علاقة الأخلاق بالتربية الرياضية:
إن من أهم آثار التربية الرياضية والتربية العامة هو في الجوانب الخلقية والجوانب السلوكية، حيث يشمل الروح الرياضية ويقصد بها الروح التي تتسم بالصدق والأمانة والجرأة والشجاعة والثقة والاعتماد على الذات واحترام الغير والتعاون والوحدة مع الأفراد الرياضيين، وتحمل المسؤولية وتقبل الهزيمة والخسارة وبذل الجهد والتعب، كما تُعدّ التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية سلوكاً اجتماعياً قبل أن تكون معرفة اجتماعية رياضية، حيث أنه في مجالات التربية الرياضية يوجد تدريب عملي حركي متجدد وواسع النطاق والمجال على الأخلاق الطيبة والسلوك الاجتماعي السليم.
فإن مواقف اللعب الحركي مليء بالمشاكل والصعوبات الخلقية غنية المستويات والعوامل السلوكية التي ترتبط بالصدق والأمانة وتكون مليئة بالكذب والخداع وبالشجاعة والجرأة أو الجبن والتهور أو بالتعاون وإنكار الذات، كما تعتبر التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية عملية تربوية ذات طبيعة خلقية، حيث أنّ ذلك نظراً إلى ما يقوم اللعب بتوفيره من فرص عديدة لملاحظة سلوك الطفل الرياضي، كما يستطيع المدرس الرياضي والمُربّي الرياضي أن يقوم بالكشف عن ميول ورغبات ونزعات الطفل الرياضي في وقت مبكر ثم يقوم بتوجيها وتذهيبها.
كما يوجد عدة فرص للتربية الرياضية والتربية البدنية الحركية ضمن مجال الأخلاق الاجتماعية والسلوك الاجتماعي وأهمها:
- التدريب على القوة والجلد: حيث يقصد بها أن النشاط الرياضي والنشاط البدني الحركي والتدريب الرياضي الحركي، يعمل على إيجاد الفرص المناسبة للحدوث القدرة على الجلد، كما يقصد في الجلد في علم الاجتماع الرياضي هو الجهد الذي يتم بذله ومن ثم قياسه نسبةً إلى كمية العمل التي يستطيع الفرد الرياضي أن يقوم بتأديتها دون حدوث أي تعب، حيث يتأخر ظهور علامات التعب في حالة كان الإنسان الرياضي يقوم بأداء عمله الرياضي بما يتفق ويتلاءم مع ميوله ورغباته.
كما يحتوي اللعب على جميع المواقف والظروف والخبرات التي تتطلبها حياة الفرد الرياضي وحياة المجتمع الرياضي والمجتمع بأكمله كما يتطلبها تفاعل الفرد الرياضي مع الجماعة الرياضي المنتمي إليها (الفريق الرياضي)، حيث أن التربية الرياضية لا تستطيع أن تقوم بإهمال الجسم في حالة من الأحوال الاجتماعية والأحوال السياسية، وذلك لأن في أبسط الحدود الاجتماعية كل ما يملكه الفرد الرياضي (اللاعب)، فاللاعب الرياضي لا يستطيع أن يرى وبشاهد دون عين ولا يستطيع أن يسمع دون أذن ولا يستطيع أن يكتب دون استخدام عضلات جسمية معينة، كما أن الحركة في حد ذاتها تعتبر وسيلة تربوية ذات طبيعة اجتماعية رياضية، حيث أن الإنسان الرياضي في حياته الرياضية لا يستطيع أن يقوم بالتحرك وممارسة الحركات الرياضية بمختلف أنواعها إلا بوجود منهج رياضي محدد بشكل مسبق.
- التحكم في الانفعالات: إن الأنشطة الرياضية والأنشطة البدنية الحركية والتنافس الرياضي ذات الطبيعة الحركية مثل المباراة الرياضية والسباق الرياضي مليء بمظاهر التوتر ومظاهر الاجهاد، حيث أن ذلك بسبب وجود أحكام النزال والاصطدام والهجوم وبسبب حماسة الأفراد الرياضيين المتفرّجين (الجمهور المشاهد، الجمهور المشجع)، وبسبب الخوف من الهزيمة وانفعالات الهزيمة وانفعالات النصر، كما يجب أن تتناول أنشطة التربية الرياضية والتربية العامة بالتدعيم والتهذيب منذ أوقات مراحل الطفولة حيث أن ذلك حتى يتعلم الأفراد المجتمع الرياضي سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو جمهور رياضي مشاهد، أو جمهور رياضي مشجع مظاهر السلوك المحبب وأنواع الاستجابة المرغوب فيها في مرحلة مبكرة.
كما يجب أن يتم إتاحة لهم الفرص الملائمة للحدوث المناقشات لمستويات السلوك الاجتماعي والأخلاقي، مع ضرورة توضيح أهداف التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية، حيث أنها تعتبر مصدر رئيسي مهم لحدوث المتعة وليس مصدر لحدوث التوتر والأجواء السلبية، أن يتقبلوا الهزيمة والفشل بكل روح رياضية.
- الثقة بالنفس (الثقة بالذات): إن النشاط الرياضي بمختلف أنواعه وأنظمته يعمل على ملء الجسم بالصحة والعقل والرواق وانتعاش النفس، حيث أن ذلك يعمل على خلق روح الثقة الرياضية والطموح الرياضي وخلق التفكير الاجتماعي المتزن والعمل الصالح، فقد يخرج الفرد الرياضي (اللاعب أو المدرب) من أنشطة التربية الرياضية وأنشطة الترويح الأخلاقي قد عمل على تصميم تحسين وتطوير فرص الترويح الرياضي في مجتمعه الرياضي، حيث أنه يقوم بالسعي بكل جهده وتعبه لإقامة الملعب أو أنه قد يعمل على استثمار ساحة مخصصة للعب أو يقوم بالدعوة للاستفادة من مركز اجتماعي عوضاً أن يبقى في داره يقوم بانتظار الغير حتى يدعوه لممارسة النشاط الرياضي.
- الإخاء والصداقة وحسن المعاملة: إن الرياضة بمختلف أنواعها وأنشطتها تعد أسهل طريقة ووسيلة لحدوث ادعوة الإيخاء والصداقة، كما أنها تعتبر أقوى وأحسن وسيلة لحدوث التعارف الصداقة الاجتماعية بين الأفراد الرياضيين ببعضهم البعض معرفة شاملة وصحيحة متكاملة أسسها حسن المعاملة والتعاون بواسطة لعبهم مع بعضهم البعض، كما تعتبر الرياضة أساس مهم وضروري الذي يقوم بدفع اللاعب الرياضي أو المدرب الرياضي أن يعامل منافسه باعتباره صديق ويقوم بمجاملته، كما أن الرياضة تقوم بتحسين فرق المدرسة الرياضة وفرق الجماعة الرياضية وفرق الجامعات الرياضية عند ضيافتها للفريق الخصم، كما يجب أن تقوم بتبادل مع الفريق الخصم والمنافس الخبرة والتعاون والوحدة الذي يعتبر أساس تربوي اجتماعي ذات طبيعة خلقية تربوية.
- تنمية الشعور بالمسؤولية: إن اللاعب الرياضي يستطيع أن يقوم بالتدرب على أسس تحمل المسؤولية من خلال العناية والاهتمام بالأدوات والأجهزة، والمساهمة في كيفية وضع برامج النشاط الرياضي وبرامج النشاط البدني الحركي والاشتراك في جماعات وندوات المناقشة، مع العناية بالأفراد الضعفاء من ضمن أعضاء الجماعة الرياضية والفريق الرياضي وفي تنظيم الملاعب الرياضية وتخطيطها بكل دقة وانتباه، كما يجب التحكم بمسائل التحكيم والتسجيل وفي كيفية اختيار أعضاء الفريق الرياضي أو الجماعة الرياضية.
- التدريب على القيادة: إن أنشطة التربية الرياضية والتربية العامة تتطلب ضرورة إعطاء الطفل الرياضي الفرص المناسبة والملائمة لتولي مناصب القيادة الرياضية وإدراك مسؤولياتها.
- التدريب على أنشطة التحكم الذاتي وعلى الأساليب الديمقراطية: إن الجمعيات والندوات والمراكز الاجتماعية والأندية الرياضية والفرق الرياضية والمؤتمرات والاتحادات الرياضية بمختلف أنواعها وأصنافها وفئاتها تعتبر تنظيمات لها أهميتها وفوائدها، حيث إنها تقايل حاجات الأعضاء الرياضيين وتخدم أهدافهم، كما أنه يتم تحقيق الديمقراطية حينما يشترك الأفراد الرياضيين المهتمون باللعبة في تنظيم بطولاتها الرياضية ومناقشة شؤونها، كما يقصد بالديمقراطية احترام الشخصية الرياضية.
فإن وظيفة الأفراد التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية، سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو أعضاء إداريين يعتبرون من أهم الوظائف والمهام بين جميع الأفراد التربويين والأفراد الاجتماعيين، حيث أنهم يتمتعون بأحسن الفرص لتدريب أفراد المجتمع على الحياة الاجتماعية السليمة الصحية.
- التربية الجنسية: إن للتربية الرياضية والتربية البدنية الحركية الدور الكبير في تحقيق الاختلاط بين الجنسين (ذكور وإناث)، كما أنها تساعد على تقديم الدعم للروابط الأسرية، مع إقامة التعاون والحب والاحترام بين الجنسين.