ما هي مشكلات التنشئة الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مشكلات التنشئة الاجتماعية في علم الاجتماع الرياضي:

التنشئة الاجتماعية تعني عملية التربية والتقويم والصقل والتهذيب التي يمر بها الأطفال والصغار، حيث أنه من خلالها يتم اكتساب قيم المجتمع الرياضي وعاداته وتقاليده ومقاييسه، كما يتعلمون صيغ السلوك الجيد ويؤهلون على أشغال الأدوار الوظيفية التي من طريقها يخدمون المجتمع، كما يؤدون الواجبات الأساسية التي تقع على عاتقهم، كما أنّ للتنشئة الاجتماعية مصادر كثيرة ومتعددة أهمها الأسرة، المدرسة، المجتمع المحلي، وسائل الأعلام الفردية والجماهيرية والقيادة والمنظمات الجماهيرية والشعبية.
حيث تُعدّ الأسرة والمدرسة من أهم وسائل التنشة الاجتماعية الرياضية؛ وذلك نظراً للملازمتها للإنسان منذ بداية حياته، كما أن قدرتهم على إحداث التأثير في الإنسان أكثر من وسائل التربية الاجتماعية الأخرى، كما يوجد مؤشرات تدل أن عملية التنشئة الاجتماعية الرياضية التي تتبناها الأسرة تعاني من سلبيات وتناقضات، حيث تنعكس السلبيات والتناقضات على شخصية واتزان وعلاقات الشباب الرياضيين ببعضهم البعض، بحيث يقل أدؤاهم وتقتل لديهم روح العمل والمثابرة والإبداع.
حيث تحتاج معظم الوسائل والسلبيات والتناقضات إلى ثقافة ووعي وإدراك كامل؛ وذلك لخطورة وأهمية أساليب التنشئة الاجتماعية الرياضية التي تعتمدها عند تربية وتقويم أبنائها، كما أنها بحاجة ضرورية إلى معلومات مُفصَّلة عن كيفية تعليم وتلقين أبنائهم بالأفكار الرياضية والقيم والممارسات الرياضية الإيجابية، التي تجعل منهم مواطنين رياضيين صالحين يعتمد عليهم المجتمع في كيفة نهوضه وتقدمه المعاصر.
كما يتطلب منهم تشجيع الأفراد الرياضيين على اكتساب التربية والتعليم والتزوّد بالمهارات والاختصاصات التي يحتاج إليها المجتمع الرياضي الجديد، كما يجب تزويدهم بأسس المواطنة الصالحة وزرع قيم الإيثار والتضحية في سبيل الأفراد الآخرين، كما يجب تعزيز الثقة بالنفس والاخلاص في العمل وتحمل المسؤولية والتواضع والصدق فيهم، بحيث تؤثر في سلوكهم تأثيراً إيجابياً.
كما تفتقر الكثير من العوامل التنشئة الاجتماعية إلى المعلومات والقيم والممارسات المتعلقة بأصول وأساليب التنشئة الاجتماعية الرياضية، التي تؤدي إلى عدم استقامة السلوك وعلاقات الشباب الرياضيين في المجتمع، حيث يُعرّضهم إلى الكثير من المشكلات والصعوبات والتحديات، كما أن معظم الأفراد الرياضيين لم يكتسبوا التربية الاجتماعية الرياضية والاخلاقية الرياضية الإيجابية من أهلهم؛ وذلك بسبب جهلهم وعدم معرفتهم بالمبادىء الرياضية والقيم والممارسات الاخلاقية والتروبوية الجيدة.
حيث أن عامل كثرة الأفراد الرياضين داخل الأسرة الواحدة، وقلة مواردها الاقتصادية وضحالة ثقافتها ومستواها العلمي الثقافي، هو من العوامل المسؤولة عن فشل العائلة في كيفية تربية أطفالها الرياضيين وصغرها التربية الاجتماعية والاخلاقية التي يحتاج إليها ويثمنها المجتمع، كما أنه من شأنها أن تضمن سلامة علاقاتهم وتصرفاتهم الاجتماعية، التي تجعلهم أشخاصاً رياضيين مقبولين في المجتمع الرياضي.
حيث لا تعتمد معظم الأسر العربية أساليب الثواب والعقاب في تنشئة أبنائها تنشئة أجتماعية رياضية صحيحة، فالأسرة لا تثمن ولا تثمي ولا تقوم بالمدح في حالة قام الفرد الرياضي بالفعل الجيد الممتاز، ولا يتم معاقبة الفرد الرياضي في حالة قام بالفعل السيء، حيث نلاحظ معظم أسر الطبقة الوسطى تعتمد الأساليب القاسية والمتشددة في تربية أبنائها أو تقويمهم وتهذيبهم؛ فهي تتنوع باستعمال أساليب الضرب والطرد والتهديد والوعيد والتوبيخ تجاه أطفالها في حالة ارتكبوا الأعمال الخاطئة مثل الرسوب بالامتحانات أو في حالة الإختلاط مع أبناء السوء أو الكذب أو السرقة أو في حالة عدم إطاعة الوالدين.
كما أن الأسر في الطبقات العليا تستخدم أساليب اللينة والسهلة في كفية تربية أبنائها وتأنيسهم، كما أنها لا تنصح أبنائها الرياضيين ولا تقدم لهم أساليب الرشد في كيفية إعتماد الصيغ السلوكية الفاضلة، كما أنها لا تحاول زرع المفاهيم والقيم الإيجابية في داخلهم، ولا تهتم بكيفية تقويم السلوك والعلاقات التي يكونونها مع الآخرين ولا تهتم على الدراسة والسعي والاجتهاد.
حيث أن مثل هذه الأمور تضر بحياتهم وتجعلهم أقل كفاية على ممارسة أداء مهامهم وأقل تكيفاً لحاجات ومتطلبات المجتمع الرياضي المعاصر، حيث أنها خير طريق يمكن أن تتبعه الأسر في الطبقات العليا في تربية وتقويم أبنائها هو طريق الجمع بين أساليب الشدة واللين، حيث أنَّ الشدة يجب أن تعتمد من قبل الأهل في وقتها المناسب، كذلك اللين والتساهل يجب أن يتم اعتمدها في الظروف والمناسبات التي تتطلب ذلك.
كما أن المدرسة لا تقل أهميتها ومسؤوليتها عن عملية التنشئة الاجتماعية من المؤسسات الأخرى، حيث أنّ المعلمون في معظم المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية يقدمون بتقلين الطلبة المواد المنهجية المطلوبة، كما يحرصون على ضرورة نجاح طلبتهم في الإمتحانات النهائية، ولكنهم لا يقدمون بالاهتمام بالتربية الذاتية للطلبة ولا يحاولون صقل وتهذيب شخصياتهم ولا يزرعون عند الطلبة القيم الإخلاقية والسلوكية، مثل الأمانة والصدق وحب الوطن وحب العمل والنظافة الشخصية.


شارك المقالة: