ما هي العلاقة بين المنافسة والتعاون والمشاركة الفعالة في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


 العلاقة بين المنافسة والتعاون في علم الاجتماع الرياضي:

إن ممارسة الأنشطة الرياضية تلعب دوراً مهماً ومتكاملاً في كيفية تكوين شخصية الفرد الرياضي، حيث يرجع ذلك في المقام الأول إلى القيادة التربوية والعلاقات الإنسانية التي تربط الأفراد الرياضيين ببعضهم البعض، أو بين الجماعات الرياضية ببعضها البعض، كما تعد شخصية المدرب الرياضي أو مدرس التربية الرياضية من أهم شخصيات الأفراد الرياضيين، ويرجع ذلك إلى اعتباره قدوة أو قائد رياضي يحتذى به الطلاب الرياضيين، حيث أنه يمثل مجموعة من القيم الاجتماعية السليمة مثل (التعاون، الصدق، الأمانة، النظافة الشخصية).

فإن مدرسين التربية الرياضية والمدربين الرياضيين لهم رسالتهم التربوية التي لا تقل عن رسالة الأفراد المربين الآخرين ضمن المجالات الأكاديمية الأخرى، حيث أنهم من خلال التوجيه والإرشاد يستطيعون إحداث التأثير على شخصية الأفراد الرياضيين ويوجهونهم إلى السلوك السليم، كما أنهم يقومون بتثبيت ميولهم واتجاهاتهم غير المرغوب فيها، كما أنهم يلعبون دوراً حيوياً متكاملاً في تعريف الطلاب الرياضيين بمفهوم ومعنى المنافسة الشريفة وأهمية التعاون في اللعب الرياضي، ومن ثم العمل على تعريفهم بالسلوك والتصرفات التي يجب عليهم القيام بها في مختلف المواقف الحركية التي يمرون بها خلال لعبهم.

كما يجب على مدرسين التربية الرياضية والمدربين الرياضيين أن يقوموا بالاهتمام بالأفراد الرياضيين الناشئين، على أن يقوموا بغرس القيم والمبادئ التربوية والاجتماعية فيهم، حيث أنه يصعب بعد سن العاشرة حتى سن الثانية عشرة أن يقوم الأفراد بتغيير سلوكهم إذ لم يتعودوا من قبل على المحافظة على أن تكون المنافسة شريفة وعلى أصول التعاون الرياضي، كما يجب أن يتعودوا على كيفية توطيد العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين أفراد الفريق الرياضي الواحد، بالإضافة إلى تبادل الاحترام بين أعضاء الفرق الرياضية المختلفة.

وبما الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها سواء كانت أنشطة فردية مثل (التنس الأرضي، السباحة، ركوب الخيل)، أو أنشطة جماعية مثل (لعبة كرة القدم، لعبة كرة السلة، لعبة كرة اليد، لعبة كرة الطائرة)، تعد مجالاً خصباً لكسب الخبرات التربوية والمربية؛ فإنه يجب على الأفراد المربين إتاحة الفرص للطلاب الرياضيين لممارسة هذه الأنشطة الرياضية في بيئة تربوية.

كما تُعدّ الرغبة في تحقيق الفوز والانتصار والحافز للتفوق والتطلع إلى تحقيق مستوى أفضل من أهم الدوافع الطبيعية لدى الفرد الرياضي، حيث أن تحقيق هذه الدوافع يتطلب العمل على تحقيق الإنجازات، وبدوره هذا يتطلب وجود تعاون بين الفرد الرياضي (اللاعب)، ومدربه في المسابقات والألعاب الفردية مثل التنس الأرضي، ألعاب القوى المتمثلة في رمي الرمح ودفع الجلة ورمي القرص ورمي المطرقة والوثب الطويل والوثب الثلاثي والوثب العالي، تنس الطاولة، السباحة).

كما يتطلب وجود تعاون بين أفراد الفريق الرياضي عندما تكون المنافسة بين الفرق الرياضية مثل (لعبة كرة القدم، لعبة كرة السلة، لعبة كرة اليد)، حيث أنّ الكثير من الأفراد يحرزون البطولات عندما يتعاونون مع بعضهم البعض؛ أي بمعنى التعاون يساعد على نجاح المنافسة.

ويجب أن يتم الالتزام بقواعد وأصول المنافسة الرياضية من قبل الفرد الرياضي الممارس لنشاط الرياضي؛ أي بمعنى يجب أن يبتعد عن الطرق والأساليب غير الصحيحة وغير التربوية التي يكون الهدف منها هو تحقيق الفوز والانتصار، كما يجب على الفرد الرياضي عدم قيامه بإلحاق الضرر بمنافسه الذي يلعب ضده، بل يجب عليه أن يقوم باحترامه والالتزام بالروح الرياضية أثناء اللعب الرياضي الحركي.

كما أن الفرد الرياضي يستطيع أن يقوم بالتنافس مع البيئة التي يعمل بها، مثل أن يتسلق الجبال، التزحلق على الجليد، السباحة، التجديف، حيث أنه من خلال هذه الألعاب يستطيع الفرد الرياضي أن يقوم بمواجهة المخاوف والتغلب على الظروف الصعبة، كما تساعدها هذه الألعاب على اكتشاف قدراته الشخصية، وتحقيق ذاته، ومن الضروري أن يتم دراسة ثقافة البيئة المحيطة حتى يتم فهم طبيعة التربية الرياضية.

كما يجب على مدرسين مادة التربية الرياضية ومادة التربية البدنية الحركية وعلى المدربين الذين يرغبوا بتحقيق النجاح والتفوق في مجال عملهم أن يقوموا بدارسة العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية لدى الجماعات الرياضية التي يضمها المجتمع الذين يعملون فيه؛ وذلك بسبب أن المنافسة الرياضية والتعاون الرياضي يتأثر بالثقافات الرياضية، كما أصبحت التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية من أهم العناصر الفعالة في ثقافة الإنسان الرياضي وفي المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله.

العلاقة بين المنافسة والمشاركة الفعالة في علم الاجتماع الرياضي:

إن الفرد الرياضي قد لا يستطيع أن يقوم بالمساهمة والمشاركة في ممارسة الأنشطة الرياضية، حيث يرجع ذلك إلى عدة متغيرات اجتماعية، ومنها عدم وجود وقت فراغ كافي لدى الفرد الرياضي أو سوء حالته الصحية أو عدم رغبته في ذلك، كما لا يستطيع كل فرد رياضي أن يكون ضمن فريق رياضي أو منتخب مدرسي أو منتخب محلي أو منتخب قومي، إلا في حالة كان على مستوى عالي وكافي من الأداء المهاري والأداء الحركي واللياقة البدنية واللياقة الحركية، ففي حالة لم يكون يمتلك قدر كافي من المستويات الرياضية العالية؛ فأنه لا يستطيع أن يشارك في المنافسات الرياضية.

حيث يوجد الكثير من الأفراد الرياضيين يقومون بمشاركة في ممارسة بعض أهم الأنشطة الرياضية التي يميلون إليها خلال أوقات فراغهم، حيث أن هؤلاء الأفراد الرياضيين تكون استفادتهم كبيرة وعظيمة؛ وذلك بسبب أنهم يشتركون اشتراكاً إيجابياً له تأثير طيباً متكاملا على حالة الفرد الرياضي البدنية والنفسية والاجتماعية.

كما أن الكثير من الأفراد الرياضيين يقضون ساعات طويلة أمام شاشة التليفزيون؛ وذلك لمتابعة الأحداث الرياضية ومشاهدة المباريات والمسابقات الرياضية ومتابعة أحداثها، حيث أن متابعة مجريات اللعب يساعد الجمهور المشاهد في تنمية ثقافتهم الرياضية، فيمكنهم من التعرف على اللاعبين والفرق الرياضية، كما تساعدهم من التعرف على طرق اللعب والأداء وفن اللعب وخططه، كما تساعد أيضاً على التعرف على معرفة الكثير من المعارف والمعلومات المرتبطة بأحكام وقواعد وأنظمة اللعب إضافةً إلى اكتساب خبرات جديدة.

ففي ذات الوقت من الأفضل أن يشارك الفرد الرياضي اشتراكاً فعلياً في ممارسة الأنشطة الرياضية، حيث تكون مشاركته في النشاط الرياضي مشاركة إيجابية، كما يجب على كل فرد رياضي أن ينتهز كل الفرص التي تتاح لهم لممارسة الأنشطة الرياضية والأنشطة البدنية الحركية.

حيث أن المسابقات الرياضية تعمل على تنمية شخصية الفرد الرياضي وتكسبه الكثير من المزايا والقيم التربوية والاجتماعية مثل قوة الإرادة والشجاعة والتفوق والتحكم في الانفعالات والاهتمام بالمظهر الشخصي والاهتمام في النظافة الشخصية، كما يجب من خلال المشاركة الرياضية الفعالة أن يتم التعرف على قوانين اللعب الرياضي وعلى النواحي الفنية لأداء المهارات الرياضية، كما يجب أيضاً التعرف على القيم النابعة من الأنشطة الرياضية الموجهة بالإضافة إلى كيفية استخدام الاسترخاء العضلي العصبي.


شارك المقالة: