أنماط القياس والتقويم في التربية الرياضية:
يوجد عدة أنماط للقياس والتقويم في المجال الرياضي بناء على الفترة الزمنية لتطبيقها، وطريقة جمع البيانات، وكذلك حسب تفسير النتائج، وحسب تحقيق النتاجات، وفيما يلي توضيح لتلك الأنماط:
النمط الأول (القياس والتقويم حسب الفترة الزمنية):
حيث ينقسم هذا النمط إلى عدة أقسام، وأهم تلك الأقسام:
- القياس والتقويم القبلي: حيث يتم إجراء عمليات القياس والتقويم قبل البدء بالوحدة الدراسية أو برنامج التدريب الرياضي أو البرنامج التعليمي للمهارات الحركية، حيث يستطيع المربي الرياضي من خلالها أن يجد القاعدة الأساسية للبيانات والمعلومات الخاصة بالأفراد الرياضيين الذي سيتم التعامل معهم، كما تعتبر هذه الخطوة نقطة البداية لتنفيذ أي برامج رياضية، حيث قد تكون نتائج القياس في هذا النوع لقبول أو رفض الأفراد الرياضيين الدخول في برنامج رياضي معين.
- القياس والتقويم التكويني: حيث أن عمليات القياس والتقويم التكويني يتم تنفيذها أثناء تنفيذ البرامج بمختلف أنواعها، سواء كانت برامج تدريسية أو برامج تدريبية أو برامج تعليمية أو برامج إدارية في المجال الرياضي، حيث أنه يسير جنباً إلى جنباً مع هذه البرامج، وهي تزود أفراد البرامج الرياضية بالتغذية الراجعة، وبالنجاح والفشل، وتوجيه تنفيذ عملية التعلم والتدريب، وبالإضافة إلى معرفة سير البرنامج نحو الهدف المراد تحقيقه.
- القياس والتقويم الختامي: حيث يتم تنفيذ القياس والتقويم في نهاية الفصل الدراسي والتدريب الرياضي أو البرامج الرياضية؛ وذلك من أجل تقويم نتائج الاختبارات والمقاييس، تمهيداً لأخذ القرارات للبداية في مرحلة جديدة أو إعداد البرنامج أو إنهائه أو منح الأفراد شهادة تبين مقدار إنجازاته أو اجتيازه لهذه المرحلة، وتعدّ هذه الخطوة بمثابة قياس الإنجاز الذي يتم تحقيقه في نهاية أي برنامج رياضي.
- القياس والتقويم التتبعي: وهي عبارة عن اختبارات ومقاييس تجرى للأفراد الرياضيين أو المجموعات الرياضية بعد فترات زمنية لاحقة، لأي برنامج تدريبي أو تدريسي أو تعليمي أو إداري انتهى ومضى عليه فترة من الزمن في المجالات الرياضية، حيث يهدف هذا النوع إلى معرفة أي أثر الذي تركه أي برنامج رياضي تدريبي.
ومثال على ذلك: فريق رياضي يعاني من السمنة خضع لبرنامج تدريبي وغذائي لمدة سبعة أشهر، وفي نهاية البرنامج استطاع البرنامج أن يخفف السمنة لدى هذا الفريق بنسبة 20%، كما أن بعد فترة من الزمن قد تكون سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات يعود اللاعب الفاحص مرة أخرى لهذه المجموعة؛ وذلك ليجري لهم اختبارات ومقاييس ليتأكد من مدى محافظة هذه الفريق على الوزن الذي تحقق من البرنامج السابق.
النمط الثاني (القياس والتقويم حسب طريقة جمع البيانات والملاحظة):
حيث ينقسم هذا النمط إلى عدة أنماط، وأهم تلك الأنماط:
- النمط الأول (القياس والتقويم الذاتي): وهي عملية إصدار أحكام سريعة في ضوء معايير واعتقادات ذاتية من المربي الرياضي بناء على التقدير الذاتي أو الاعتباري في تقويم الأداء، فهي أشبه ما تكون بالآراء والاتجاهات، وبالتالي فإن تنفيذ قرارات الأحكام من أجل التعديل والتحسين تتم بناء على تقديرات مبنية على المعارف والخبرة السابقة، حيث أنها تأخذ طابع القرارات السريعة، ولا تحتاج إلى فحص عميق، حيث قد يتعرض في كثير من الأحيان على الأخطاء التي قد تؤثر سلباً في السمة أو الظاهرة المراد قياسها.
- النمط الثاني (القياس والتقويم العلمي): حيث تتم عملية التعديل والتحسين في هذا الجزء بناء على استخدام مقاييس واختبارات تحققت فيها الشروط العلمية، كالصدق والثبات والموضوعية، حيث تم تفسير النتائج وإصدار الأحكام على الأشياء أو الأشخاص الرياضيين أو الموضوعات في ضوء المعايير أو المستويات، وبالتالي فإن المعالجة والتعزيز تتم من خلال أسلوب علمي يحتاج إلى تأني وفحص كافي، حيث أنها أقل عرضة للأخطاء مقارنة من النوع السابق، كما أنه يتم استخدام في القرارات المهمة والمصيرية، وكذلك في الدراسات والأبحاث العلمية.
- النمط الثالث (القياس والتقويم التشخيصي): وهو عبارة عن مجموعة إجراءات تساعد في تحديد الصعوبات والتعرف على العوامل المسببة لهذه الصعوبات، حيث يستخدم هذا النوع لتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة لدى الأفراد الرياضيين والمشاركين في الأنشطة الحركية، حيث أنه يهدف إلى حصر وتحديد الواقع الراهن كما هو؛ وذلك لمعرفة مكامن الضعف لإصلاحها، ومكامن القوة لتعزيزها.
النمط الثالث (القياس والتقويم حسب تفسير النتائج):
حيث يقسم هذا النمط من القياس والتقويم إلى عدة أنماط وهي:
- النمط الأول (القياس والتقويم معياري المرجع): حيث تم تفسير هذه النتائج على أساس داخلي؛ أي بمعنى مقارنة نتائج الفرد الرياضي بنتائج نفس الجماعة الرياضية التي ينتمي إليها في بيئته ومرحلته وجنسه وعمره ومستوى تعليمه، فإن الهدف من هذه المقارنة هو التعرف على الوضع النسبي له في نتائج السمة أو الظاهرة بين مجموعته المنتمي إليها بجميع الخصائص.
- النمط الثاني (قياس والتقويم محكي المرجع): حيث يتم تفسير هذا النوع على أساس خارجي؛ أي بمعنى مقارنة نتائج الفرد الرياضي بنتائج سبق إجرائها، حيث استخدمت اختبارات ومقاييس تحققت فيها الشروط العلمية، وكذلك يعتمد هذا النوع في تفسير النتائج التقويم على درجة معينة ومحددة مسبقاً قد تكون محلية أو وطنية أو أي محك آخر.
ومثال على ذلك: مقارنة نتائج الاختبارات اللياقة البدنية لطلبة مدارس مدينة عمان مع المركز الأمريكي للياقة البدنية لأطفال المدارس، حيث نلاحظ من هذا المثال أن المقارنة تمت مع بيئة خارجية سبق وأن طبقت عليهم الاختبارات الحالية.
ومن أهم الأمثلة أيضاً، عندما يحدد اللاعب الرياضي الفاحص درجة معينة (درجة محكية)، كحد فاصل بين النجاح والفشل كأن يطلب من طلابه يجب حصولهم درجة 40 تكرار في اختبار ثني الذراعين من الانبطاح المائل، حتى يتمكن من الانتقال إلى الاختبار الثاني وهو اختبار الجلوس من الرقود.
النمط الرابع (أنماط القياس والتقويم وفقاً لتحقيق النتاجات):
حيث يقسم هذا النمط من القياس والتقويم إلى عدة مجالات وهي:
- المجال الأول (المعرفي): حيث في هذا النوع يتم استخدام الاختبارات التي تقيس الجوانب المعرفية التي تهتم بالخبرات والنظريات والتعميمات والحقائق والقواعد، وغيرها من المعلومات في المجال الرياضي، حيث تستخدم فيها أدوات القياس والتقويم كالاختبارات المعرفية والتحصيلية، مثل (الاختيار من متعدد).
- المجال الثاني (العاطفي أو الوجداني): حيث يعني بهذا المجال بالانفعالات والمشاعر والأحاسيس والاتجاهات والاعتقادات، وغيرها من الجوانب النفسية والاجتماعية، حيث يتم فيها استخدام الاختبارات والمقاييس التي تقيس هذه الجوانب، كالاستبيان أو المقارنة أو الملاحظة أو الاختبارات النفسية أو الاختبارات الاجتماعية.
- المجال الثالث (النفس حركية): حيث يستخدم هذا النوع لقياس الجوانب السلوكية للأفراد، سواء كانت على المستوى البدني أو المهاري أو الحركي، حيث يتم استخدام اختبارات بدنية مثل بطارية اختبار برايس لمهارات كرة السلة، أو بطارية لاند للقدرات الحركية.