أهمية الحديقة النباتية

اقرأ في هذا المقال


الحدائق النباتية: هي المؤسسات التي تحافظ على مجموعات النباتات الحية لأنواع مختلفة من النباتات، بما في ذلك نباتات الزينة، النباتات البرية، النباتات الطبية، ذوات الأهمية الاقتصادية، من مناطق جغرافية مختلفة ذات أهمية خاصة وما إلى ذلك.

يتمثل أحد الأهداف المعاصرة الرئيسية للحدائق النباتية في الحفاظ على مجموعات واسعة من النباتات، تحمل هذه النباتات أسماء محلية وعلمية والمنشأ لها، تتنوع المجموعات النباتية في مثل هذه الحدائق من حيث العدد من بضع مئات إلى عدة آلاف من الأنواع المختلفة، اعتمادًا على مساحة الأرض المتاحة والموارد المالية والعلمية للمؤسسة.

ومع ازدياد تحضر سكان العالم، يزداد الاعتراف بالحدائق النباتية على أنها من بين الموارد الثقافية المهمة للدول الصناعية، توفر الحدائق النباتية لسكان المدينة جزءًا من البيئة الطبيعية التي لم يعد بإمكانهم الوصول إليها، علاوة على ذلك، فإنها تقدم هروبًا عقليًا من الضغط السكاني وتقترح اهتمامات وهوايات جديدة تتعلق بالعالم الطبيعي.

تاريخ الحدائق النباتية:

أصول الحديقة النباتية كمؤسسة يمكن إرجاعها إلى الصين القديمة والعديد من البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، في الواقع كانت هذه المؤسسات مراكز لتربية أشجار الفاكهة والخضروات والأعشاب المستخدمة في الغذاء وفي صنع الأدوية الخام في ذلك الوقت. وبعد اكتشاف الطباعة أصبحت المخطوطات عن النباتات التي كانت موجودة منذ قرون منتشرة على نطاق واسع، وحفزت على نشر المزيد من الأعمال التي تتعلق بالأعشاب، حفز المعالجون بالأعشاب وأعشابهم بدورهم على تأسيس الحدائق النباتية، بحلول نهاية القرن السادس عشر كانت هناك خمس حدائق من هذا القبيل في أوروبا، وبحلول منتصف القرن العشرين عدة المئات منها، في البداية ارتبطت هذه الحدائق بكليات الطب في الجامعات، كان أساتذة الطب في الأساس علماء النبات في ذلك الوقت، وكانت حدائقهم الطبيعية تُستخدم لتدريب الطلاب وكذلك لزراعة النباتات لصنع الأدوية.

تخطيط الحديقة النباتية:

تختلف الحدائق النباتية عن المتنزهات من حيث أنها توضع وتُرتب بشكل عام وفقًا للعلاقات العلمية لمجموعاتها النباتية، وليس لتأثير المناظر الطبيعية أو للملاعب أو غيرها من الأنشطة الترفيهية بشكل أساسي، تتمثل الممارسة التقليدية في تصميم حديقة نباتية. على سبيل المثال، في جمع الأشجار والشجيرات معًا في قسم المشتل بالحديقة في كثير من الأحيان، على الرغم من ذلك، تُستخدم الأشجار والشجيرات لتعزيز تأثيرات المناظر الطبيعية من خلال تخللها في جميع أنحاء الحديقة، في مجموعات التصنيف الخاصة بكل منها، مع المجموعات العشبية.

يتم أحيانًا تخطيط الحدائق النباتية أو أجزاء منها، وفقًا للأصل الجغرافي للنباتات، ليس من النادر أن يعتمد التصميم على حدائق صغيرة خاصة داخل حديقة كبيرة، قد يتراوح حجم الحدائق النباتية من بضعة هكتارات إلى ما يصل إلى 1000 هكتار.

على الرغم من أن المخططات المذكورة حتى الآن غالبًا ما تحول دون إمكانية ترتيب النباتات بدقة وفقًا لعلاقاتها التصنيفية، إلا أن هذا لا يزال ممكنًا بالنسبة لمجموعات معينة، تشمل (genus Rosa)، والعديد من الأجناس الأخرى في عائلة الورد (Rosaceae)، مع أنواعها وأصنافها التي لا حصر لها، ستكون عائلة الورد مجموعة تصنيفية نموذجية لحديقة نباتية، على الرغم من أن أنواع الأشجار ستنمو بشكل منفصل عن شجيرات الورد، وينطبق نفس المبدأ العام للتجمعات التصنيفية على العائلات والأجناس النباتية الأخرى.

عادة ما توفر الحدائق النباتية خدمة البيوت المحمية التي يتم فيها إكثار النباتات أو زراعة تلك التي قد لا تتحمل التغيرات الموسمية، ويجب أيضاً أن تحتوي الحديقة النباتية التي تطمح إلى مجموعات نباتية كبيرة على مناطق تخزين توفر ظروف درجة حرارة مناسبة لأنواع معينة في مواسم معينة، كما تشمل البيوت المحمية، المكتبة، المعشبة، مختبرات البحوث، والعديد من الموارد المتنوعة بما في ذلك الصور الفوتوغرافية، اللوحات، الرسوم التوضيحية، إعادة الطبع ودفاتر الملاحظات، وبالتالي فهي ليست مجرد حديقة بل مؤسسة نباتية.

تمتلك هذه الحدائق ما يسمى بالمعشبة، فيها مجموعات من بضعة آلاف إلى عدة آلاف من عينات النباتات المجففة المثبتة على الأوراق، ويتم تحديد الأنواع التي تم تركيبها وتثبيتها من قبل الخبراء وتصنيفها بأسمائها العلمية الصحيحة، إلى جانب معلومات حول مكان جمعها وكيفية نموها وما إلى ذلك، وتعرف المعشبة بأنها قواميس المملكة النباتية، وهي عينات مرجعية أساسية للتسمية الصحيحة للنباتات غير المعروفة.

أهمية الحديقة النباتية:

  1. الدراسات التصنيفية: توفر الحدائق النباتية معلومات قيمة عن النباتات المختلفة النباتات المحلية والنباتات النادرة وما إلى ذلك، وهي بمثابة مختبرات خارجية للطلاب والباحثين.
  1. البحوث النباتية: توفر الحدائق النباتية مجموعة واسعة من أنواع النباتات والبذور والزهور والفواكه للبحوث النباتية.
  1. الحفظ والتخزين: تحافظ الحدائق النباتية على الأنواع النادرة والتنوع الجيني وتنشرها.
  1. التعليم: توفر الحدائق النباتية مرافق لأعطاء دورات تعليمية في النباتات المحلية، البستنة، التهجين، إكثار النباتات، وما إلى ذلك، وهناك برامج تعليمية تشمل ورش عمل ودورات تدريبية للمعلمين والطلاب وعلماء الطبيعة.
  1. الخدمات العامة: الحدائق النباتية تساعد الجمهور في التعرف على أنواع النباتات المحلية والغريبة، وتقدم تعليمات للبستنة المنزلية وإكثار النباتات.
  1. الجماليات والترفيه: تقوم الحدائق النباتية بجذب الناس الذين جعلوا البستنة هوايتهم.
  2. التوظيف: الحدائث النباتية توفر فرص عمل لعدد كبير من علماء النبات الشباب.

شارك المقالة: