ما هي العلاقة بين مفهوم وأهداف التربية الرياضية؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين مفهوم وأهداف التربية الرياضية:

إن أهداف التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية ترتبط ارتباطا وثيقاً بمفهوم التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية، حيث أنها تتأثر بالتطور والتقدم الحضاري، كما كانت فلسفة التربية الرياضية في بعض مجتمعات دول العالم تتجه إلى تربية الأفراد والمجتمعات وإعدادهم لأنظمة الحياة الجندية، حيث كان ينظر إلى التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية على أنها وسيلة مهمة لإعداد أفراد المجتمعات للقتال، وبعد ذلك كان الهدف من التربية الرياضية إكساب الأفراد اللياقة البدنية واللياقة الحركية.

ففي عصر النهضة بدأ الأفراد الرياضيين أصحاب الحركة الإنسانية الاهتمام والعناية بالتربية الرياضية والتطلع والنظر إليها على أنها وسيلة وطريقة تربوية يجب أن يتم الاهتمام بها لنمو جسم الفرد الرياضي؛ حيث أن ذلك بسبب آثارها الطيبة على النمو العقلي وعلى الرقي والتقدم بالجانب الخلقي للفرد الرياضي (لاعب أو مدرب)، كما كانت أهداف التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية تسعى بشكل دائم إلى إحداث النمو الجسمي والنمو العقلي والنمو الخلقي والنمو الاجتماعي المتكامل.

كما أنه في العصر الحديث أصبحت أهداف التربية الرياضية ومفهوم مادة التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية تسعى إلى تحقيق النمو الشامل والكامل والمتزن لأفراد المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله، كما أن أهداف التربية الرياضية في العصر الحديث تتشابه في معظم دول العالم، حيث أنها تتابين في درجاتها وفي مهامها وفي أولوياتها نسبةً إلى أهميتها النسبية، كما أنها تتباين في طرق ووسائل تحقيقها من دولة إلى دولة ثانية، حيث أن ذلك وفقاً إلى ما تقوم بتحديده فلسفة كل مجتمع بما يتناسب ويتلاءم مع ظروفه وأوضاعه السياسة والاجتماعية والاقتصادية.

طبيعة العلاقة بين مفهوم وأهداف التربية الرياضية:

إن طبيعة ونسبة الاختلاف بدرجات متفاوتة من مجتمع إلى مجتمع ثاني، حيث قد لا يكون ذلك راجعاً في معظم الأوقات إلى اختلاف في مفهوم التعلم أو لاختلاف في النمو البدني والنمو النفسي والنمو الاجتماعي للطفل الرياضي، حيث أن هذه الأسس لا تختلف في مبادئها العامة والخاصة من مجتمع إلى مجتمع ثاني، ولكن يرجع إلى نسب ودرجات الاختلاف المجتمعات الرياضية والمجتمعات بأكملها في أنظمة تراثها الاجتماعي وفي أنظمتها السياسية والاقتصادية.

حيث يكون هذا الاختلاف هو العامل الرئيسي المهم الذي يؤدي بدوره إلى الاختلافات التي تتواجد في الأهداف التعليمية، حيث أنه من الطبيعي أن تكون الأهداف التعليمية مرتبطة بالأنظمة الاجتماعية والأنظمة السياسية والأنظمة الاقتصادية، كما أنها تتفق مع مفهوم التربية الرياضية ومع أهداف المجتمع الرياضي وفلسفته؛ أي بمعنى أن أهداف التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية يتم اشتقاقها من أهداف التربية العامة، وأهداف التربية العامة يتم اشتقاقها من فلسفة المجتمع.

فإن من الضروري أن تكون أهداف التربية أهداف مرنة وسهلة؛ أي بمعنى أن تكون قابلة للتعديل أو التطوير أو التغيير وفقاً إلى التغيرات التي تطرأ على كل مجتمع رياضي، حيث أن كل مجتمع رياضي لا يبقى بشكل دائم على نمط واحد خلال فترات الزمن، إنما التغير يحدث باستمرار نسبةً إلى أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحركية، وبسبب ذلك تم وصف المجتمع الرياضي بأنه مجتمع متغير بصفة دائمة؛ أي بمعنى أنه لا يوجد مجتمع رياضي ثابت بنسبة كبير لا يتغير.

فإن التطور الذي يلحق بالمجتمعات الرياضية يدل على أن العالم الذي يواجه الطلاب الرياضيين في الوقت الحاضر يختلف بنسب كبيرة عن العالم الذين كان يواجه الطلاب الرياضيين في الزمن الماضي، حيث يجب أن تكون الأهداف على علاقة كبيرة ومتكاملة بالوقت الحاضر، كما يجب أن تكون مناسبة وملاءمة إلى الظروف الاجتماعية التي يعيشها الطلاب الرياضيين؛ وذلك بسبب أن تكون الأهداف أهداف حركية واقعية يتم العمل على تحقيقها بشكل عملي وحركي رياضي.

كما أن أي دولة في العالم تحرص بنسب كبيرة على الارتفاع والارتقاء بمستوى التعليم الرياضي لأبنائها، حيث أنها تحرص على أن تقوم بتكريس جهودها لكي يتم تحديد أهدافها التربوية والاجتماعية بشكل واضح، ونسبةً إلى ذلك يجب أن يتم العمل على إعداد صياغتها ومراجعتها بشكل مستمر؛ وذلك للتأكد من مدى ملاءمتها ومناسبتها إلى ظروف العصر وإلى حاجات وميول أفراد المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله.

حيث أنه يصعب على كل دولة من دول العالم أن تقوم بتحقيق حاجات وميول المجتمع الرياضي وأفراده الرياضيين دفعة واحدة؛ وبسبب ذلك يجب العمل أن تكون مراحل وخطوات يتم اتباعها لتحقيق جميع الأهداف أو الحاجات أو الميول التي تعتبر أساسية وضرورية.

فإن لكل برامج تعليمية وتربوية أهداف محددة بشكل مسبق يتم العمل على بلوغها عن طريق القيام بتنفيذه وإدارته؛ حيث أن ذلك بسبب أن يتم العمل على تحقيق الفوائد المرجوة من إعداده، فالهدف يشير إلى وجود نهاية بعيدة مراد الوصول إليها، أما بالنسبة إلى الغرض يقصد به هو الخطوة أو المرحلة التي تتواجد على طريق الهدف؛ أي بمعنى أن الأغراض يتم العمل على تحقيقها من خلال الأهداف المرتبطة بها.

كما يوجد في مختلف دول العالم علاقة وثيقة بين مفهوم وتعريف مادة التربية الرياضية، حيث تتمثل بوجود نسب التركيز على استثمار أوقات الفراغ بشيء مفيد وصحي وذلك باعتبارها هدف أساسي من أهداف التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية؛ حيث يتم عن طريق القيام بتعليم أفراد المجتمعات الرياضية المهارات الحركية والمهارات الترويحية والمهارات الرياضية، ولكي يستمر في ممارسته مدى الحياة.

أهم الأمثلة على العلاقة بين مفهوم وأهداف التربية الرياضية:

في الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية عام 1965م بدأ الاهتمام بكيفية استثمار أوقات الفراغ بشيء مفيد وصحي وبتعليم الأنشطة الرياضية التي تتميز بصفة الاستمرارية، كما اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بتعليم ألعاب وأنشطة الخلال باعتبارها طرق ووسائل للترويح عن الذات بسبب كثرة الصعوبات والمعيقات التي تواجه الفرد الرياضي، وبعد ذلك بدأ الاهتمام ببرامج التربية الرياضية في المدارس على أن تصبح تضم مختلف الأنشطة الرياضية مثل (الرمي بالقوس والرمي بالسهام، التنس الأرضي والتنس الزوجي، السكواش، الجولف، ركوب الخيل، كرة القدم، كرة السلة).

كما يعد التنافس والاهتمام بالنواحي الصحية والنواحي الاجتماعية عن طريق الأنشطة الرياضية هو أسلوب الحياة في المجتمعات الرياضية، حيث أنهم يرون بأن المنافسة الرياضية هي السبيل والطريق الوحيد إلى أنظمة اللياقة البدنية، كما أن معظم مدارس والجامعات والمعاهد والكليات التابعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على أن تقوم شهرتها وسمعتها على تفوق أفرقتها الرياضية وطلابها الرياضيين، حيث أنها تقوم بمنح الجامعات الكثير من المزايا والصفات الخاصة للطلاب أصحاب اللياقة البدنية والقدرات الحركية.

أما بالنسبة إلى الاتحاد السوفياتي فإنه يرى طبيعة العلاقة بين مادة التربية الرياضية أهداف التربية الرياضية تتمثل في تقوية أواصر العلاقات والروابط الاجتماعية بين الأفراد الرياضيين وبين المجتمعات الرياضية، كما يحرص بشكل دائم على تنمية وتطوير العلاقات الاجتماعية والصداقات بين الأفراد الرياضيين ببعضهم البعض، كما أن الاتحاد السوفياتي يدعو طلبة المدارس الرياضية بشكل دائم إلى ممارسة الأنشطة الرياضية؛ وذلك بسبب تأثيرها على قدراتهم العقلية وعلى أنشطتهم الاجتماعية، كما تؤكد الكثير من دول العالم الاشتراكية على اللياقة البدنية وكيفية توطيد العلاقات الاجتماعية باعتبارها أهداف مهمة وضرورية للتربية الرياضية والتربية البدنية الحركية.


شارك المقالة: