ما هي الخطوات المتبعة في تعليم المهارات الحركية في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن تعليم المهارات الحركية في الرياضة:

إن العنصر الأساسي في كل الأنشطة الرياضية هو المهارة، فعلى سبيل المثال الركل والتمرير في كرة القدم، ورمي وصيد في لعبة الكريكت والبيسبول، أو الغطس والدوران والتشطيب في السباحة، بالإضافة إلى التدخل والتمرير في دوري الرجبي، والتمرير والتسديد في كرة السلة وكرة الشبكة.

كما يعد تعلم وممارسة وإتقان المهارات الأساسية للرياضة أحد أسس التدريب والأداء الرياضي والتدريب الرياضي، ومع ذلك، فإن مجرد تعلم مهارة رياضية ليس سوى الخطوة الأولى في هذه العملية، فقط الأفراد الرياضيين غير النشطاء يعتقدون أن الممارسة تجعلها مثالية إذا كان الهدف هو الفوز في المنافسة، كما أنه لا يفشل الرياضيون لأن مستوى مهاراتهم ضعيف، حيث أنهم يفشلون لأن قدرتهم على أداء المهارة في ظروف المنافسة ضعيفة، وهذه مشكلة التدريب وتعليم المهارات الحركية في الرياضة.

كما أن تعليم المهارات الحركية في الرياضة هي وسيلة رائعة لتعليم وتطوير الصفات لدى الأطفال، حيث تتمثل بعض الفوائد العديدة للرياضة في قدرتها على تنمية احترام الذات وتنظيم السلوك والعادات، وتعلم مهارات القيادة والتواصل وتعلم الصبر وتطوير المرونة عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها.

حيث تشمل الصفات المهمة لتعليم المهارات الحركية في الرياضة على التركيز، ومهارات اتخاذ القرار والتفانين وتنسيق اليد بين العينين، والقدرة على التحمل، والقدرة على العمل بشكل جيد كلاعب جماعي، حيث يوجد نقاط القوة الأساسية ليصبح الفرد الرياضي فرداً رياضيًا مدفوع الأجر أو منافسًا رياضيًا هي المواهب الرياضية الفائقة والمعرفة الواسعة بالرياضة المختارة.

 الخطوات المتبعة في تعليم المهارات الحركية في الرياضة:

  • الخطوة الأولى (الشرح اللفظي): ويقصد بها أن الفرد الرياضي يسمع ويفكر، حيث في أول خطوة من خطوات تعليم المهارات الحركية يجب أن يتم شرح المهارة بشكل لفظي ومفهوم لا تعقيد فيه، حيث أن هذه الطريقة يقل العمل على استخدامها مع صغر سن اللاعبين، حيث يجب مع الأطفال يحسن القيام بالنموذج مباشرة مع تقليد الأطفال للحركة، ولكن كلما اتسع إدراك الفرد الرياضي المتعلم وزاد تحصيله اللغوي كلما أمكن استخدام هذه الطريقة.

وبشكل عام يجب العمل على عدم المغالاة في استخدام الطريقة، مع الاكتفاء بشرح ما يجب شرحه فقط، كما أنه من المهم أن يأخذ اللاعبين فكرة عامة عن الحركة إجمالاً، ثم يستطيع المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي أن يلفت نظرهم إلى الدقائق التي يريدها عند قيام اللاعبين بالنموذج.

  • الخطوة الثانية (تقديم نموذج للحركة): ويقصد بها أن الفرد الرياضي المتعلم يشاهد ويفكر، حيث يمكن أن يقوم بالنموذج الرياضي المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي نفسه أو اللاعب نفسه في الحركة المطلوبة، ومن الطبيعي أنه كلما صغر سن اللاعبين كلما كان من الأفضل أن يقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بالنموذج نفسه، كما قد يكون النموذج للحركة كلها بشكل أولي حتى لو كان المطلوب بشكل فعلي هو جزءاً من الحركة.

ولكن القيام بنموذج للحركة كلها يأخذ اللاعبين فكرة إجمالية كاملة عن الحركة وعن دور الجزء الذي سيقوم به في هذا الوقت التدريبي، حيث يصبح لهذا الجزء غرض وهدف معين يرد الفرد الرياضي المتعلم أن يصل إليه، وأن يعرف إلى أين سيقوده هذا الجزء، وبعد ذلك يقدم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي نموذجاً للجزء المقصود، مع شرح التفاصيل والأجزاء التي يجب أن ينتبه لها الأفراد الرياضيين.

  • الخطوة الثالثة (قيام الفرد الرياضي المتعلم بالحركة): ويقصد به قيام المتعلم الرياضي بممارسة الحركة واكتشافها، حيث في هذه المرحلة يتعرض فيها الفرد الرياضي المتعلم للتجربة والخطأ، ولكن الخطأ هنا يكون محدوداً، حيث بعد أن سمع الفرد الرياضي المتعلم الشرح لما سيقوم به، ثم شاهد نموذجاً له.

ولكن بالرغم من ذلك فإن كل لاعب سيحاول القيام بما استوعبه وهو ما سمعه وشاهده، كما يختلف مقدار ذلك من لاعب إلى لاعب آخر، فإن اللاعبين يتفاوتون في مقدار ما يستطيعون استيعابه وفهم من أي شرح ومن رؤية أي نموذج، وعلى ذلك فلا بُدّ من أن يكون هناك نسبةً من الخطأ في الأداء.

ومن ناحية أخرى نجد أن اللاعبين الذين يجوز أن يكون استيعابهم بنفس المقدار يتخلفون في مقدرتهم على تنفيذ ما استوعبوه بإدراكهم، فإن المقدرة الحركية تختلف من لاعب إلى لاعب آخر، حيث أن سبب آخر يؤكد احتمال وجود نسبة من الأداء الخطأ، إما عن طريق الاستيعاب غير الكامل أو عدم المقدرة الحركية على تنفيذ ما استوعبه الفرد الرياضي المتعلم.

ومن هنا تبرز أهمية إصلاح الخطأ، إذ بدون إصلاح الأداء الخطأ يجوز أن يتعلم الفرد الرياضي هذا الأداء، ومن ثم يصعب إرجاعه إلى الطريقة الصحيحة لأداء الحركة، حيث من الواجب أن يقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بإصلاح الخطأ من أول خطوة، وفي كل مرحلة حتى لا تعرقل عملية تعلم الأداء الخطأ لعملية التعلم الصحيحة.

  • الخطوة الرابعة (التدريب الحركة أو تكرار أداء الحركة): حيث يشعر الفرد الرياضي المتعلم بعد أن يقوم بالحركة لعدد من المرات بأنه قد أدرك الطريقة الصحيحة لأداء هذه الحركة، والركلات النسبية لأجزاء جسمه، حيث أن إتقان الحركة الرياضية يتطلب أثراً عميقاً في الجهاز العصبي والجهاز العضلي؛ وذلك حتى تتعلم العضلات المختلفة القيام بدورها بالقدر الكافي وفي اللحظة المناسبة، وبذلك تصبح الحركة منسجمة بشكل انسيابي، مما يسهل التوافق العضلي العصبي اللازم لأدائها.

حيث يأتي ذلك كله عن طريق تكرار القيام بالحركة بالطريقة الصحيحة، فكل أداء رياضي يترك أثراً في تربية التوافق اللازم، كما أن تكرار الأداء يثبت هذا التوافق ويُقرّبه من مرحلة الآلية في الرياضي؛ أي بمعنى أن يصبح اللاعب قادراً على القيام بالحركة دون تفكير في كل خطوة ومنها، وعلى ذلك فإن التدريب على الحركة بشكل مستمر مهم لتثبيت طريقة الأداء واكتساب المهارة في الحركة الرياضية الممارسة.

  • الخطوة الخامسة (التقدم بالمهارة أو الحركة الرياضية الممارسة): حيث قد تمون الحركة الرياضية عبارة عن وحدة متكاملة ذات معنى متكامل، حيث لا يمكن تجزئته، فعلى سبيل المثال مهارة التصويب على السلة باليدين من وضع الثبات، فهذه الحركة لا يمكن أن تتجزأ أو تنقسم إلى مهارات أبسط من شكلها من الشكل الكلي للتصويبة، وبناءً على ذلك يبدأ تعليم هذه الحركة عن طريق شرحها وأدائها بأكملها، ثم يكون التقدم بعد وقت التدريب الكافي لتثبيت المهارة؛ وذلك بالمطالبة بالدقة والتصويب من زوايا مختلفة ومسافات أطول.

أما في حالة كان الحركة الرياضية متعددة ذات مهارات متعددة على أن يمكن تجزئتها إلى عدة مهارات وأجزاء، فعلى سبيل المثال السباحة، فإن البدء في تعليمها يكون يتناول جزء أ مهارة من المهارات المتكاملة مثل حركة الرجلين، حيث يجب تعليم هذا الجزء والتدريب عليه لإتقانه وتثبيته، ثم التقدم بتعليم الحركة عن طريق تعليم وحدة مهارية أخرى مثل حركات الذراعين، ثم التدريب على هذه المهارة، ثم العمل على ضم المهارتين مع بعضهما؛ أي بشكل جماعي.


شارك المقالة: