ما هي العلاقة بين الرياضة وإشباع الحاجات الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الرياضة وإشباع الحاجات الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي:

يؤكد علم الاجتماع الرياضي أن الجانب الأكبر من الشخصية الإنسانية الرياضية يستند إلى التنظيم الاجتماعي الثقافي الذي يوجد الفرد الرياضي في إطاره، حيث يرغب الفرد الرياضي (اللاعب) في أن يكون دائماً موضع قبول من الأفراد الآخرين، وبشكل خاص في مراحل الطفولة، ولهذا فإن موقف الجماعة الرياضية منه ومدى ارتباطها به بمنزلة قوى اجتماعية منظمة لشخصيته الرياضية سواء بالقبول أو بالرفض.

كما يلعب مفهوم الإنسان الرياضي عن نفسه دوراً مؤثراً في كيفية التقليل من عامل التناقض الذاتي (بين الفرد ونفسه)، حيث يعزز ذلك توقعات الفرد الرياضي من السلوك الاجتماعي المقبول، والذي يفترض أن يصدر منه خلال تفاعله مع الجماعة الرياضية، وبذلك يرتبط قبول الفرد الرياضي لنفسه بقبوله داخل الجماعة الرياضية أو الفريق الرياضي، وهذا يعني أن القبول كحاجة اجتماعية رياضية متصل بطبيعة المواقف الاجتماعية والإطار الثقافي الذي يعيشه الفرد الرياضي (لاعب أو مدرب).

حيث إن العمل على تهيئة الجماعة جماعة صالحة وملائمة، مثل جماعة اللعب الرياضي أو الفريق الرياضي يتيح للفرد الرياضي تشكيل مفاهيم مهمة وسوية لتشكيل شخصية الطفل الرياضي، مثل صورة الفرد الرياضي عن جسمه، وصورة الفرد الرياضي عن حركته، وذلك بخلاف الجماعات الرياضية غير صالحة؛ أي بمعنى جماعة الشلل المنحرفة التي تعمل على تعزيز السلوك المنحرف.

كما يتحقق انتماء الفرد الرياضي سواء كان لاعب أو مدرب للجماعة الرياضية (الفريق الرياضي)، من خلال العمل على إشباع احتياجات الفرد الرياضي من خلال الجماعة الرياضية، كذلك من خلال استعداد الفرد الرياضي للقيام بدوره كعضو في الجماعة الرياضية، ومن خلال ثقة الفرد الرياضي (اللاعب أو المدرب) في كيفية اشتراك مفاهيمه الرياضية والاجتماعية مع مفاهيم الجماعة الرياضية (الفريق الرياضي).

وكما أنَّ من نتائج انتماء الفرد الرياضي إلى الفريق الرياضي الذي يلعب فيه باعتبار الفريق الرياضي جماعة صغيرة ومنظمة ومنسقة ومترابطة، وتقوم على أسس اجتماعية سليمة، أن يصبح الفرد الرياضي (اللاعب) ما يرغب في عمله الرياضي هو نفسه ما يدركه، وذلك باعتباره مطلباً ناتجاً عن دوره الاجتماعي، فإذا ما خرج من الملعب الرياضي إلى الواقع الحياتي والاجتماعية باعتباره إطاراً مرجعياً عاماً، فإن انتماؤه لهذا الواقع يتوقف على اعتقاده بأنه صاحب دور في عالم الواقع، حيث أن هذه العملية أشبه ما تكون بأسلوب السيكو الدراما، حيث توظف الدراما التمثيل في مساعدة أصحاب المشكلات النفسية والاجتماعية في التخلص منها، حيث أن أرضية الملعب تعطي الفرد الرياضي شعوراً أكثر واقعية من ذلك الذي يشعر به وهو واقف يمثل.

كما أن اللاعب الرياضي الذي يكتسب اتجاهات مقبولة نحو فريقه أو ناديه الرياضي مثل الفخر والولاء، حيث يعمل على تحسين وتطوير مكانته من خلال تحسين دوره الاجتماعي، ممّا يدفع زملاءه اللاعبين إلى القيام بأدوار مماثلة، حيث أن هذا يعمل على تعزيز تماسك ووحدة الفريق الرياضي، حيث أن الدور الأكبر في توفير المناخ الاجتماعي السليم حيث يتوقف على المربي والقائد الرياضي، وتتدرج عملية الولاء من النادي الرياضي إلى القرية أو المدينة أو المحافظة أو المنطقة التي يتبعها إلى أن تصل به إلى الولاء لوطنه والانتماء له.

ففي حالة كان لشخص رياضي معين مجموعة من الحقوق والواجبات المحددة والمعترف بها داخل نسق اجتماعي رياضي متكامل، فإن هذا الشخص الرياضي يحتل وضعاً اجتماعياً متميزاً داخل هذا النسق أو مركزاً اجتماعياً واضحاً، حيث يطلق عليه المكانة الاجتماعية؛ لأن فترة اللعب الرياضي غالباً ما تكون طويلة، فإن اتصال الفرد الرياضي بالجماعة الرياضية من العوامل الأساسية الهامة التي تساعد على إدراك مفهوم الذات الرياضية، حيث يجد اللاعب الرياضي نفسه متميزاً أو مختلفاً عن أقرانه ورفقائه في الجماعة الرياضية، كما أنه مع استمرار نمو الفرد الرياضي وتطوره فإنه يحاول أن يمتد بذاته خارج إطاره الشخصي، حيث يعمد إلى لفت انتباه من حوله من الأفراد الرياضيين؛ ليؤكد مكانته الاجتماعية.

كما يتيح النشاط الرياضي عدة فرص طيبة ومتنوعة تناسب جميع فئات الأفراد الرياضيين، للتعبير عن القدرات واكتساب الأدوار آملاً في المكانة الاجتماعية للفريق الرياضي، كما يعاني الأفراد الرياضيين وبخاصة الأفراد الرياضيين المراهقين في مظاهر لفت النظر، حتى لو من خلال اللجوء إلى أساليب غير مقبولة في سبيل تحقيق ذلك، ممّا يسبب له ولمن حوله بعض المضايقات والمتاعب، كما يعد النشاط الرياضي مناخاً تربوياً ومتنفساً مقبولاً لتحقيق المكانة الاجتماعية، كما يتميز النشاط الرياضي بخصائص تفضله عن غيره، وذلك لأنه قادر على مناسبة جميع الأعمار وفي كل الظروف.


شارك المقالة: