ما هي العلاقة بين الرياضة والأقليات في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين الرياضة والأقليات في علم الاجتماع الرياضي:

إن الرياضة وأنشطتها ليست مكاناً للتنقية من واقع الحياة الاجتماعية الصعبة، حيث تعاني الرياضة أكثر ممّا يعانيه المجتمع بأكمله، كما أنها تتمتع بما يتمتع به المجمتع بأكمله، كما قال علماء علم الاجتماع الرياضي أن الرياضة هي عبارة عن نقاء الحياة الاجتماعية من الصعوبات الاجتماعية، حيث أن المجتمع الرياضي الذي يعاني من مشكلات الفقر، العنصرية، لن تكون الرياضة مجرد طريقه لهروب أفراده الرياضيين من الواقع المرير، كما أن ستتحول ملاعب المجتمع الرياضي إلى ساحات قتال مناسبة لحدوث الصراع الاجتماعي، العنف، العدوان والعدوانية.

حيث أنه في حالة انتشرت أعمال العنف في المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله سوف تتأثر الرياضة وأنظمتها وقوانينها، كما تتحول الأجواء الرياضية السائدة إلى موطن لحدوث الفساد الاجتماعي، كما يتميز تاريخ الإنسان الرياضي بأنواع من التميز بين البشر، وأهمها التمييز العنصري، حيث يعتبر من أشد أنواع التميز وأشدها خطورة على حياة الإنسان الرياضي.

كما عانى الكثير من الأفراد الرياضيين ذات الطبيعة البشرية الملونة في مختلف دول العالم من عوامل التميز العنصري الاجتماعي، حيث كانت البشرة البيضاء تضع الأفراد الرياضيين في مرتبة عليا، ففي مجال أنشطة الرياضة سواء كانت أنشطة جماعية  أو فردية عمل الأفراد أصحاب البشرة السوداء كخدامين لدى أسيادهم من الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة البييضاء.

حيث خلال إجراء مقارنة بين الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة السوداء والأفراد الرياضيين أصحاب البشرة البيضاء ظهر أن الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة السوداء قد تميزوا بالخصائص التالية:

  •  أجسام  الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة السوداء تتناسب الأنشطة الرياضية أجزاؤها بطريقة تختلف عن أجسام الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة البيضاء، حيث يتميز الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة السوداء بطول أذرعهم وأرجلهم، جذعهم أقصر، ولديهم أوتار أكثر وعضلات أقل.
  • أجسام الأفراد الرياضيين أصحاب السوداء تؤدي وظائفها ومهامها بطريقة تختلف عن أجسام  الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة البيضاء، كما أن نمو أجسامهم يكون بشكل أسرع، وطاقاتهم الرئوية تكون منخفضة، كما تميل أجسامهم  إلى مد العضلات، كما أنهم يقومون بالتخلص من وجود الحرارة بدرجة أكثر  حيث أنهم لا يقومون بإفراز العرق، كما أنهم يتميزون بالقدرات الإيقاعية والإبداعية عن الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة البيضاء.
  • للأفراد الرياضيين أصحاب البشرة السوداء القدرة على تحقيق الاسترخاء البدني والمهاري والحركي تحت ظروف الضغط الاجتماعي.

كما يوجد ظروف اجتماعية مختلفة في التطبيع الاجتماعي الرياضي لدى كل من الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة السوداء وأصحاب البشرة البيضاء، كما يوجد فروقات في التكوين والتطوير الشخصي الرياضي ترجع إلى الفروق العرقية الموجودة، حيث أنها تؤثر في اتجاهات التفضيل الرياضي لمختلف أنشطة الرياضية، حيث أن الأفراد الرياضيين أصحاب البشرة السوداء يميلون إلى التأكيد على التوجيه الفردي للنشاط الرياضي أكثر من التوجيه الجماعي للنشاط الرياضي، حيث أنهم يميلون إلى التركيز على الأسلوب في أداء الستايل والأداء، كما أنهم يعكسون طاقة اجتماعية أو قدرة التوجه الاجتماعي الشخصي.

حيث أنه في كرة القدم الأمريكية وكرة القاعدة والبيسبول استخلص أن اللاعبين الرياضيين أصحاب البشرة البيضاء يتمركزون المراكز الاجتماعية الحساسة والفاعلة في الفريق الرياضي أو الجماعة الرياضية، كما أن هناك علاقات اجتماعية إيجابية بين المراكز الرئيسية للاعبين ووظائف قادة الفرق الرياضية في رياضات (كرة القدم، كرة القدم الأمريكية، كرة القاعدة، كرة الهوكي).

كما أنه تم اعتبار الرياضة إحدى محطات الاعمل الاجتماعي والعمل المهني للأقليات في مجال التسلية والفرح، ولاكتساب مكانة اجتماعية مقبولة في المجتمع الريضي، حيث أن جماعات الأقليات الاجتماعية في أنحاء كثيرة من العالم قامت بتوسعة أداءتها الرياضيية إلى مسافات بعيدة أبعد بكثير من حجمها الاجتماعي الصحيح، حيث أن جماعات الأقليات تنظر إلى الرياضة ونشاطها وأنظمتها على أنها إمكانية التعديل الموضوعي الاجتماعي العادل للنشاط الاجتماعي الرياضي.

كما تعد الرياضة أحد أهم الأنشطة الاجتماعية البعيدة كل البعد عن عوامل التحيز والتعصب والميول الذاتية في كيفية تقدير نتائج منافساتها، حيث إنها تعد الأساس في كيفية تقدير وتطوير النتائج في النشاط الرياضي الممارس، بحيث يكون مرجعه الأداء البدني و الأداء المهاري المتميز، كما أنه في ضوء الجهد المبذول بكل حرفية وإتقان وعلى الرغم من قبول الأفراد الرياضيين في كل الأوساط الرياضيية التابعة للمجتمعات، إلا أنها الرياضة لقت العنف والتفرقة والعدوانية، ممّا دعا الكثير من الأفراد الرياضية إلى القيام  بالهجرة واللعب تحت أعلام وجنسيات دول أخرى.

ومن أهم الأمور التي جذبت انتباه علماء علم الاجتماع الرياضي في مجال التربية الرياضية والتربية البدنية، وجود الاهتمام الواضح والكامل الذي يقوم بإظهاره الأفراد الرياضيين الجانحون بالرياضة وأنشطتها، حيث أنه تم تفسير الرياضة أنها عبارة عن مظهر اجتماعي يميزهم بين طبقات وفئات المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله، كما أنه تم توضيح هذا الاهتمام بالنشاط الرياضي بعد أن تعددت حالات الأفراد الرياضيين الجانحين المتفوقين رياضياً؛ ممّا اضظر علماء علم الاجتماع الرياضي إلى  القيام بإجراء التصريح بأن عملية الاشتراك في الرياضة وأنظمتها وأنشطتها لا يعني بصورة ضرورية أن ينتسب الفرد الرياضي، سواء كان لاعب أو مدرب  إلى ثقافة الاجتماعية والرياضية للأفراد الرياضيين الجانحين.

كما أنه من جهة ثانية يشير علماء وخبراء علم الاجتماع الرياضي إلى أن السبب في حدوث السلوك الاجتماعي المنحرف  لدى الكثير من الأفراد الرياضيين، حيث أنه يرجع إلى افتقارهم إلى تواجد فرص للتعليم الرياضة وأنشطتها وأنظمتها، كما يرجع إلى القيام بممارسة الألعاب الرياضية الحركية بطريقة مقبولة اجتماعياً، حيث أنّ ذلك لأن جزءاً كبيراً من التدريب الرياضي الاجتماعي الأساسي للفرد العادي يمكن أن يحدث من خلال ممارسة الألعاب الرياضية والتي تتم من خلال عملية توجيه ورعاية واهتمام الأفراد الرياضيين، احتياطاً لأي انحراف سلوكي أو اجتماعي أو رياضي حركي من خلال قيادة تربوية اجتماعية واعية مؤهلة.

حيث أنها تقوم بتصفية الاختلافات المنتشرة في جميع أنحاء العالم من الشباب المراهقين، حيث يتم التعويض عنها بالفرق الرياضية وأنشطة التنافس الرياضي الاجتماعي، كما أن صلة ربط الرياضة بالجنوح والأقليات الاجتماعية ما زال يحتاج إلى المزيد من الدراسات وجهود بحثية متتابعة ومتكاملة لاستخلاص طبيعة هذه العلاقة والوقوف على أبعادها والعوامل المؤثرة فيها، كما يوجد عمليات اجتماعية التي من شأنها تقلل من سلبيات الأقليات الاجتماعية الرياضية والتي تعمل على مساندة الحراك الاجتماعي وأهمها:

  • عمليات التطبيع الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية على قيم ومعايير وأنماط سلوك الطبقة الاجتماعية الوسطى.
  • توفير رعاية الأفراد الرياضيين من خلال فرص التعليم الرياضي والتأهيل المهني.

شارك المقالة: