التغذية المرتدة للمعلمات أكثر أهمية بعد أن يثبت الرياضيون أنهم يستطيعون إنتاج النمط الأساسي على أساس ثابت.
حيث يشير أسلوب ممارسة الألعاب إلى ضرورة منح الأفراد الرياضيين الفرصة؛ وذلك لتطوير مهاراتهم بطريقة مستقلة والانخراط في حل المشكلات الخاصة بهم، وعندما يبدو أنهم في طريق مسدود في بحثهم عن حلول أو عندما يتوقفون عن الممارسة ويطلبون مساعدة المدرب، يجب أن يقدم ملاحظاته، حيث يتمثل الجانب القوي في هذا النهج في أنه يسمح لهم بالاستفادة من تلك اللحظات القابلة للتدريب عندما يكون الرياضيون متحمسين لسماع ما يريد قوله وأكثر احتمالًا لتضمينه بعد ذلك.
طبيعة التغذية الراجعة في الرياضة:
إن التعليقات المتكررة ليست بالضرورة أفضل عندما يتعلق الأمر بتعزيز تنمية المهارات، ففي الواقع أن الممارسة بدون ردود فعل خارجية يمكن أن تكون في الواقع أكثر فائدة من التدرب عليها، فإن الأسباب المحتملة لتحسين الأداء في غياب التغذية الراجعة الخارجية هي أن الأفراد المتعلمين يضطرون إلى القيام بالمزيد من حل المشكلات الخاصة بهم، ويكرّسون المزيد من اهتمامهم للتعليقات الجوهرية المتاحة.
فعلى سبيل المثال يبدأ لاعب كرة القاعدة الذي يمارس رمياته على قواعد مختلفة في ملاحظة مسار طيران الكرة، ومعرفة مدى قربها من الهدف، ويشعر بإحساس حركة الرمي، حيث يبدأ أيضًا في التعرف على الأخطاء في أدائه والتفكير في طرق لضبط رمياته، كما قد يتعلم اللاعب أيضًا أنه من الناحية التكتيكية يجب توجيه الرميات إلى لاعب القطع؛ حتى يمكن القبض عليهم وإلقائهم في قاعدة أخرى إذا لزم الأمر.
وهناك مشكلة أخرى تظهر عند تقديم عمليات التغذية الراجعة بشكل متكرر وهي أن الرياضيين يصبحون معتمدين عليها، فلنفترض، على سبيل المثال أن لاعب الدفاع يسمع ردود فعل بعد كل 10 رميات لأهداف مختلفة، فإذا كانت الإجابة هي “حافظ على الكرة منخفضة”، فماذا يعتقد المدرب أن اللاعب سيحاول القيام به في رميته التالية؟، هو الحفاظ على الكرة منخفضة، حيث أنه إذا سمع “تابع بشكل أفضل”، فسيحاول المتابعة بشكل أفضل في الرمية التالية؛ أي بمعنى آخر، في كل مرة يتلقى فيها اللاعب التغذية الراجعة، يحاول على الفور دمج الملاحظات في الرمية التالية.
فإن المشكلة هي أنه من خلال إجراء هذه التصحيحات اللحظية، فإن اللاعب غير قادر على تحقيق الكثير من الاستقرار في أدائه، ونتيجة لذلك لا يتعلم الكثير عن العلاقة بين ما يفعله والنتيجة التي يحصل عليها، على الرغم من أن أداء لاعب الدفاع قد يبدو أنه يتحسن مع التغذية الخارجية المتكررة، إلا أنه ربما لا يتعلم سبب ذلك، حيث عندما يتوقف عن تلقي التغذية الراجعة، فمن المرجح أن يتراجع أداء اللاعب إلى مستواه السابق.