ما هو مفهوم العدالة في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم العدالة في علم الاجتماع الرياضي:

إنَّ فكرت وجود القانون نتجت عن تنظيم الحياة الاجتماعية للأفراد الرياضيين داخل المجتمع الرياضي، حيث ارتبطت هذه الفكرة في معظم الأوقات (بالعدالة)، حيث تعني العدالة أنها عبارة عن مثل عالي يُعبّر عن السعادة والفرح الذي يتخيله اللاعب من خلالها مفهوم الحرية والعدالة، كما أننا اقتربنا إلى مفهوم حقوق الإنسان الاجتماعية الرياضية داخل مجتمعه والذي يعتمد بصورة أساسية وهامة وضرورية على الحرية والعدالة بأوسع معانيها، ولكن ما الذي نعنيه ونقصده بالقول أن القانون هو البحث عن العدالة؟
فالعدالة وضَّحت حلم العقل الإنساني بإنها تمثل حلم المساواة المطلقة في نطاق حقوق الإنسان الاجتماعية الرياضية؛ أي بمعنى (العدالة الاجتماعية في الرياضة)، ولكن العدالة تمثل حلم الحرية أيضاً، والتي تتجلى في أوضح صورة لها في نطاق حقوق الإنسان الرياضي، كما أن تمثل العدالة المثل الأعلى الذي يسعى الأفراد الرياضيين لتحقيقه والوصول إليه.
أما العدالة الخاصة حيث تم تعريفها في علم الاجتماع الرياضي، بأنها الأ يأخذ الفرد الرياضي شيئاً أكثر أو أقل من نصيبه من ثروة الفريق الرياضي، كما لا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا في حالة تم النسب والتوافق بين الحقوق والواجبات؛ أي بمعنى أن يُبيّن ما يناله من ثروة الفريق الذي يلعب به وبين ما يدفع له، حيث أنه في هذه الحالة يظهر مصطلح القانون أو الحقوق التي يستحقها هذا اللاعب الرياضي بعد القيام بإجراء الموازنة بين حقوقه وواجباته، فالعدالة الخاصة في حقيقة أمرها هي عباراة عن فضلية اجتماعية تختلف عن العدالة العامة، كما أنها عبارة عن مجموعة من الفضائل التي يتمتع بها الفرد الرياضي سواء كان مدرب أو لاعب.


كما أن للعدالة في علم الاجتماع الرياضي الكثير من التعريفات، حيث تعد هي إيتاء كل ذي حق حقه دون المساس بالصالح العام للفريق الرياضي، كما أنهم يرون أن ضرورات الحياة هي التي أدت إلى القيام العلاقات بين أفراد الرياضيين، فإن الهدف العام أو الخير العام لا يمكن تحقيقه إلا في حالة وجد التعادل أو المساوة بين الأفراد الرياضيين وعلاقاتهم المتعددة، حيث يُعدّ هذا التعادل بهدف الصالح العام وهو الذي يطلق عليه العدالة الرياضية، أو فن الخير والعدالة الاجتماعية الرياضية.
ولإيجاد العلاقة بين العدالة الاجتماعية والرياضة أو العكس، يجب أن نرى بكل وضوح حياة الأفراد في الفترة الأخيرة منذ القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة، حيث نجد الكثير من الأفراد يقومون بالمشاركة بصورة فعالة وهامة في المنافسات الرياضيية والتظاهرات، وتنقّل الناس من دولة إلى دولة ثانية من أجل حضور البطولات والمسابقات، أو التنقل من قارة إلى قارة ثانية سعياً وراء إشباع ميولهم ورغباتهم نحو هذه الأنشطة الرياضية التفاعلية، سواء كانت أنشطة فردية مثل (ألعاب القوى، السباحة، التنس، السكواش)،أو أنشطة جماعية مثل (كرة قدم، كرة سلة، كرة يد، كرة طائرة، التنس الزوجي)، وغالباً ما يتم التنقل الأفراد الرياضيين في موسم كأس العالم لكرة القدم كل أربعة سنين.
وكذلك نجد الكثير من الأفراد المشجعين يذهبون برضاهم إلى الأحداث الرياضية، إضافة إلى الأفراد المسؤولين سواء كانوا سياسيون أو ذوي مناصب هامة في السياسة أو الأعمال يقوم بالذهاب إلى المسابقات الرياضيية؛ لأنها هي المجال الذي يعطي وجاهة اجتماعية أو شهرة مال، فعلى سبيل المثال تنقل الأمير علي بن الحسين يذهب من الأردن إلى الدولة المنتخب الذي يلعب معه المنتخب الأردني، ومثال ثاني حضور جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مباراة المنتخب الأردني أمام المنتخب الأوروغواي عام 2013م ضمن تصفيات كأس العالم لعام 2014م.
كما أنه يتم تدريس التربية البدنية والرياضة كعلم تطبيقي دائم التغير والتطوير وفقاً لمعطيات الظروف المحيطة؛ وذلك لأنه تدريس إنساني اجتماعي هام، ففي المؤسسات الاجتماعية والتربوية يتم تدريس الأنشطة الرياضية بواسطة مناهج تم إعدادها وتجهيزها بشكل موضوعي متكامل لا بأس أو غموض فيه، تحمل في داخل محتواها أنشطة تُنمّي بشكل مباشر كافة العلاقات الاجتماعية، حيث يقوم بتدريس هذه الأنشطة معلم رياضي تربوي أعدّ داخل المؤسسات والمعاهد التعليمية، ليصبح معلماً يراعي الموضوعية والعدل والمساواة والتعاون الصدق في معاملته وحكمة دون القيام بالتحيز، أو القيام بالمحايدة على أحد الطلاب أو إيثار لاعب على لاعب ثاني.
كما أنه على معلم التربية الرياضية بالضرورة المعاملة والإنصاف بالتعاون مع زملائه وطلابه، كذلك من العدل أن يحترم مشاعر طلابه، والعمل على مساواتهم في اشتراكهم للأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها، سواء كانت فردية مثل (التنس أو رمي الرمح أو قذف الجلة)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة قدم أو كرة سلة أو كرة طائرة أو كرة يد)، والمساواة في الحقوق والواجبات وعدالته في أن لا يُفرّق بين هذا الطالب والطالب الثاني.


ويجب أن تمتع معلم التربية الرياضية بالاتزان والضبط العام والصدق والمساواة والتعاون، والموضوعية على تطبيق مبدأ العدل والثبات، حيث تمثل شروطاً هامة وضرورية لحصيلة رياضيية ناجحة ومفيدة، كما أنّ تعرّض معلم التربية الرياضية لعدد متنوّع من المواقف التعليمية الرياضية والمواقف الصعبة التي تتطلب جهداً ومعرفة ومهارة تلقائية، وتعامله اليومي مع خليط مختلف الأهواء والميول والرغبات والحاجات والوسطات والأهداف والفوائد، تتطلب فيه أن يقوم بتقديم موقفاً تربوياً، حيث يُطبّق مبدأ العدالة والمساواة في إشراك الطلاب المؤهلين والجاهزين رياضياً في الدروس أو في الأنشطة الداخلية أو الأنشطة الخارجية، والّا يُفرّق في المعاملة؛ حتى لا يتأثر الطالب أو يتم إصابته بأمراض نفسية تراكمية تؤدي به إلى البعد عن الكثير من الأمور التي تقابله وتواجهه في حياته، حيث يسلك فيها مسلكاً سلبياً.
ولكي يؤدي العدالة وظيفته يجب أن يكون بين قوتين متعادلتين؛ لأن عدم تكافؤ الأفراد المنافسين يؤدي إلى انتصار الأقوى في ميدان المنافسة؛ أي خلال سير المباراة، وانهزام الفريق الضعيف، حيث أن هذه الهزيمة تقلل من قوته وتقضي على روحهم المعنوية، فيخسر المجتمع الرياضي عضواً رياضياً نافعاً ذهب ضحية المنافسة غير المشروعة.

أهمية العدالة في علم الاجتماع الرياضي:

  1. العدالة تُعبّر عن سلوك عام وتصرّف إيجابي من قبل اللاعبين والإداريين والمدراء، وكل الذين لديهم علاقة بعلم الاجتماع الرياضي مع احترام لقواعد وقوانيين وأنظمة الرياضة.
  2. العدالة تُعبّر عن تصرّف ثابت من قبل الأفراد الرياضيين، سواء كانوا للاعبين أو مدربين أو مدراء في جميع الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها.
  3. العدالة هي احترام للكرامة واحترام لقواعد وقوانيين المباريات والمسابقات.
  4. العدالة هي قيمة اجتماعية عالمية، حيث الجميع يسعى لتحقيقها في مختلف الأنشطة الرياضية.
  5. العدالة هي طاعة الأفراد لكل القوانين والأنظمة في الأنشطة الممارسة.
  6. العدالة هي الكمال الخلقي للمارسين سواء كانوا للاعبين أو مشجعين أو مدربين.
  7. العدالة هي شرف والجرأة والصراحة وكيفية احترام المنافس، والتماشي مع القوانين والقواعد وموقف مشرف للمنافسة.
  8. العدالة هي العدل في اللعب والممارسة والمنافسة بفرص متساوية.
  9. العدالة هي التصرف المناسب خلال اللعب والمساواة في توزيع الماديات.
  10. العدالة هي ليس التفكير بالفرد الرياضي نفسه، لكن أيضاً في الأفراد الرياضيين الآخرين الذي تشعر بأنك مسؤول عنهم.
  11. العدالة هي سلوك والتزام بما يميله ضمير الفرد الرياضي (لاعب أو مدرب) عليه.
  12. حيث لا يستطيع الفرد الرياضي أن ينعم بالاسقرار والهدوء والأمان في حياته ومجتمعه، الإ إذا إمتص هذه المعايير الإيجابية للعدالة، والقيام باعتبارها جزءاً مهماً من كيانه الرياضي.

شارك المقالة: