ما هي الاتجاهات النظرية المعاصرة في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


الاتجاهات النظرية المعاصرة في علم الاجتماع الرياضي:

  • اتجاه المدخل الوظيفي: إن المجتمع الرياضي هو عبارة عن التعبير المفاهيمي الأكثر دقة في سياقات نموذج الأنساق الاجتماعية، حيث يرونه منظومة ذات جوانب متداخلة لها علاقاتها المنتظمة، كما يعتقد الكثير أن منظومة المجتمع الرياضي تعمل بتوافق، في حالة تم توافر لها فرص تعلم الأفراد الرياضيين سواء كانوا لاعبين أو مدربين للقيم والمعايير الاجتماعية الرياضية السائدة، آليات اجتماعية رياضية متنوعة لتجمع الناس معاً وتؤلف بينهم، فرص متاحة للأفراد الرياضيين لتعلم كيف يشكلون أهدافهم وطرق تحقيقها بالطرق الاجتماعية المقبولة، التوافق أو الملائمة مع متطلبات وتحديات البيئة الاجتماعية الخارجية الأساسية المطلوبة، والتي يمكن للنشاط الرياضي أن يسهم بها.
  • اتجاه صياغة النموذج وإدارة التوتر: حيث يرى هذه الاتجاه في علم الاجتماع الرياضي أن الرياضة تعمل على تقديم الخبرات المتعلمة التي من شأنها تدعم وتوسع دائرة التعلم الذي يحدث في أوضاع أو أنشطة رياضية، حيث يمكن للرياضة أن تخدم كمؤسسة ثانوية تدعم بعض المؤسسات الأولية مثل الأسرة والمسجد والمدرسة.

حيث تعمتد الرياضة إلى القيام بالتطبيع الأفراد الرياضيين ليتوافقوا اجتماعياً مع التيار الاجتماعي الرئيسي، كما يسري مبدأ صيانة النموذج وإدارة التوتر على الفرد الممارس للرياضة أو حتى المشاهد لها، كما أن البناء الرياضي يسمح لهؤلاء الأفراد الرياضيين ممّن يقومون بممارسة الرياضة أو يشاهدون ويلحظون بقدر كبير من الاهتمام أهمية قواعد اللعب واللوائح المنظمة، والجهد والكفاح المبذول وكفاية التنظيم والبناء السلطوي المحدد بكل دقة، حيث يمكن مشاهده آثاره في الشباب الرياضيين الذين تأثروا واستفادوا من المشاركة في الألعاب الرياضية التنافسية، كما أنها علمتهم كيف يتعاملون مع قواعد الكبار بشكل عام ومع العلاقات الاجتماعية التنافسية الرياضية بشكل خاص.

  • اتجاه التكامل: حيث أن الرياضة في اتجاه التكامل الاجتماعي تقدم خدمة جليلة لمجتمعها الرياضي ومجتمعها بشكل عام عندما تجمع الأفراد الرياضيين معاً، وتوحد فيما بينهم وتشعرهم بمشاعر دمعية تؤلف بين قلوبهم، حيث تعمل على إتاحة مشاعر الانتماء وتوضيح الشخصية وخلق العلاقات الاجتماعية الرياضيه بين الأفراد الرياضيين، وتوطيد أواصر الصداقة والود بينهم، كما أن اتجاه التكامل في علم الاجتماع الرياضي ساعد على التوحيد بين فئات وعناصر أو أجناس الوطن الواحد.
  • اتجاه التكيف: حيث كان من السهل على أصحاب مدخل اتجاه التكيف التدليل على وظيفة الرياضة كوظيفة اجتماعية، حيث أنه من خلال النظرة إلى المجتمعات الصناعية، وبشكل خاص تلك التي تتميز بنظم التقنيات المتقدمة في المواصلات والاتصالات والتفاعلات، حيث تصبح الرياضة هي المجال الوحيد للأنشطة التي من شأنها تنمية المهارات البدنية وتطويرها، حيث أنه من خلال الرياضة أصبح من الممكن قياس المهارات الحركية وتوسيع مجالاتها للإنسان والعمل على تكيفه حركياً مع البيئات التي صنعها الإنسان الرياضي.

كما أنه من دون الرياضة يصعب الاحتفاظ باللياقة البدنية لعامة الشعب، وكذلك من دون اللياقة الحركية والمهارات الحركية يصعب الاحتفاظ بالكفاية الإنتاجية للمجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله، كما أنه تاريخياً كان من السهل التأكيد على الوظيفة التكيفية للرياضة من حيث ظروف الإنتاج في مرحلة ما قبل التصنيع، حيث تعتمد بشكل كلياً على استخدام المهارات والقدرات البدنية، حيث كانت المشاركة في الألعاب والرياضة وأنشطة البدنية وأنشطة الترويحية، هي ضرب من ضروب الموائمة والتكيف البدني مع الظروف البيئية ومقتضيات هذه العصور المبكرة.

  • اتجاه النقد: حيث يميل أصحاب هذا الاتجاه في علم الاجتماع الرياضي إلى التأكيد على الوظيفة الإيجابية للرياضة في المجتمع، حيث كانت أغلب الوظائف أو كلها ذات إسهام إيجابي للمجتمع، لكنهم تجاهلوا وقاموا بالتقليل من التأثيرات السلبية للرياضة في المجتمع الرياضي وفي المجتمع بأكمله، كما يشهد الواقع أن من الممكن أن تحدث الرياضة بعض السلبيات مثل تشويه أو تحريف القيم والمعايير الاجتماعية.

كما أنه في استطاعة الرياضة وفي ضوء تبنّيها لتوجيهات معينة ومحددة أن تدمر الدافعية وتخلق الإحباط والتوتر وتمزق التكامل الاجتماعي، كما أن احتياجات الأجزاء المفردة من النسق الاجتماعي ككل تتداخل مع مجموع احتياجات النسق الاجتماعي ككل، حيث أن وجود احتمالات التعارض الداخلي والصراعات الأساسية للاهتمامات في داخل النسق الاجتماعي لا تتفق مع الافتراض القائل بأن أي نسق، إنما يعد تركيبه من القيم العامة والعلاقات المتداخلة.

حيث إن وجود القول بأن وجود الرياضة بسبب مقابلتها لاحتياجات النسق الاجتماعي الرياضي في مجملها، إنما هو قول يعمل على تجاهل احتمال بأن الرياضة تعمل على نفع بعض قطاعات السكان دون سواهم، كما كانت الرياضة مقصورة على الملوك والأمراء، حيث قد قام بممارستها بعض ضيوفهم من النبلاء والأعيان.


شارك المقالة: