ما هي نظرية البرنامج الحركي؟

اقرأ في هذا المقال


نظرية البرنامج الحركي:

تسمى نظرية البرنامج الحركي بنظام توجيه الهدف، فإن هذا النظام هو عبارة عن توجيه الأداء الحركي عن طريق مختلف الأجهزة العضوية، حيث يكون الجهاز الحركي أساساً لذلك، كما يعرف البرنامج الحركي بأنه نمط من الأوامر الحركية التي يتم هيكلتها مسبقاً على مستوى تنفيذي، فإن هذا يحدد التفاصيل الأساسية لعمل مهاري يتطابق مع المخطط المركزي؛ أي بمعنى أن الكثير من الأعمال الرياضية تكون قصيرة الأمد وتؤدى في بيئات مستقرة ومتوقعة، مثل (القفز في الماء، رمي السهام).

فإن الأفراد الرياضيون عادةً ما يخططون للحركة بوقت سابق، ثم يحدثون العمل بطريقة بحيث يتخذ مجراه الطبيعي دون وجود أي تعديل، حيث يوجد نسب قليلة من السيطرة المحسوسة على الحركة الممارسة؛ أي بمعنى أن الحركة الرياضة تبدأ من جملة من أوامر الحركية.

حيث تفترض هذه النظرية أن التتابعات الرئيسية للسلوك الحركي تبدأ بمجرد الاستجابة للمثير الحركي، حيث أنها تعتمد على حدوث تقدم في النتائج التي يحصل عليها اللاعب الرياضي المؤدي للمهارة الحركية، كلما كان وجود تخطيط مسبق للمهارة، حيث أن ذلك يتطلب وجود التغذية الراجعة.

كما تشير هذه النظرية إلى أن اللاعب الرياضي يتعلم مفهوم محدد عن استجابة حركية، والتي يمكن أن يستخدمها في العديد من المواقف الرياضية المختلفة، ومثل هذه النظرية تساعد في تفسير التطبيقات الهائلة لنماذج الحركة الرياضية التي تظهر في الملاعب الرياضية.

حيث تعد طبيعة المهارة الحركية ومرحلة التعليم الرياضي من أهم الحقائق التي تساعد على تحديد النظام الأصلح والأحسن للاستخدام، حيث أنه يجب أن يستخدم النظام المناسب للهدف وقت الحاجة، وخاصة في الحركات الرياضية السريعة الانتقال من نظام مغلق إلى نظام مفتوح، أو العكس الانتقال من نظام مفتوح إلى نظام مغلق.

فإن للفرد الرياضي القدرة على أداء الكثير من المهارات الحركية التي تتطلب الاعتماد على عائد المعلومات الرياضية، أو على أنظمة التغذية الراجعة الحسية أثناء أداء المهارة الحركية، فعلى سبيل المثال أن الفرد الرياضي اللاعب الذي يتقن مهارة الضربة الجانبية في كرة التنس لا يفكر في ميكانيكية الأداء الحركي وخطواته، بل أنه يركز اهتمامه على تحديد المكان الذي ستوجه إليه الكرة.

حيث يمكن تشبيه البرنامج الحركي ببرنامج الكمبيوتر، فإذا وضع البرنامج الحركي للتنفيذ فإنه سوف يستمر حتى يصدر الأمر بتوقفه، حيث لا يمكن في هذه الحالة استبداله أو تغييره عن طريق مؤثرات أخرى، كما يمكن القول بأن نوع النظام الرياضي المستخدم يتحدد حسب مرحلة التعلم الرياضي للمهارة الحركية التي يتم تأديتها، ففي بداية التعلم الرياضي تكون الحركات تميل إلى الانتماء إلى الدائرة المغلقة وثم بعد الإتقان تصبح ضمن الدائرة المفتوحة.

العوامل المؤثرة في نظرية البرنامج الحركي:

استقبال وفهم واستيعاب المعلومات الرياضية:

حيث تعتمد عملية الاستقبال للمهارات الرياضية على الحواس اللاعب الرياضي المؤدي للمهارات، وبشكل رئيسي وأساسي تعتمد على النظر الذي يأتي عن طريق العين وعلى السمع الذي يأتي عن طريق الأذن، ونسبةً إلى ذلك فإن صحتها تؤثر في عملية الاستقبال للمهارات الرياضية.

الخبرة والمعارف الرياضية: 

حيث تأتي الخبرة الرياضية أو تراكم المعلومات والمعارف الرياضية عن طريق الأداء الرياضي المتكرر للحركات الرياضية المتعلمة، كما أن الخبرة السابقة تعمل على تقديم المساعدة في استرجاع الصورة الحركية المناسبة لتحقيق الاستجابة.

الذاكرة الحركية:

حيث تعتبر الأساس في التغذية الراجعة الخاصة بالمهارات الرياضية؛ وذلك لأنها تخزن المعلومات والمعارف التي يتم استدعائها عن وضع البرنامج الحركي، حيث أن الفرد الرياضي الجيد هو الذي له القدرة على تخزين المعلومات والمعارف الرياضية، وهي إما تكون ذاكرة قصيرة أو ذاكرة طويلة، حيث كلما تحولت المعلومات والمعارف الرياضية إلى الذاكرة الطويلة، كلما كان استدعاؤها سهل، كما يوجد شكلين من الذاكرة الحركية داخل الملاعب الرياضية، وهما:

  • ذاكرة الاسترجاع: وهي الذاكرة المسؤولة عن إيجاد وتهيئة الحركة الرياضية المناسبة، ففي الحركات السريعة تقوم ذاكرة الاسترجاع بتهيئة برنامج حركي من ناحية السرعة والقوة والاتجاه، حيث أنها لا تعتمد على التغذية الراجعة الخارجية، أما الحركات البطيئة لها تأثير فعال؛ وذلك لأن اهتمامه منصب على المقارنة بين الحركة والتغذية الراجعة، كما تؤدي هذه النظرية إلى الاعتقاد بأن التغذية الراجعة ليس ضرورية للتحكم الحركي، فإن الحرة تتحكم فيها المراكز العليا للجهاز العصبي المركزي.
  • ذاكرة التمييز: وهي الذاكرة المسؤولة عن تقييم الحركة الرياضية المناسبة، حيث أن الجهاز العصبي الحسي هو الذي له قابلية على تقييم كيفية تنفيذ الحركة الرياضية بعد انتهائها.

شارك المقالة: