فقر الدم الخبيث

ما هو فقر الدم الخبيث؟

فقر الدم: هو حالة طبية ينخفض ​​فيها عدد خلايا الدم الحمراء الطبيعية. فقر الدم الخبيث: هو أحد أنواع فقر الدم يحدث بسبب نقص فيتامين ب 12. والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم القدرة على امتصاص فيتامين ب 12 اللازم للجسم لإنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية.

فقر الدم الخبيث هو حالة نادرة، حيث يبلغ معدل انتشارها 0.1 في المائة بين عامة السكان و 1.9 في المائة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، وفقاً لدراسة أجريت عام 2012 في مجلة طب الدم.

يُطلق على هذا النوع من فقر الدم اسم “الخبيث” لأنه كان يُعتبر مرضاً قاتلاً. كان هذا بسبب عدم توفّر العلاج. أمّا الآن أصبح من السهل علاج هذا النوع من فقر الدم عن طريق الحقن أو المكملات B12. ومع ذلك، إذا تُركت دون علاج، يُمكن أن يُؤدي نقص فيتامين ب12 إلى مُضاعفات شديدة.

ما هي أعراض فقر الدم الخبيث؟

يتطوّر فقر الدم الخبيث ببطء. قد يكون من الصعب التعرّف على الأعراض لأنك قد تعودت على عدم الشعور بالراحة.

تشمل الأعراض الشائعة:

• الضعف.
  
• الصداع.
  
• ألمْ في الصدر.
  
• فقدان الوزن.
  

في حالات نادرة من فقر الدم الخبيث، قد يكون لدى الناس أعراض عصبية. يمكن أن تشمل هذه:

• المشي غير المستقر.
  
• التشنج: هو صلابة وضيق في العضلات.
  
• الاعتلال العصبي المحيطي: هو خدر في الذراعين والساقين.
  
• فقدان الذاكرة.
  

تشمل الأعراض الأخرى لنقص B12، والتي يمكن أن تتداخل مع فقر الدم الخبيث، ما يلي:

• استفراغ وغثيان.
  
• ارتباك.
  
• كآبة.
  
• الإمساك.
  
• فقدان الشهية.
  
• حرقة في المعدة.
  

ما الذي يسبب فقر الدم الخبيث؟

أولاً: نقص فيتامين ب 12

الأشخاص الذين يُعانون من فقر الدم لديهم مستويات مُنخفضة من خلايا الدم الحمراء الطبيعية. يلعب فيتامين ب 12 دوراً في تكوين خلايا الدم الحمراء، لذلك يحتاج الجسم إلى كمية كافية من فيتامين ب 12. تم العثور على فيتامين ب 12 في:

• اللحوم.
  
• الدواجن.
  
• المحار.
  
• البيض.
  
• منتجات الألبان.
  
• حليب الصويا، الجوز، والأرز.
  
• المكملات الغذائية.
  

ثانياً: عدم وجود العامل الداخلي (IF)

يحتاج الجسم أيضاً إلى نوع من البروتين يُسمّى العامل الداخلي (IF) لامتصاص فيتامين ب 12. (IF) عبارة عن بروتين تنتجه الخلايا في المعدة. بعد تناول فيتامين ب12، ينتقل إلى المعدة حيث يرتبط بـ IF. بعد ذلك يتم امتصاص فيتامين ب12 في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة.

في مُعظم حالات فقر الدم الخبيث، يُهاجم الجهاز المناعي للجسم ويدمّر الخلايا التي تنتج IF في المعدة. إذا تم تدمير هذه الخلايا، فلن يتمكّن الجسم من تكوين IF ولا يمكنه امتصاص فيتامين ب12 الموجود في الأطعمة.

ثالثاً: خلايا الدم الحمراء كبيرة الحجم

بدون كمية كافية من فيتامين ب12، سينتج الجسم خلايا دم حمراء كبيرة بشكل غير طبيعي تُسمّى (Macrocytes). بسبب حجمها الكبير، قد لا تتمكّن هذه الخلايا غير الطبيعية من ترك النُخاع العظمي، حيث تُصنع خلايا الدم الحمراء، وتدخل إلى مجرى الدم. هذا يقلل من كمية خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في مجرى الدم ويُمكن أن يُؤدي إلى التعب والضعف.

الفرق بين نقص فيتامين ب 12 وفقر الدم الخبيث:

غالباً ما يتم الخلط بين حالات نقص فيتامين ب 12 الأُخرى، مثل تلك الناجمة عن سوء التغذية وفقر الدم الخبيث. فقر الدم الخبيث هو اضطراب المناعة الذاتية. إنّه ناتج عن نقص IF وسوء امتصاص B12.

يمكن علاج نقص الفيتامينات هذا عن طريق تغيير النظام الغذائي أو إضافة B12 أو حقن B12 إلى نظام الرعاية الصحية الخاص بك.

يمن المُمكن للجسم امتصاص B12 في الأشخاص الذين يُعانون من نقص B12 أو فقر الدم المُنتظم. من ناحية أُخرى، يكافح شخص مُصاب بفقر الدم الخبيث للقيام بذلك. ويُفحص فقر الدم الخبيث أيضاً في الأطفال الذين يولدون مع عيب وراثي يمنعهم من صنع IF.

عوامل الخطر لفقر الدم الخبيث

بعض الأفراد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بفقر الدم الخبيث. عوامل الخطر تشمل:

• وجود تاريخ عائلي للمرض.
  
• وجود مرض السكري من النوع 1، أو حالة مناعة ذاتية، أو بعض أمراض الأمعاء مثل مرض كرون.
  
• بعد إزالة جزء من المعدة أو الأمعاء.
  
• يزيد خطر الإصابة بفقر الدم الخبيث كلما تقدمت في العمر.
  

تشخيص فقر الدم الخبيث:

سوف يحتاج الطبيب عادة إلى إجراء عدة فحوصات لتشخيص الإصابة بفقر الدم الخبيث. وتشمل هذه:

• فحص دم شامل: يقيس هذا الفحص مستويات فيتامين ب12 ومستويات الحديد في مصل الدم.
  
• فحص نقص فيتامين ب 12: يمكن للطبيب تقييم مستويات فيتامين ب12 من خلال فحص الدم. مُستويات مُنخفضة تُشير إلى وجود نقص.
  
• خزعة: قد يرغب الطبيب أيضاً في معرفة ما إذا كان هناك أيّ تلف في جدران المعدة. يُمكنهم تشخيص هذا من خلال خزعة. تتضمّن الخزعة إزالة عينة من خلايا المعدة. ثم يتم فحص الخلايا بواسطة المجهر للبحث عن أيّ ضرر.
  
• فحص IF: يتم اختبار نقص العامل الداخلي من خلال عينة دم. يتم فحص الدم للأجسام المضادة ضد IF وخلايا المعدة.
  

في نظام المناعة الصحي، تكون الأجسام المُضادة مسؤولة عن العثور على البكتيريا أو الفيروسات. ثم يقومون بتمييز الجراثيم الغازية للتدمير.

في مرض المناعة الذاتية مثل فقر الدم الخبيث، تتوقّف الأجسام المُضادة في الجسم عن التمييز بين الأنسجة المريضة والأنسجة الصحية. في هذه الحالة، تُدمّر الأجسام المُضادة الخلايا التي تصنع IF.

علاج فقر الدم الخبيث

علاج فقر الدم الخبيث هو عملية من جزأين. سيعالج الطبيب أيّ نقص فيتامين ب12 موجوداً ويتحقق من نقص الحديد.

يبدأ العلاج بـ:

• حقن فيتامين ب12 التي انخفضت ببطء مع مرور الوقت.
  
• تعداد الدم الكامل لقياس فيتامين ب12 ومستويات الحديد في مصل الدم.
  
• اختبارات الدم لمُراقبة العلاجات البديلة.
  

يُمكن إعطاء حقن فيتامين ب12 يومياً أو أسبوعياً حتى تعود مستويات ب12 إلى طبيعتها (أو قريبة من المُعدّل الطبيعي). خلال الأسابيع القليلة الأولى من العلاج، قد يُوصي الطبيب بالحدّ من النشاط البدني.

بعد أن تكون مستويات B12 طبيعية، قد يوصي الطبيب بتناول جرعات مُنتظمة من مكمّلات B12 بدلاً من الحقن.

مضاعفات فقر الدم الخبيث

قد يرغب الطبيب في المراقبة على المدى الطويل. هذا سوف يُساعد على تحديد الآثار الخطيرة المُحتملة لفقر الدم الخبيث. المُضاعفات الأكثر خطورة هي سرطان المعدة. يمكنهم التحقق من الإصابة بالسرطان في زيارات مُنتظمة ومن خلال الخزعات.

تشمل المُضاعفات المُحتملة الأُخرى لفقر الدم الخبيث ما يلي:

• تلف الأعصاب.
  
• مشاكل الجهاز الهضمي.
  
• مشاكل في الذاكرة، والارتباك، أو غيرها من الأعراض العصبية.
  
• تلف القلب.
  

غالباً ما تنجم هذه المُضاعفات عن فقر الدم الخبيث طويل الأمد. ويُمكن أن تكون دائمة.