ما هي بنية التدريب العملي في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


بنية التدريب العملي في الرياضة:

إن نوعية وكمية التطبيق العملي للمهارة الحركية قد تم دراستها، ومناقشتها وتحليلها والمجادلة فيها من قبل أخصائيين السلوك الحركي، حيث من المهم الأخذ بيعن الاعتبار السياق أو الإطار التي سيتم فيه أداء المهارة الحركية.

فإن أخصائي السلوك الحركي هو الذي يستطيع تحديد ما هو الشيء الأنسب الذي سوف يكون قادراً على بناء التدريب العملي الذي يقود إلى ممارسة الأداء الناجح، فعلى سبيل المثال لاعب لعبة الجمباز الذي يقوم بتأدية عملاً معتاداً على الحصان الجانبي يكون في بيئة مستقرة إلى أبعد حد، حيث أن الحصان والمقابض والحكام يظلون جميعاً في نفس التقارب مع بعضهم البعض وهم ثابتون؛ أي بمعنى غير متحركين إلى حد كبير.

ومثال ثاني هو لاعب تنس الطاولة يتم تزويده ببيئة نشطة، حيث أن سرعة الكرة والدوائر الموضوعة عليها تتنوع بشكل كبير، فإن الطاولة والشبكة تكون ثابتة بشكل كامل، كما أن حارس المرمى في كرة اليد يتم تزويده ببيئة نشطة جداً، حيث إن سرعة الكرة والمسار واستراتيجيات الهجوم واستراتيجيات الدفاع وعدد اللاعبين المشاركين في ممارسة العبة، يتقلّب من لحظة إلى لحظة ثانية، حيث أن هذه النوع من البيئات ينتج مستوى عالي من التردد أو عدم التقين، خاصةً عند مقارنتها مع مثال الحصان الجانبي في ألعاب الجمباز.

ففي أي من نوع من هذه البيئات تكون فكرة تغاير وتباين التطبيق العملي، وهو عبارة عن تغيرات في البيئة التطبيقية لتوفير التنوع الحركي، وهي فكرة هامة باعتبارها أساس عملية التطبيق الحركي الرياضي للمهارات المنفصلة، حيث تقترح نظرية المخطط أنه إذا اختبر الفرد الرياضي المهارات الحركية بشكل متعدد الأبعاد وفي تشكيلة متنوعة من المواقف الحركية، فإن مجموعة من المبادئ يتم تطويرها من حيث أي حركة يمكن اختيارها بناء على ديناميكيات البيئة.

ولقد وجد بأن الأطفال يستفيدون كثيراً من سبب استخدام التنويع في بنية التطبيق العملي؛ وذلك ليتأقلم مع فترات قصيرة ومهارات أدائية أقل تحت ظروف مختلفة ومتنوعة، حيث يجب أن يتعلم الأطفال الأنماط الحركية الأساسية الضرورية مثل (الوثب، القفز، الحجل، فهي عبارة عن القفز على رجل واحدة، بالإضافة إلى الطيران في الهواء).

فإن الخبرات التي تم تصميمها من قبل أخصائي السلوك الحركي لتطبيق المهارات الحركية في مجموعة من الحزم الحركية (عالية، متوسطة، ومتدنية)، وفي مجموعة من التوقيت (بشكل ثابت أو سرعة متوسطة)، وفي اتجاهات متعددة (إلى الأمام، إلى الخلف، إلى الأسفل، إلى اليمين، إلى اليسار)، فإنها خبرات هامة وضرورية لتطوير الأنماط أو الأشكال الي يمكن نقلها لتلبية المتطلبات البيئية.

حيث أن جزء من مسؤولية أخصائي السلوك الحركي يكون في توفير خبرات التعلم الأدائي التي تدعم عمليات الاقتران، أو ارتباط مهارة حركية تم تطبيقها في وضع معين مع مهارة حركية أخرى في وضع آخر، فعلى سبيل المثال تقدم مدرسة للمكفوفين فرصاً كثيرة بشكل متكامل للأفراد الراشدين؛ وذلك للحصول على الخبرات الحركية التي تربط الأشكال الحركية مع بعضها البعض بشكل كبير مع بيئات العالم الحقيقي بدون استخدام الرؤيا، فإن العديد من الأفراد المشاركين في خبرات رياضية وأنشطة بدنية، يستخدمون معلومات حسية بديلة، مثل (حاسة الشم، حاسة السمع، الإحساس الحركي، اللمس، حاسة التذوق، لتوجيه نجاح السلوك الحركي).

كما يعتبر تحديد الوقت لتقديم الاختلافات أو التنويعات في بنية التطبيق العملي هي واحدة من أهم الاعتبارات الخاصة بأخصائي السلوك الحركي، حيث تضمنت واحداً من أهم النماذج المقدمة على مرحلتين أساسيتين للتعلم الحركي، وهي المرحلة الأولى المخصصة لتطوير فكرة كلية خاصة بالمهارات الحركية والرياضية، والمرحلة الثانية بالاعتماد على البيئة لتنويع في الحركة أو تثبيتها.

وبالنظر إلى المرحلتين بكل عناية وتركيز، فإن أخصائي السلوك الحركي بإمكانه التخمين، حتى يحصل الفرد الرياضي على فكرة المهارة، كما أن تنويع التطبيق العملي سوف يكون له معنى محدوداً في عملية التعلم الحركي، وذلك عن طريق إيجاد البيئة التطبيقية التي تحتوي بشكل أولي على خبرات متشابهة بشكل متكرر، ضمن أساس متسلسلة من السلوك الحركي المهاري المغلق إلى السلوك الحركي المهاري المفتوح، فإن الفرد الرياضي يستطيع أن يجد معنى وعلاقة الحركة بشكل أفضل.

أما في المرحلة الثانية، فإن تحديد المطالب البيئية يمكنه بكل سهولة أن يقدم البنية أو الشكل التي يمكن من خلالها إيجاد خبرات متنوعة ذات معنى ومناسبة، فعندما تتطلب البيئة مهارات متنوعة، فإن تقديم الخبرات التي تختلف عن المحاولات والتجارب التي يتم تكرارها بشكل مشابه يصبح ضرورة، وعندما تتطلب البيئة تثبيت المهارات الحركية، فإن الخبرات التي تختلف عن الروتين الاعتيادي التام تكون مهمة، ومع إمكانية ازدياد الانتباه وانخفاضه بسهولة، حيث أن هذه الأمر يقلل من نوعية الخبرات التعليمية.

أمثلة على طرق يمكن من خلالها لأخصائي السلوك الحركي أن يبني بيئة التطبيق العملي:

1. المثال الأول (ألعاب الجمباز): وهو التمرين الأرضي المغلق نسبياً والمتحكم ذاتياً داخل بيئة ثابتة، حيث يحتوي على عدة أوضاع، وهي (تطبيق الأوضاع البهلوانية بمعزل عن الحركات الراقصة، تطبيق آخر خدعتين بهلوانيتين من الوضع الأول في الحركات الراقصة، تطبيق كامل العمل بدون تشغيل الموسيقى، تطبيق العمل بأكمله بدون أن يكون وجو شخص آخر يتكلم أو يتحرك في صالة الجمباز، بالإضافة إلى تطبيق الحركات الراقصة بالترادف مع لاعب جمباز ثاني).

حيث من خلال التنويعات في الخبرات في متسلسلات متنوعة، فإن لاعب الجمباز يتم تزويده بالفرص المناسبة ليركز الانتباه ويحسن ويطور التطبيق العملي على أجزاء العمل المعتاد، كما أنه قادر على ممارسة بدائل في حال كان وضع القدم أو اليد غير مناسب للنجاح في الأوضاع الحركية الصعبة، بدلاً من القيام بحركة محددة دون وجود بديل.

2. المثال الثاني (الهجوم في كرة الطائرة الشاطئية عن طريق أربعة لاعبين): وهي التمرين المفتوح نسبياً والمتحكم خارجياً ضمن بيئة نشطة ومتغيرة، حيث يحتوي على عدة الأحداث، وهي تطبيق هجوم وسط قصير من تمريرة من الصف الخلفي، تطبيق هجوم خارجي عالي من الجهة اليسرى من تمريرة قادمة من الظهير الأيسر، تطبيق ضربة معدة من تمريره قادمة من الظهير المين، تطبيق هجوم من الجهة اليمنى، استخدام لاعبين معترضين على الجانب المضاد للشبكة من أجل هذه السلسلة من الأحداث، بالإضافة إلى دمج هذه الأوضاع بشكل جماعي بحيث يتم أداؤها عشوائياً ضمن بيئة التطبيق العملي.

وعن طريق إيجاد تنويعات في سرعة وزاوية واتجاه وارتفاع الكرة، فإنه يتم تزويد لاعب كرة الطائرة الشاطئية بخبرات صعبة والتي تكون أكثر تشابهاً مع البيئة النشطة، وبالنسبة إلى ذلك تم تقديم فرص للاعبين ليقوموا بتجريب تنويعات خاصة بحركة الهجوم الأساسية.


شارك المقالة: