العلاج الوظيفي والوهن العصبي

مفهوم الوهن العصبي:

يقصد بالوهن العصبي إحساس المريض المستمر بالإرهاق والتعب والضعف ونقص الحيوية أو اضطراب عُصابي قوامه الشعور بالتعب الشديد والإعياء البدني والنفسي مصحوب بالمخاوف وأوجاع في الرأس، حيث تجعل بذل المجهود متعذراً.
أما العلماء في مجال الطب النفسي فيتعبرون الوهن العصبي حالة من الضعف البدني العام تنتاب الشخص قبل الشروع بأداء أي عمل مهما كان بسيطاً أو بعد إنجاز عمل لا يتطلب جهداً كبيراً.

ومفهوم الوهن العصبي يطلق للدلالة على عدد ضخم من الأعراض النفسية والجسمية التي تعبر عن الضعف والإرهاق العصبي، وقد وصف بأنه تفريغ لطاقة الخلايا العصبية نتيجة استهلاك شحنتها المختزنة.

أعراض الوهن العصبي:

• مشاكل بصرية متعددة منها: رؤية غير واضحة، ازدواجية في الرؤية، التهاب العصب البصري، حركات العين السريعة اللارادية، فقدان البصر(نادر جداً).
  
• مشاكل التوازن وتناسق الحركات: فقدان التوازن، رعاش (رجفان لاإرادي)، ترنّح (اللانتظام) في المشي، دوار، عدم التناسق في الحركات (خاصة في الأطراف)، ضغف في عضلات الساق عند المشي، تشنجات عضلية، تغيرات في طبيعة العضلة(ارتخاء وتقلص)، تصلب العضلة يمكن أن يؤثر على الحركة والمشي.
  
• تغيرات في الحس الحركي: إحساس بالوخز، تنمل، إحساس بالحرقان، الآم الوجه(ألم العصب الثلاثي)، الآم في العضلات.
  
• صعوبات في النطق: النطق البطئ، التلعثم والنطق بغير وضوح (تتداخل الكلمات والحروف بعضها ببعض)، اختلاف في اتزان المفردات، توتر النطق، عسر البلع.
  
• الإرهاق: إرهاق عام يُضعف الجسم ويكون غير متوقع وغير مناسب للنشاط الذي قام بهالشخص، كما يعُتبر الإرهاق من أكثر الأعراض شيوعاً وانتشاراً ومن أكثرها إزعاجاً للمريض.
  
• مشاكل في الإخراج: مشاكل البول: الحاجة إلى التبول بين فترات قصيرة، الحاجة الفورية للتبول، عدم تفريغ المثانة بالكامل، التبول اللارادي، ومشاكل في البراز: الإمساك، التفريغ اللارادي.
  
• الحساسية الزائدة من الحرارة: من الممكن لهذا العارض عادة أن يتسبب بتدهور مؤقت للأعراض.
  
• اضطرابات إدراكية وعاطفية: ضعف في الذاكرة المؤقتة، فقدان القدرة على التركيز أو الحكم الصحيح أو المنطق.
  تكون الأعراض واضحة جداً والبعض منها كالإرهاق والحساسية من الحرارة والاضطرابات الإدراكية والعاطفية تكون مخفية، ويواجه المريض صعوبة في وصفها للآخرين كأفراد العائلة، والأصدقاء أحياناً لا يقدرون أثر تلك الأعراض على الشخص المصاب وحياته العملية والاجتماعية وعلى جودة الحياة.
  

أسباب الوهن العصبي:

• أسباب وعوامل نفسية: إنّ الضغط النفسي يزيد من احتمالات التعرض للإنتكاسات المرضية بمقدار الضغف، والضغوطات النفسية المستمرة تؤثر بشكل سلبي وملحوظ على جهاز المناعة، ومن أقل الضغوطات النفسية تأثيراً تلك التي تتعلق بفقدان الأقارب أو التعرض لمشاكل من المعروف أنها ستحل على المدى القريب.
  لم يُعرف بعد سبب حدوث مرض الوهن العصبي ويرجع البعض إلى أسباب المرض بحدوث تلف بطبقة المايلين لدى مرضى الوهن، فقد يكون نتيجة استجابة غير طبيعية للجهاز المناعي بالجسم وهو المسؤول بشكل طبيعي عن الدفاع عن الجسم من أي غزو جرثومي سواء بكتيري أو فيروسي.
  كما أنّ الكثير من خصائص مرض الوهن تحمل صبغة المرض ذاتي المناعة، والذي يعني أن الجسم يقوم بمهاجمة جزء من خلاياه وأنسجته والتي تُعرف بالمايلين في مرض الوهن، ويرى الباحثون أن يكون خليطاً من عوامل كثيرة وإحدى هذه النظريات تتبنى الفيروس الذي من المحتمل أن يكون خاملاً في الجسم والذي يلعب دوراً في حدوث المرض وإعاقة الجهاز المناعي أو يبدأ بشكل غير مباشر عملية ذاتية المناعة، وقد أهتم البحث العلمي بمحاولات تعريف الفيروس المسبب للمرض، ومن المحتمل أنه لا يوجد فيروس واحد يسبب المرض ولكنه قد يكون بسبب أحد الفيروسات الشائعة مثل( الحصبة، الهيربس، قد يعمل كمحرك أو زناد لزيادة المرض).
  

دور أخصائي العلاج الوظيفي مع المرض:

حتى الآن لا يوجد علاج شافي تماماً للمرض، ولكن هذا لا يعني أبداً أنه لا توجد تدابير جيدة تخفف من المرض وتعين المريض على أعراضه، حيث ينقسم العلاج إلى ثلاثة أنواع:

• علاج الهجمة: إذا كانت الهجمة خفيفة الوطأة وأعراضها محتملة، فقد تستجيب للراحة لمدة يوم أو يومين، مع شرب السوائل الكافية الباردة وتبريد جو الغرفة، كما أن كثير من المرضى إذا اتبعو ذلك في بداية الهجمة تتحسن أعراضهم.
  و إذا لم ينفع ما سبق وكانت الهجمة شديدة ففي هذه الحالة يتم اللجوء إلى الكورتيزون والذي تختلف طريقة إعطائه من مريض لآخر وحسب الطبيب المعالج، ولكن غالب الأطباء يعطونه لمدة 3-5 أيام بالوريد، والكورتيزون يسرع من شفاء الهجمة ويخفف من حدتها.
  
• علاج المرض طبياً: وهي أدوية تدعى(معدلات المناعة) وهي تعمل على تغيير في طبيعة التركيب المناعي، وبذلك تخفف من عدد الهجمات وتخفف من حدتها وقد تخفف من سوء الآفات في صور الدماغ المغناطيسية، ومن حدة الإعاقة التي قد تحدث من المرض في مراحله المتقدمة.
  
• علاج المضاعفات: قد يحدث عند المرضى عدة مضاعفات، ولكل منها تدبير وعلاج.
  

أهم المضاعفات التي تحدث عند مريض الوهن:

• تشنج العضلات وقد يسبب مشكلة كبيرة بسبب اليباس والآلم، ويعالج عادة بالمُرخيات العضلية.
  
• الرجفان ويعالج بدواء طبي.
  
• الألم، قد يصاب المريض بألم العصب المثلث، ويدعى ذلك بالعصب الخامس، وهو عصب الإحساس في الوجه، والألم شديد خاطف مثل تيار كهربائي، لكنه يستجيب للدواء.
  
• اضطراب التبول: يستشار طبيب المسالك البولية لتحديد نوع الاضطراب ومعالجته بالدواء المناسب.
  
• الوهن والتعب، يشكو كثير من المرضى من الوهن العام، وقد يعطى أدوية لمساعدة ذلك.
  
• الاكتئاب، يعالج بمضادات الاكتئاب المعروفة.