ما هي العلاقة بين الألعاب والتنظيم الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الألعاب والتنظيم الاجتماعي في علم الاجتماع الرياضي:

إن مفهوم الألعاب في علم الاجتماع الرياضي هو عبارة عن اشتراك عدد من الأفراد الرياضيين في نشاط اجتماعي منظم ومحدد بشكل مسبق بهدف ممارسة الألعاب، كما يتضح أن جوهر الألعاب هو اللعب، ولكنه منظم ومن خلال إطار اجتماعي؛ أي يجب أن يتم مع فرد رياضي (لاعب) آخر، على عكس اللعب الذي يمكن للفرد الرياضي أن يقوم في ممارسته مع نفسه أو مع دميته أو مع كرته.

كما أن إيجابية الألعاب وديناميتها تتضمن مادة اللعب كأساس لها؛ أي بمعنى أن الإنسان الرياضي يمكن أن يلعب دون أن يقوم بممارسة لعبة من ألعاب، كأن يلعب بطريقة اجتماعية (عقلية، لفظية، تخيلية)، ولكنه لا يستطيع أن يشترك في ألعاب حقيقة دون لعب، حيث أن اللعب متطلب قبلي للألعاب، كما أن من أهم الخصائص الأساسية للألعاب تتلخَّص في السلوك الوصفي؛ أي بمعنى إمكان القيام بوصفها لمن لا يعرفها، حتى يمكن أن تتكرر إلى عدد من المرات، كما يتضمن الوصف قواعدها بالطبع، المشاعر وروح النشاط الرياضي؛ أي بمعنى أن لكل لعبة من الألعاب مشاعرها المصاحبة التي يتوقعها اللاعبون بحيث تتميز بروح خاصة تشكلها.

كما أن الوظيفة الاجتماعية للألعاب الحركية هي عبارة عن مجموعة من الظروف والعوامل الاجتماعية التي تتضمنها عمليات التنشئة الاجتماعية، فعلى سبيل المثال يقوم الفرد الرياضي بممارسة لعبة رياضية منظمة، حيث أن عليه أن يقوم بلم كل أدوار الأفراد الرياضيين المشتركين معه في اللعبة من حيث الحقوق والواجبات، حيث يتحدد دور كل لاعب رياضي من خلال تنظيم بقية الأدوار التي تتشكل منها في اللعبة، كما أن المعطيات التربوية للألعاب تكون أفضل منها في اللعب الحر، وبشكل خاص الأفراد الرياضيين في سن المدرسة.

كما أوضحت الكثير من الدراسات المتصلة بتقصي الألعاب وأنشطة الفراغ في المجتعات المختلفة، أن هناك ارتباطاً قوياً بين الألعاب وتعلّمها ومكانتها وبين العادات والتقاليد والأعراف والدين، ومعايير التميز الاجتماعي والطبقي، والظروف الاقتصادية، والأدوار الجنسية، ولعلّ من أهم ملامح الألعاب هو وجود البراعة الحركية التي تميزها عن اللعب، حيث أنه تم اكتشاف أن براعة اللعب تضعه في مكانة ثقافية رفيعة وإن كانت محلية.

كما أن الغرض الأساسي لدراسة مفهوم الألعاب يقوم على وجود الاعتقاد بأن المجتمعات الرياضية والمجتمعات بأكملها تقوم ببذل كل جهدها لقيام بالتحكم في مصائرها، عن طريق القيام بالمشاركة التطبيقية للألعاب والأنظمة الرياضية؛ وذلك لأن درجة تعقد الألعاب تُعبّر عن واقع القيم الثقافية، كما تعكس مكانة المجتمع الرياضي على مدراج التطور.

كما أن الألعاب هي أحد أشكال التنظيم الاجتماعي الرياضي للظاهرة الحركية لدى الإنسان الرياضي، حيث أنها عبارة عن طور متقدم من اللعب، حيث أنها أكثر تنظيماً والأرفع مهارة، كما أن الألعاب الرياضية هي عبارة عن نشاط ذو شكل خاص جوهره وجود المنافسة المنظمة من أجل قياس القدرات وضمان أقصى تحديد لها، حيث أنّ أهم ما يميز الألعاب الرياضية أنها عبارة عن تنظيم اجتماعي فكرها قائم على فكرة النشاط الرياضي التنافسي.

كما أن الألعاب هي عبارة عن نشاط التدريب البدني بهدف تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في المنافسة من أجل الفرد الرياضي، وإنما من أجل الرياضة في حد ذاتها، كما تتميز الألعاب الرياضية عن بقية ألوان النشاط البدني بالاندماج البدني الخالص، حيث من دونها لا يمكن أن تعتبر النشاط رياضة أو ننسبه إليها، كما أنها مؤسسة أيضاً على قواعد دقيقة لتنظيم المنافسة بعدالة وبكل نزاهة، حيث أن هذه القواعد تكوَّنت على مدى التاريخ سواء قديماً جدا أو حديثاً، كما أن الألعاب الرياضية هي عبارة عن نشاط رياضي بدني يعتمد بشكل أساسي على الطاقة البدنية للأفراد الممارسين، وفي شكله الثانوي على عناصر مثل الخطط وطرق اللعب.

حيث تم وصف الألعاب الرياضية بأنها نشاط رياضي مفعم باللعب تنافسي، داخي أو خارجي المردود أو العائد، حيث تتضمن وجود أفراد أو فرقاً تشترك في مسابقة رياضية، حيث تقر النتائج في ضوء تحقيق التفوق في المهارة البدنية والمهارة الخططية، كما أنها تُعبّر عن النموذج المثالي للرياضة والتي من أهم أمثلتها (كرة القدم، ألعاب القوى، الملاكمة، السباحة).

كما أصبحت الألعاب الرياضية تعتمد بشكل كلي على وجود القدرات والقابليات والإمكانات البدنية والحركية التي تنتج من توظيف جيد لمعطيات الجسم الإنساني بشكل أساسي، بينما تكون أنماط الضبط الاجتماعي وأنماط الضبط الثقافي في سياقات النشاط الرياضي.


شارك المقالة: