العلاقة بين الثقافة والأنشطة الرياضية في علم الاجتماع الرياضي:
يعتبر اللعب من أقدم الأنشطة الحركية التي قام بها الانسان في الزمن القديم، كما تؤكد الظواهر الحقيقية أن هناك حيوانات صغيرة كانت تميل إلى اللعب، وهذه الحيوانات لا تفهم معنى اللعب ولا معنى الثقافة الرياضية، كما احتل مفهوم اللعب مساحة كبيرة من الدراسات التربوية والاجتماعية والنفسية، حيث فسّر بعض علماء علم النفس الرياضي وعلماء علم اجتماع الرياضي، إن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى اللعب بمختلف أنشطته هو التعبير عن الغرائز، حيث أن الإنسان الرياضي يُعبّر عن غرائزة من خلال طريقة اللعب.
كما أن اللعب بمختلف نشاطه هو استخدام لطاقات الانسان الرياضي المتراكمة ولقدرات غير مستخدمة في الحياة، وهو أيضاً ممارسة الحياة بكل جوانبها، كما أن اللعب يمكن أن يُعبّر عن عواطف أو أفكار أو رغبات أو احتياجات الأفراد الرياضيين، كما أن هناك نظريات أفادت وقامت بالتأكيد على القيمة التربوية للترويح الرياضي من خلال اللعب، كما أن الإنسان يحتاج إلى اللعب كوسيلة يمكن من خلالها أن يستنفد طاقته الحيوية والحركية، وأن اللعب من أهم العوامل التي تساعد العضلات على الاسترخاء والراحة.
كما أن إحدى الدراسات التي قام بها الباحثين بين أهمية الدورالذي تقوم به الألعاب في تنمية الفرد، حيث أن هناك مجموعة من الاستجابات في نمط اللعبة، حيث يستقبل الفرد الرياضي مثيرات معينة وردود فعل الأفراد الآخرين، كما أن يجب عند ممارسة اللعبة يمكن أن يوضح له الأدوارالمختلفة؛ ليقوم باللعب الذي يساعده على النمو الطبيعي كما أن الأدوار بين الأفراد الرياضيين يشبع حاجات الفرد الرياضي.
أمّا بالنسبة إلى اللاعب الممارس للألعاب المختلفة، فإن هذه الألعاب تعمل على امتصاص قوة اللاعب في نشاط هو يحبه ومهتم به، كما أنها لا تسعى إلى تحقيق النفع والفائدة والمادية، إنما تتعدى بقواعدها وأنظمتها حدود المكان والزمان، وفقاً لقوانين معينة محددة، وبطريقة مختلفة منتظمة، حيث أن هذه الألعاب تساعد على تكوين الجماعات الرياضية المختلفة ذات الأهداف الخاصة.
أما بالنسبة إلى الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها وأصنافها ترتبط إرتباطاً وثيقاً مهماً بأشباع وقت الفراغ، كما أنها تدلى على النمو المعنوي، ولذلك اهتم كثير من الناس بالإنشطة الرياضية الحركية بصفة عامة، حيث أصبحت الرياضة ظاهرة علمية للقيام بالبحوث بهدف توضيح العلاقة بينها وبين الثقاقة وبين المجتمع.
كما أن تعتبر الرياضة كنظام اجتماعي حركي يقيس كثيراً من الأبعاد الاحتماعية الموجودة في حياة الرياضية، حيث تركز وظيفة الرياضة أنها مضامين خاصة بالقيم الاجتماعية والمعتقدات التي يمكن من خلالها التعبير عنها، حيث تُعدّ الرياضة مرآة للمجتمع الثقافي الرياضي الحركي البدني التي تعكس عناصر الحياة الاجتماعية؛ لأنها توضح العلاقات الاجتماعية الثقافية المتعلقة بالإنسان الرياضي.
كما أن تلعب الرياضة الثقافية من جانب الآخر وهي المنافسة، حيث تلعب دوراً مهماً وكبيراً قي بعث ونشر روح التحدي من جديد بين اللاعبين، كما أنها تبث وتنشر روح التحدي أثناء تعلم الأنشطة الحركية المعقدة، فالمنافسة تعني للاعب الرياضي الفوز والنجاح، حيث لا يأتي الفوز للفريق بدون تعاونهم مع بعضهم البعض، كما أن التعاون يساعد على تحقيق النجاح وإزكاء روح الشعور الرياضي الواحد والانتماء الجماعي، حيث كل هذا يؤدي إلى تحسين مستوى الأداء لحدوث التفاعل الاجتماعي الرياضي.
كما تعد الرياضة نظاماً اجتماعياً يعكس كثيراً من الأبعاد الاجتماعية الموجودة في الحياة، فعلى سبيل المثال تعد لعبة كرة القدم أحد أهم الأنشطة الرياضية لكل الأفراد العالم أجمع، حيث يحتوي هذا النشاط على الكثير من الأسس التي يقوم عليها الرياضة مثل المنافسة والتعاون، كما أنها تتيح للاعبين فرصة التفاعل مع بعضهم البعض واكتساب الخبرات ونموّها، سواء كانت مكتسبة عن طريق اللاعبين أو المدربين أو معالج الفريق أو الجمهور المشاهد؛ ممّا يحقق في النهاية تنشئة اجتماعية وثقافية لأعضاء الفريق الرياضي.
كما أنه بشكل عام المحصلة الناتجة من ممارسة الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها، سواء كان على المستقبل القريب أو على المستقبل البعيد، هي محصلة ثقافية رياضية متكاملة، كما أنه نأخذ في عين الاعتبار الجوانب النفسية والجوانب البيولوجية والجوانب البدنية الحركية، حيث يجب أن ننظر إلى أنشطة الرياضية نظرة عامة وشاملة من منظور أفعال الفرد الرياضي، ومن ثم ما يقوم به الفرد الرياضي من ممارسة لإنشطة رياضية مختلفة، كما نؤكد أن العلاقة بين الرياضة والثقافة جاءت من أسباب كثيرة منها، أن الرياضة مسببة لتطور الاتجاهات والقيم والأخلاق زكيفية تشغيل وقت الفراغ فيما ينفع الأفراد ويبعدهم عمّا هو ضار بصحتهم.