العوامل المؤثرة في مناخ الفرق الرياضية:
إن مناخ الجماعة الرياضية أو الفريق الرياضي هو عبارة عن مكوّن أو تركيب اجتماعي رياضي ذات طبيعة متكاملة، كما أنه هو عبارة عن تمثيل أو تصوّر داخلي واجتماعي لكيفية إدراك الفرد الرياضي للحالات وللعلاقات الداخلية بين أعضاء الجماعة الرياضية أو الفريق الرياضي، كما أنه من خلال مناخ الجماعة الرياضي يستطيع كل فرد رياضي أن يقيم ذاته بشكل واضح، كما يوجد عدة عوامل ذات طبيعة اجتماعية تؤثر على مناخ الفرق الرياضية وعلى كيفية تحقيقها ووصولها إلى أعلى منصات التتويج وأهمها:
- العامل الأول (التناغم الوجداني): حيث يقصد به هو إدراك القائد الرياضي وجميع الأفراد الرياضيين التابعين لفريق الرياضي بإحساس كل شيء يقوم بإحساسه كل لاعب من أفراد الفريق الرياضي، مع ضرورة تفهّم انفعالاته الاجتماعية والحركية وتقديرهم لمعاناته الذي يحس بها؛ حيث أن ذلك خاصةً في حالة حدوث خبرات الفشل وحالة عدم الوصول إلى أعلى منصات التتويج.
كما يجب على القائد الرياضي المسؤول عن الفريق الرياضي أن يكون وأحسن فرد رياضي معين ومحدد؛ حيث أن ذلك لتقديم العون والمساعدة للاعبين الرياضيين، كما يجب على اللاعبين الرياضيين أن يقوموا بمساعدة بعضهم البعض وأن يقوموا بتفهّم مشاعر بعضهم البعض؛ حيث أن ذلك الأمر يساعد المدرب الرياضي والمدير الرياضي المسؤول عن الفريق الرياضي بالتخلص من عوامل التعب وعوامل القلق وعوامل التوتر من أنفس اللاعبين، في حالة حدوث حالات تتصف بالانفعالات السلبية.
كما ينتج أن يظهر مناخ اجتماعي ذات طبيعة سلبية ومناخ بارد وجاف وغير صحي بين اللاعبين الذين يلعبون في فريق رياضي معين ومحدد، حيث أن ذلك في حالة حدوث الاستجابات السلبية غير المناسبة التي يكون مصدرها القائد الرياضي أو البعض من أفراد الفريق الرياضي التي تكون موجهة باتجاه اللاعبين الرياضيين، مثل توجيه النقد أو التهكم أو التجريح أو عدم الاعتراف بالجهد المبذول.
- العامل الثاني (الضغط لتحقيق الفوز والانتصارات): إن الضغوطات والصعوبات التي يقوم القائد الرياضي بوضعها على اللاعبين الرياضيين الذي يدربهم، أو الضغوطات التي تواجه البعض من اللاعبين الرياضيين على حساب البعض الآخر من أفراد الفريق الرياضي؛ حيث أن ذلك يتم لضرورة العمل على تحقيق الفوز والنجاح التي يعتبر من أهم العوامل التي تسبب حدوث عوامل القلق والتوتر والنقاش العالي بشكل واضح.
كما أنه يبعث في ذات اللاعبين مشاعر الخوف بسبب ارتكاب الأخطاء؛ حيث أن ذلك يؤدي إلى خلق مناخ اجتماعي ليس صحي بين اللاعبين الرياضيين الذي يتسم بالانفعالات الزائدة والخوف من تحقيق الفشل وعدم الثقة بالذات.
- العامل الثالث (الاستقلالية للاعب): حيث يقصد بها نسبةً إلى اللاعب العمل على إتاحة الفرص المساعدة لأداء الرياضي أو السلوك الاجتماعي الرياضي؛ حيث أن ذلك يتم بشكل مستقل وليس إجباري أو بإكراه في بعض المواقف الاجتماعية المعينة، حيث أن اللاعب الرياضي يشعر بالمزيد من مشاعر الرضا ومشاعر الحب والولاء والانتماء بين اللاعبين الرياضين في حالة تم الإتاحة له ذلك من وقت إلى وقت آخر، كما يجب العمل على إتاحة فرص كيفية اتخاذ القرار بذات اللاعب الرياضي، وخاصةً نسبةً إلى اللاعبين الرياضيين أصحاب المستويات الرياضية العليا المتميزة.
فعلى سبيل المثال قد يقوم اللاعبين الرياضيين أصحاب المستويات العليا المتميزة بضرورة تفضيل اتخاذ أهم القرارات بأنفسهم دون مساعدة أحد؛ حيث أن ذلك نسبةً إلى أداء معين في بعض المواقف الاجتماعية المختلفة، دون وجود أي عوامل تدخل من قبل القائد الرياضي لفرض عوامل تفضيلية محددة للأداء الرياضي، كما يجب الالتزام بها بشكل خرافي ومتميز؛ وذلك نظراً إلى اعتقاد اللاعب الرياضي بأن مثل هذا الإجراء يقدم المساعدة على تحقيق شعوره بالاستقلالية وضرورة القدرة على تحمل المسؤولية.
كما يجب على القائد الرياضي أن يقوم خلال كل فترة وفترة بالعمل على السماح للاعبين الرياضيين بضرورة اتخاذ أهم القرارات الاجتماعية بشكل مستقل في بعض المواقف الاجتماعية المعينة والمحددة، كما يجب العمل على اشتراك اللاعبين الرياضيين في اتخاذ أهم القرارات التي يمكن أن تسهم في إدراك اللاعب الرياضي بأن القائد الرياضي يثق فيه ويحترم رأيه، كما يجب تحقيق المزيد من الأنشطة الرياضية التي تعمل على تنمية وتطوير عوامل الانتماء والولاء للقائد الرياضي؛ حيث أن ذلك يعمل على إنتاج زيادة إيجابية للمناخ الاجتماعي للفريق الرياضي.
- العامل الرابع (ضرورة الاعتراف بالجهد الاجتماعي الفردي): إن اعتراف القائد الرياضي بالجهد الفردي الذي يبذله اللاعبين الرياضيين ضمن إطار العمل الجماعي، يُعدّ من أهم العوامل التي تعمل على زيادة وتقوية ثقة اللاعب الرياضي بذاته، كما تساعد اللاعب الرياضي على تقوية الصلات الاجتماعية والصلات الشخصية بين اللاعبين الرياضيين، وتساعد أيضاً على العمل على ترقية مسؤولية اللاعب الرياضي باتجاه الفريق الرياضي، حيث أنه كلما كان اللاعب الرياضي لاعب مطمئناً ويشعر بالأمن والأمان والرضا، كلما كان لاعب رياضياً أكثر ميل لتحقيق المساعدة لبقية الأفراد الرياضيين.
- العامل الخامس (ضرورة العمل على تحقيق العدالة): إن أهمية تحقيق العدالة وتحقيق المساواة بين أفراد الرياضيين؛ أي بمعنى لاعبين الفريق الرياضي الواحد، تعتبر من الأهمية بمكان شعور كل لاعب رياضي بأن يأخذ حقّه بشكل كامل، حيث انه في حالة قام قائد الفريق الرياضي بالتحيز لبعض اللاعبين الرياضيين، وذلك يعتبر من أهم العوامل والأمور التي تساعد على نشر الفرقة وخلق المناخ الاجتماعي غير الصحي ضمن الفريق الرياضي، كما تعمل على إثارة عوامل العداوة والبغضاء والكراهية بين لاعبين الفرق الرياضية.
- العامل السادس (ضرورة العمل على تحقيق الالتزام): حيث يقصد به أن على كل لاعب رياضي في الفريق الرياضي يجب أن يلتزم ببذل قصاري جهده وتعب؛ حيث أن ذلك لتحقيق الارتقاء بمستوى اللاعب الرياضي ضمن إطار العمل الجماعي للفريق الرياضي، كما يجب على القائد الرياضي أن يقوم بتحقيق التعاون والاتصال الرياضي مع باقي أفراد الفريق الرياضي بشكل إيجابي ومتكامل، كما يجب على اللاعب الرياضي أن يشعر بأنظمة الارتباط والولاء والانتماء للفريق الرياضي وأن يكون فخوراً عند تمثيله الرياضي، سواء كان ذلك داخل الملعب الرياضي أو في خارجه.
فكلما شعر اللاعب الرياضي الذي يمارس مختلف الأنشطة الرياضية بالفرح والمرح والسرور والسعادة عند تحقيق أي فرد رياضي من أفراد الفريق الرياضي لنجاحات معينة ومحددة، كلما زاد ناجح وتفوق الفريق الرياضي، كما يجب على المدرب الرياضي والقائد الرياضي أن يقوم بالتعامل بصور إنسانية مع جميع اللاعبين الرياضيين؛ حيث يزداد تماسك الفريق الرياضي بشكل كبير ومتكامل في حالة قامت العلاقات بين اللاعبين الرياضيين على أسس تعاوني واجتماعي بنسبة كبيرة.