ما هي العلاقة بين التغذية الراجعة والسلوك الحركي في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن التغذية الراجعة في الرياضة:

إن التغذية الراجعة مهمة لاكتساب المهارات من قبل الفرد الرياضي سواء كان لاعب أو مدرب، حيث يوفر التوجيه والأهداف ويساعد الفرد الرياضي على ضبط أدائه وتنفيذ المهارات أثناء تقدمه خلال مراحل اكتساب المهارات الحركية، حيث يوجد عدة أنواع للتغذية الراجعة في الرياضة، وأهمها (ردود الفعل الجوهرية داخل الفرد الرياضي المؤدي، ردود الفعل الخارجية وهي ردود الفعل من خارج الفرد الرياضي المؤدي، ردود الفعل المتزامنة أثناء اللعبة الرياضية)، حيث ستؤثر قدرة وخبرة اللاعب الرياضي المؤدي ونوع المهارة على نوع التعليقات المقدمة من قبل المدرب الرياضي.

فإن ردود الفعل السلبية هي عبارة عن تعليقات تصحيحية حول السلوك الفرد الرياضي السابق، وردود الفعل الإيجابية هي عبارة عن تأكيد التعليقات حول السلوك الفرد الرياضي السابق، حيث يقصد بالتغذية سلبية للأمام أنها تعليقات تصحيحية حول الأداء المستقبلي، أما بالنسبة إلى التغذية الإيجابية، فهي عبارة عن تأكيد التعليقات حول السلوك الفرد الرياضي المستقبلي.

كما يُعد تقديم التعليقات فرصة لإعلان الأمور بشكل علني حتى يمكن حل المشكلات وإيجاد طرق للعمل معاً بشكل أفضل،  وعلاوة على ذلك، يمكن أن تمنع التعليقات المنتظمة حدوث التعارض في المقام الأول، ويمكن حل المشاكل الصغيرة قبل أن تتاح لها فرصة التصعيد إلى شيء أكبر.

حيث تأتي ردود الفعل الخارجية من مصادر خارجية خارج الفرد الرياضي، وهذا عندما لا يتم إعطاء التغذية الراجعة مباشرة بعد أداء المهارة، وبدلاً من ذلك يتم تقديمه لاحقا كطريقة لتوضيح نقطة مهمة، حيث يمكن استخدام الوسائل المرئية مثل مقاطع الفيديو الخاصة بأداء الرياضي لإثبات نقطة محددة بشكل أكبر.

كما يتم توفير التغذية الراجعة الخارجية من خلال مصادر خارجية أثناء الأداء الرياضي الممارس أو بعده، حيث يتضمن الأشياء التي يمكن أن يسمعها  اللاعب الرياضي المؤدي أو يراها، فعلى سبيل المثال، يمكن للاعب كرة السلة على كرسي متحرك سماع ردود الفعل اللفظية من المدرب، والتعليقات من زملائه، ورد فعل المتفرجين وقرارات الحكم.

أما بالنسبة إلى ردود الفعل الداخلية هي عندما يتم إخبار الرياضي أو إخبار نفسه بمعالجة المتطلبات الداخلية لمهمة رياضية محددة وفي المقابل، ردود الفعل الخارجية هي عندما يكون للتغذية الراجعة أو الفكر علاقة بالنتيجة الخارجية، ومثال على ذلك هو إخبار اللاعب بضرب الكرة فوق الشبكة أو سحب الكرة.

حيث يتم اختبار ردود الفعل الإيجابية عندما يحقق اللاعب الرياضي الأداء النتيجة المرجوة، فعندما يمرر لاعب الرجبي الكرة، فإنهم يتلقون ردود فعل إيجابية عندما يرون أن المتلقي يمرر الكرة بنجاح، وبالمثل، يتلقى لاعب الجمباز ردود فعل إيجابية عندما يشعر بأن السطح الكامل للشعاع يصطدم بقدمه عندما يهبط بدقة بعد الدحرجة.

كما تحدث ردود فعل سلبية عندما لا يحقق  اللاعب الرياضي المؤدي النتيجة المرجوة، فعندما يسدد لاعب كرة الشبكة وترتد الكرة عن الحافة وتخطئ يتلقى اللاعب ردود فعل سلبية، حيث إن هذا يشجع مطلق النار على تعديل أسلوبه في اللقطات المستقبلية، فعندما ينزلق متزلج التعرج على الجليد ويتعطل، فهذه ردود فعل سلبية، ومرة أخرى يمكن لفنانين الأداء ضبط أدوار اللاعبين عند التشغيل التلقائي بناءً على الخطأ الذي ارتكبه.

فإن مفتاح استخدام الملاحظات الإيجابية والسلبية على النحو الأمثل هو الحكم على الأداء وكذلك النتيجة، لذلك فإن لاعب التنس الذي يخسر مباراة تنس ولكنه يخدم بنسبة عالية جدًا في الإرسال الأول يتلقى ردود فعل إيجابية وسلبية.

فقد افترض علماء علم الاجتماع الرياضي بأن طالما يتم القيام بعمل أو أداء رياضي محدد، فإن المعلومات يتم تجميعها وتخزينها في الذاكرة في أربع مجالات هامة، وهي:

  • الظروف البيئية التي تبدأ فيها الحركة، مثل (وضعية الجسم أو درجة الحرارة).
  • المتطلبات التفصيلية أو المحددة الخاصة بأنماط الحركة الرياضية، مثل (السرعة، الوقت، الفراغ، القوة).
  • المخرج النهائي من الحركة ومعرفة النتائج، مثل (مقارنة النتيجة الفعلية مع النتيجة المنوي الحصول عليها).
  • المعلومات الحسية المترابطة بالحركة، مثل (كيف بدأ الشعور، كيف كان مظهرها، كيف بدأ صوتها).

العلاقة بين التغذية الراجعة والسلوك الحركي في الرياضة:

إن على الأفراد الرياضيين أخصائيين السلوك الحركي أن يفهموا متى يواجه الفرد الرياضي تعلم مهارة جديدة، بغض النظر عن وجود تشابه أو اختلاف، فسوف يكون وجود انخفاض في الأداء الأولي أو الأداء الأساسي، فعلى سبيل المثال عندما يتعلم الفرد الرياضي كيفية توصيل الكرة بشكل مستقيم في لعبة البولينج، فإن نقاط ونتيجة كبيرة يمكن تحقيقها، حيث بدأت الأوضاع العلمية الحركية بأن تحسن الفرصة من أجل أن يحدث التغذية الراجعة الإيجابية، ويوجد عدة نقاط توضح طبيعة العلاقة بين التغذية الراجعة والسلوك الحركي في الرياضة، وهي:

  • استخدام تداخل المحتويات في الاستراتيجية التعليمية يسهل عملية تعلم المهارات الرياضية باختصار، حيث أن استخدام تداخل المحتويات؛ أي بمعنى استخدام محتويات مختلفة من خلال التطبيق العملي، في استراتيجية تعليمية رياضية محددة تشمل ابتكار بيئة تطبيق عملي، يتم فيها تطبيق أو ممارسة مهارات رياضية متعددة ومختلفة في بيئات مختلفة، كما أن عدم وجود قابلية التنبؤ بعرض المهارة داخل أو خارج المحتوى الرياضي تقدم محتوى تطوراً قوياً لاستراتيجيات معرفية وواقعية في بيئات رياضية نشطة.
  • التنويع باستخدام نفس المهارة الرياضية يمكن تقديمه أو توفيره، فبناء حصة تطبيق عملي في رياضة كرة القدم التي تشمل رفع الكرة حول الأقماع، وحول الأفراد الرياضيين الثابتين وحول الأفراد الرياضيين المتحركين، ثم دحرجة الكرة، ثم تمرين الضغط، ثم دحرجة الكرة مرة ثانية ثم عمل الدحرجة حول الأطواق والأعلام، حيث أن هذه كله يسهل وجود التنويع داخل الملاعب الرياضية.
  • إن الكثير من التغذية الراجعة الخارجية قد تقود الفرد الرياضي إلى الاعتماد على التغذية الراجعة، بدلاً من تطوير معالجة معرفية ووسائل داخلية من أجل التغذية الراجعة، فإن التغذية الراجعة الخارجية هي عبارة عن معلومات يتم تقديمها للفرد الرياضي من قبل شخص آخر.

ففي بيئة التطبيق العملي من المهم توفير وتقديم تغذية راجعة كافية؛ وذلك لتوفير السلوك الحركي الموجه نحو الهدف بالنسبة للفرد الرياضي، ولكن ليس بمقدار مفرد بحيث يجعل الفرد الرياضي يعتمد على التغذية الراجعة إلى حد إلحاق الأذى من ضرورتها للقيام بالأداء الحركي؛ عن طريق تقليل تكرار التغذية الراجعة، فإن الفرد الرياضي يستطيع تطوير المعالجة المعرفية التي تسهل عملية نقل الحركات الرياضية.

حيث يتم اختبار ردود الفعل النهائية من قبل المؤدي بمجرد اكتمال الحركة، فعلى سبيل المثال، يتلقى لاعب الكريكت ملاحظات نهائية حول جودة تسديدته بمجرد وصول الكرة للحدود، كما أن التغذية الراجعة تحفز الأفراد الرياضيين على تحسين أدائهم الوظيفي من خلال تعزيز القدرة، وتشجيع الجهد، والاعتراف بالنتائج، إذا تم تضمينها في استراتيجية إدارية وتم تقديمها باستمرار، ويمكن أن تقلل الملاحظات الفعالة من أخطاء الموظفين وتعزز الأداء وتزيد الكفاءة داخل مكان التدريب الرياضي.

كما تعد التغذية الراجعة الفعالة وفي الوقت المناسب عنصرًا حاسمًا في برنامج إدارة الأداء الرياضي الناجح، ويجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع تحديد أهداف الأداء، فإذا تم تقديم ملاحظات فعالة للأفراد الرياضيين حول تقدمهم نحو أهدافهم، فسوف يتحسن أداء الفرد الرياضي.


شارك المقالة: