كيف يساهم العلاج الوظيفي في تطوير التحكم في الحركة

اقرأ في هذا المقال


كيف يساهم العلاج الوظيفي في تطوير التحكم في الحركة:

يحدث تطوير المهارات الحركية في ثلاث مراحل (معرفية وترابطية ومستقلة) وينطوي على تفاعل بين ثلاث عمليات (أي الإدراك والمعرفة والعمل) حيث تعتبر هذه المراحل والعمليات ديناميكية من حيث أنها تتغير باستمرار والتفاعل مع بعضهم البعض فيما يتعلق بالمهارة الحركية أو متطلبات المهمة. كما قد يغير الممارسون استراتيجيات التدخل بناءً على مرحلة التطور التي يؤدي فيها الطفل.

تشير المرحلة المعرفية إلى مرحلة اكتساب المهارات. في هذه المرحلة، يمارس المتعلم حركات جديدة وتكون الأخطاء شائعة وتكون الحركات غير فعالة وغير متسقة. وخلال هذه المرحلة، يحتاج المتعلمون إلى التكرار والتغذية الراجعة بشكل متكرر. كما قد يحتاج الأطفال الذين يتعلمون الإمساك بالملعقة، على سبيل المثال، إلى تذكيرات بأخذ مجارف صغيرة من الطعام وتحريك الملعقة إلى الفم ببطء.

تتضمن المرحلة الترابطية صقل المهارات وزيادة الأداء وتقليل الأخطاء وزيادة الاتساق والكفاءة. وخلال هذه المرحلة، يربط المتعلم التجارب السابقة بالحاضر، وبالتالي “ربط” الحركات (على سبيل المثال، قد يدرك الطفل أنه في المرة الأخيرة التي حركت فيها يده بسرعة كبيرة سقط الطعام من الملعقة، لذلك يذكر نفسه بالإبطاء).

خلال المرحلة المستقلة، يحتفظ المتعلم بالمهارات ويمكنه أداء الحركة وظيفيًا. وخلال هذه المرحلة، يتم نقل المهارات بسهولة إلى إعدادات مختلفة ويتم صقلها. على سبيل المثال، خلال هذه المرحلة يمكن للطفل أن يطعم نفسه أو نفسها مجموعة متنوعة من الأطعمة باستخدام الملعقة وإجراء محادثة على الطاولة في نفس الوقت. وفي هذه المرحلة أيضاًً، تم تعلم المهارة الحركية وقد تتطلب القليل من الاهتمام، مما يدعم الأدلة التي تشير إلى أن هناك حاجة إلى تنشيط أقل للدماغ.

كما تتضمن كل مرحلة من مراحل الحركة تفاعلات بين عمليات الإدراك والمعرفة والعمل، حيث يشير الإدراك إلى نية أو دافع الطفل للتحرك وكذلك إلى القدرة على التخطيط للحركة. كما تُستخدم العمليات المعرفية في القرارات المتعلقة بكيفية استخدام كائن (على سبيل المثال، الرمي مقابل الصيد).

يشير الإدراك إلى كيفية تلقي الفرد للمنبهات وإدراكه لها (بصري أو سمعي أو ملموس أو حركي أو دهليزي أو حاسة الشم) كما يتضمن الإدراك إسناد المعنى إلى المدخلات الحسية. كما يشير الإدراك إلى كل من الآليات الحسية المحيطية والمعالجة ذات المستوى الأعلى التي تفسر معنى المنبهات. على سبيل المثال، يجب أن يكون الطفل قادرًا على تحديد الشيء القادم تجاهه أو توازن “الشعور”.

تتضمن عملية العمل تقلصات العضلات وأنماطها ودقتها وطبيعة الحركة (ديناميكية مقابل ثابتة). حيث يستكشف البحث المخصص لمرحلة الحركة كيف تساهم عوامل مثل القوة والقدرة على تنشيط مجموعات العضلات ووقت رد الفعل والتوقيت والتسلسل في الحركة.

عند النظر إلى اكتساب المهارات، يساعد الممارسون الممرضى على إظهار الاتساق والمرونة والكفاءة في الحركات. كما يشير الاتساق إلى قدرة الطفل على أداء مهمة باستمرار بمرور الوقت، وتشير المرونة إلى القدرة على التكيف وتعديل أداء المهمة بناءً على البيئات أو الظروف المتغيرة وتتعلق الكفاءة بأنظمة القلب والأوعية الدموية والجهاز العضلي الهيكلي (على سبيل المثال، هل يستطيع الطفل أداء المهمة دون تعب؟).

نصائح لتصميم التدخل باستخدام مفاهيم التحكم في الحركة:

  • التعلم الكامل: أنشطة اللعب (على سبيل المثال، الحرف اليدوية واللباس والطبخ وحركات الرقص، الألعاب، الأنشطة ذات الطابع الخاص).
  • التباين: تطوير المهن كأهداف (على سبيل المثال، اللعب مع الأقران)، توفير مجموعة متنوعة من الأنشطة أو طرق مختلفة للقيام بالمهام، نفس الحركة الحركية بأشكال مختلفة، تنويع الأشياء أو التنسيب، تنويع متطلبات المهمة، مراعاة الطبيعة الاجتماعية المهمة، تغيير السياق البيئي (على سبيل المثال، عيادة مقابل ساحة لعب).
  • حل المشكلات: إعداد الأنشطة بدرجات مختلفة من الصعوبة، تكرار الحركات بحيث يجب على الطفل اكتشافها، انتظار حتى يكتشفها الطفل.

استراتيجيات لكل مرحلة من مراحل التحكم في الحركة:

  • الإدراك: استخدام العبارات البسيطة والإشارات اللفظية، استخدام الكلمات الجذابة، تكرار المهارات، توفير الوقت لحل المشكلات، السماح للطفل بمراجعة التقدم.
  • الترابط: ربط المهام الجديدة بالأنشطة السابقة، استخدام نفس الكلمات أو الإشارات لمهام مماثلة، مساعدة الطفل على رؤية روابط للنشاط الناجح السابق، السماح للطفل بمراجعة التقدم من خلال الارتباط بنشاط آخر.
  • الاستقلالية: إعداد بيئة يكون فيها الطفل ناجحًا، السماح للطفل بالتأمل الذاتي، تقديم القليل من الإشارات إن وجدت، يجب عدم تصحيح الجودة أو معالجيتها بل يجب السماح للطفل بالتقييم الذاتي.

التعلم الحركي:

يشير التعلم الحركي إلى اكتساب أو تعديل المهارات الحركية. حيث تستكشف أدبيات التعلم الحركي نقل التعلم والتسلسل وتكييف المهام ونوع ومقدار الممارسة والتعلم القائم على الخطأ والتوقيت ونوع التغذية الراجعة والبروفات العقلية. كما توفر هذه المفاهيم معلومات مفيدة حول التقنيات المستخدمة في عملية التعلم والتعليم للحركة. حيث إن المعرفة والوعي بعملية التعليم والتعلم يمكّن المعالجين من دمج مبادئ التعلم الحركي في الممارسة حتى يتعلم الأطفال ويحتفظوا بالوظيفة الحركية في حياتهم اليومية.

يقدم الباحثون نظرة عامة على استراتيجيات التعلم الحركي الموضحة لزيادة التحكم الحركي. حيث يتم تشجيع ممارسي العلاج المهني على استخدام هذه التقنيات لتعزيز التعلم الحركي. كما يمكن بسهولة دمج استراتيجيات التعلم الحركي هذه في ممارسة العلاج المهني.

1- نقل التعلم:

يشير نقل التعلم أو التعميم إلى تطبيق التعلم على مواقف جديدة. حيث أن الهدف من تدخل العلاج المهني هو تحويل تعلم الطفل الذي يتم إجراؤه في العيادة أو وضع التدخل إلى سياق طبيعي. على سبيل المثال، بعد العمل على مناورة كرسي متحرك جديد من خلال دورة حواجز في العيادة بسهولة، يأمل المعالج أن يتمكن الطفل من المناورة بالكرسي المتحرك عبر ردهة المدرسة.

الأطفال هم الأكثر قدرة على نقل المهارات الحركية عندما يمارسون المهارة الحركية في السياق الطبيعي أو في وضع “العالم الحقيقي”. لذلك، فإن أفضل طريقة لمساعدة الطفل على تحريك كرسيه المتحرك بنجاح عبر ردهة المدرسة هي التدرب في هذا المكان. كما قد يقوم المعالج المهني في البداية بتعليم الطفل مهارات الكرسي المتحرك الأساسية، ثم يتدرب في الردهة بعد ساعات الدوام المدرسي (لتقليل العقبات)، وأخيراً العمل على مناورة الكرسي المتحرك أثناء تغيير الفصل.

تشير الأبحاث إلى أن الأطفال ينقلون المهمة بسرعة أكبر باستخدام استراتيجية التدخل هذه مقارنة بالممارسة في عيادة فقط. بالإضافة إلى ذلك، يحدث نقل التعلم بسهولة أكبر عندما يتم تنفيذ المهمة الحركية أثناء نشاط وظيفي أو مهنة فعلية، وعند اختيار الأنشطة لممارستها، يدرك الممارس أن المهارات الحركية ذات المكونات المتشابهة من المرجح أن تنتقل. على سبيل المثال، فإن الطفل الذي تعلم للتو بنجاح رمي الكرة سيتعلم بسهولة رمي كيس فول على الهدف.

2- تسلسل المهام وتكييفها:

يشكل تصنيف المهام الحركية وتكييفها بحيث ينجح الأطفال جزءًا من عملية العلاج المهني. بشكل عام، المهام المنفصلة أسهل في الإنجاز من المهام المستمرة. كما أن المهام المنفصلة هي تلك التي لها بداية ونهاية محددتان (على سبيل المثال، التقاط شيء ما)، في حين أن المهمة المستمرة مستمرة (على سبيل المثال، المشي والجري).

غالبًا ما يتم تعلم المهام التي تتضمن حركات غير يدوية أو إتقانها قبل الحركات الثنائية، كما تتطور مهارات التعامل مع الأشياء الثابتة قبل المهارات مع الأشياء المتحركة. “المهام المغلقة هي تلك التي تكون فيها البيئة ثابتة أثناء أداء المهمة”، بينما المهام المفتوحة هي المهام التي تتغير فيها البيئة أو تتحرك فيها وتنطوي على بعض التباين بين الاتجاهات. حيث تكون المهام المغلقة بشكل عام أبسط بالنسبة لمعظم الأطفال لإنجازها.

يأخذ المعالجون أيضًا في الاعتبار المتطلبات المعرفية للأنشطة، كما يكمل الأطفال بسهولة أكبر المهام الحركية البسيطة التي تتطلب متطلبات معرفية أقل. حيث يتم إنجاز المهام ذات الخطوات الأقل بسهولة أكبر من المهام ذات الخطوات المتعددة (على سبيل المثال، يكون الرمي على الهدف أسهل من التقاط الكرة من الحاوية والانتقال إلى خط البداية ثم رمي الهدف).

يكتسب الأطفال المهام التي تتطلب دقة أقل (على سبيل المثال، سيكون الخربشة أسهل من التلوين داخل السطور) بسهولة أكبر من المهام التي تتطلب مزيدًا من الدقة. وعند تسلسل الأنشطة وتكييفها للأطفال، يأخذ المعالجون في الاعتبار مقدار الاتجاه المطلوب، كما أن الحركة التي تتطلب اتجاهًا أقل أسهل في التعلم من تلك التي تتطلب اتجاهات متعددة. حيث يلعب هيكل البيئة دورًا مهمًا في طبيعة وتعقيد متطلبات النشاط. على سبيل المثال، تعد البيئات ذات التباين والمحفزات الخارجية (مثل الأطفال الآخرين) أكثر تحديًا وبالتالي أكثر صعوبة بالنسبة للأطفال لأنهم يجب أن يتكيفوا ويتكيفوا باستمرار.

ينظر ممارسو العلاج المهني في كيفية ترتيب الأنشطة وتكييفها وفقًا لذلك لتعزيز نجاح الطفل، كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأطفال المصابين بالشلل الدماغي قد يكون لديهم قدرة أقل على التكيف أو تغيير أنماط حركتهم وفقًا للسياقات المختلفة. على سبيل المثال، أظهر الأطفال المصابون بالشلل الدماغي ضمن نفس نظام تصنيف الوظائف الحركية الإجمالية درجات متفاوتة من الاستقلال اعتمادًا على المكان والتضاريس. كما كان أداؤهم أعلى في المنزل وأدنى مستوى في الخارج أو المجتمع. وبالتالي، يتم تشجيع المعالجين على النظر في السمات السياقية التي يمكن أن تعزز المهارات عند التخطيط للتدخلات.

3- مستويات وأنواع الممارسة:

الممارسة هي سمة أساسية من سمات تدخل العلاج المهني. حيث تم إجراء قدر كبير من الأبحاث حول استخدام الممارسة لتحسين المهارات الحركية أو تطويرها. ويعرف التدريب الجماعي (المعروف أيضًا باسم المحظور) على أنه ممارسة تكون فيها فترة أداء الحركة أكبر من فترة الراحة، كما يعمل هذا النوع من الممارسة بشكل أفضل خلال المرحلة المعرفية، حيث أن الموضوع قد بدأ للتو في تعلم الحركات. وقد يتضمن أحد الأمثلة على الممارسة المحظورة العمل على نمط الفهم والإفراج عن طريق مطالبة الطفل بالتقاط 10 كتل ووضعها جميعًا في حاوية قبل أن يكسرها ثم يعيد اللعبة مرة أخرى.

تُعرَّف الممارسة الموزعة على أنها ممارسة تكون فيها الراحة بين التجارب أكبر من وقت التجربة وتكون أكثر فائدة خلال المرحلة الترابطية ومن الأمثلة السريرية على الممارسة الموزعة مطالبة الطفل بالتقاط أكياس حبوب موضوعة على الأرض أثناء ممارسة لعبة التأرجح. في هذا السيناريو، لا يزال الطفل يتدرب على الإمساك والتحرير، لكن الطفل يعمل أيضًا على التحكم في الوضع ومعالجة المدخلات الدهليزية.

لذلك، يمسك الطفل ويطلق عددًا قليلاً من أكياس الفاصوليا ويستريح أثناء التأرجح حيث يجب أن يعمل على جوانب أخرى من المهارة، ثم يعود إلى الإمساك بها وإطلاقها. كما تكون الممارسة المتغيرة أو العشوائية أكثر فاعلية خلال مرحلة الحكم الذاتي. وتتطلب الممارسة المتغيرة أن يكرر المتعلمون نفس الأنماط مع إجراء تغييرات صغيرة حسب الضرورة.

وقد يزيد هذا النوع من الممارسة من القدرة على تكييف التعلم وتعميمه. بشكل عام، الممارسة القصيرة المتكررة أفضل من الممارسة الأطول والأقل تكرارًا لأنها تقلل من التعب وتزيد من التعزيز. كما أظهر الأشخاص المصابون بمتلازمة داون تحسنًا في الوصول البسيط (إلى الهدف) مع الممارسة المتغيرة والعمل على الإمساك والإفراج أثناء قيام الطفل بمجموعة متنوعة من أنشطة اللعب.

يرتبط هذا النوع من الممارسة ارتباطًا وثيقًا بالمهنة الفعلية، كما يجب على الطفل التقاط الألعاب وإطلاقها أثناء جلسة اللعب، حيث يلتقط الطفل مجموعة متنوعة من الأشياء: مكعبات صغيرة وكرات كبيرة وألعاب خفيفة وألواح سكوتر ثقيلة. وقد تشمل الممارسة العقلية أداء المهارة في خيال المرء، دون أي فعل، كما يتكون من لعب الأدوار أو مشاهدة الفيديو أو التخيل.


شارك المقالة: