أثر الاضطرابات اللغوية على الكفاءة اللغوية لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


إذا كان الفرد يطوّر كفاءته اللغوية العامة عن طريق نمو المكونات ونمو العناصر الرئيسية للغة، فمن المؤكد أن الخلل في نمو واحد من هذه المكونات أو نمو معظمها سوف يؤدي إلى إصابة الأفراد بالاضطرابات اللغوية،  والأفراد الذين لديهم مشكلات سلوكية لغوية مضطربة فإن ذلك قد يرجع إلى مشكلة في وظيفة معالجة اللغة، والتي تتبين على شكل أنماط متنوعة من الأداء، وتتكون من خلال الظروف المحيطة في المكان الذي تتبين فيه.

أثر الاضطرابات اللغوية على الكفاءة اللغوية لذوي الاحتياجات الخاصة

هناك العديد من الدلائل التي تعمل على الكشف عن وجود اضطرابات لغوية عند الأفراد، حيث تظهر في عدم القدرة على اتباع التوجيهات اللفظية، وأيضاً عدم القدرة على مطابقة الحروف مع الأصوات، وبالإضافة إلى حصيلة من المفردات غير الواضحة التي لا يتمكن من مطابقتها، وضعف في تكوين المصطلحات اللفظية وكذلك في إيصال الرسائل للأفراد الآخرين إضافة إلى صعوبة في التعبير عن الحاجات الشخصية، وكل هذا دلالات تدل على اضطرابات في محتويات اللغة.

وإذ تتبين الاضطرابات في المستوى الصوتي في عدم قدرة الفرد على إدراك الفروق ما بين الفونيمات المختلفة وإنتاجها، فإن استعمال اللغة سوف يكون فيه خلل واضح، أما بالنسبة لاضطرابات المستوى الصرفي فتتبين في مشاكل نهاية الكليات، وكذلك في الكليات غير المشددة وأشباه الجمل خلال وصف وتفسير اللغة المنطوقة.

فقد لا يدرك الفرد المعاني المجردة ولا القواعد التي تستخدم في تطبيق واختيار الكلمات، وهذا ما يفسر تفضيل بعض المسؤولين لاستعمال الأسماء واستعمال الأفعال الأولية وكذلك الصفات في تعليم الأفراد، وأما فيما يرتبط باضطرابات المستوى النحوي يتبين فيها الأفراد المضطربين لغوياً مشكلات كبيرة في تعلم، وفي استخدام القواعد لتشكيل الجمل.

إذ تبدو المشكلة صعبة جداً فيها عندما تتعلق في مشكلة الأفكار ومشكلة الإنتاج، فهم يعانون من تأخر في بناء الجمل وتأخر في القواعد المكونة لها، ويتبين هذا البطء في اللغة المنطوقة المفسرة ويتبين في تكوين الجمل، وأيضاً تظهر صعوبات في فهم وتذكر استخدام الجمل، وكذلك في التعليل وإنتاج الأسئلة والجمل التي تحتوي على ضمائر.

وكذلك الجمل المباشرة والجمل غير المباشرة، وأيضاً عندما يواجه الفرد تأخراً في الإمكانات وفي اكتساب الروابط بين الكلمات فهذا يطلق عليه اضطراب في مستوى الدلالة اللفظية، وبالإضافة إلى صعوبات في تحليل أنواع الأخطاء في مهمة استيعاب ومهمة فهم معنى المفردات.

كما يبينون ضعف واضح في تفسير الجمل، وممكن أن يتكرر التفسير المفضل للمصطلحات والكلمات التي تكون مدرجة في اللغة، كما أنهم يواجهون اضطرابات في التعليل وتذكر المصطلحات المرتبطة بالزمان، والمصطلحات المرتبطة بالمكان وعلاقات السبب والنتيجة إضافة إلى الاستنتاج.

اضطراب الكفاءة اللغوية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

وتشمل هذه المجموعة على الأفراد الذين يمارسون كلام طفولي في عمر الثالثة وفي عمر السادسة، والذين لا يتمكنون من ممارسة كلام الفرد العادي الذي يبلغ من العمر سنتين فقط، فيوجد لديهم قواعد لغوية متعلقة بهم تختلف عن العادية.

ومع ذلك فإنهم لا يعانون من تأخر بسيط في اكتساب اللغة فقط بل أكثر من هذا، فلقد حصلوا على نتيجة لغوية محددة حتى سن الثالثة ولم يكن هناك أي تعديل يذكر حتى سن السادسة، فقد يكون هؤلاء الأفراد قادرون على تكرار ما يسمعونه من دون إنتاج تلقائي للغة، وهناك بعض منهم يمكن أن يستوعب اللغة من دون كلام، أو أن ينتج الكلام في صورة غير مفهومة أو أن لا يمتلك الترتيب.

تأخر ظهور اللغة لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

وهذا يشمل الأفراد الذين يعانون من معدل ضعيف في تطور النمو اللغوي،  حيث يمكن العثور على التأخر في واحد أو أن يتبين في أكثر من مكون من مكونات اللغة، وقد يضمن التأخر كذلك جوانب مختلفة مثال عليها المهارات الحركية والتوافق الاجتماعي وكذلك القدرة العقلية وربما يكونوا من الافراد المعوقين عقلياً أو من الافراد المتأخرين في عملية النمو.

أثر الاضطرابات اللغوية على المظاهر التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يواجهون مشاكل في اضطرابات اللغة، يظهرون في الفترة التي تسبق المدرسة اضطرابات في القراءة والكتابة في المرحلة الأولى أي في الصفوف الابتدائية في المدرسة، ونحتاج لنجاح القراءة قدرات مبكرة لتجميع الأصوات، وكذلك إلى تحديد أجزائها في الكليات وفي أشباه الجمل.

أما فيما يتعلق بالطلبة الذين لا يمتلكون وعياً في الوحدات الصوتية فإن هؤلاء الأفراد معرضون للفشل القرائي، ونتيجة لذلك فشل في الكتابة وفشل في التعبير الكتابي، وللتقليل من هذا الاضطراب يفضل تنمية القدرات القرائية من قبل الأفراد المتخصصين في الكلام ومن قبل معلم التربية الخاصة.

تشمل الصعوبات الأكاديمية صعوبة القراءة حيث لا يستطيع الطفل قراءة المادة المُكتوبة بصورة صحيحة، والتي يتوقع أن يقرئها الأفراد في نفي عمره، فهو يقرأ في درجة تقل كثيراً عن ما يتوقع منه، وصعوبة الكتابة وفي تلك الحالة لا يتمكن الفرد من أن يكتب بصورة صحيحة المادة التي يتطلب منه.

وأن يقوم بكتابتها والمتوقع كتابتها من قبل الأفراد في عمره الزمني، وإضافة إلى صعوبة تذكر الكلمة الملائمة لقولها في المكان الملائم ومن ثم القيام بالتعبير عنها، وفي تلك الحالة يلجأ الطفل إلى وضع أي مفردة بدلاً من أن يقوم بوضع تلك الكلمة، إذ تجمع نظريات الكتابة إلى أن هناك محاور ضرورية للغة المكتوبة.

ومن هذه المحاور التعبير الكتابي والكتابة اليدوية والتهجئة إضافة إلى الاستيعاب، وبها أن الكتابة هي لغة رموز وتمثيل مرسوم للغة الشفهية، نلاحظ أن التعبير الكتابي بحاجة إلى قدرات لغوية ونحوية بشكل أكبر من اللغة المحكية، وأما مهارات التهجئة والإملاء وكذلك بمهارات الكتابة اليدوية، والتي تشترك فيها مهارات عديدة مثال عليها القراءة والاستيعاب اللغوي.

يواجه الأفراد المضطربين لغوياً صعوبة في التباين في النقل من لوح الكتابة (السبورة)، أو القيام بحذف أجزاء من الكلمة، وتتبين مشكلات الاستيعاب للأطفال من خلال مشكلات إدراك الرسالة الشفوية، وتتبين لديهم مشاكل في تكوين الأسئلة أو تتبين لديهم مشاكل في الإجابة عليها بالإضافة إلى صدور مشاكل في تكوين الطلبات التوضيحية، وغير ذلك ولعل ذلك يعود كله إلى الصعوبات التي يواجهونها أصلاً في عملية القراءة والتي تعد الجزء الرئيسي لتعلم عملية الكتابة.

وفي الختام نستنتج أن الأفراد المضطربين لغوياً يبينون مشكلات في التعبير الكتابي، وتتبين تلك المشاكل في ترتيب الأحداث وفي ضعف الانتباه إلى الشخصيات وضعف الانتباه إلى المشاعر وإلى الأهداف، كما يتبين أن خيالهم منقطعاً وبالإضافة إلى ذلك حذف العديد من الأحداث والكثير من الوقائع إضافة إلى حذف التفاصيل، والتي تؤثر بدورها على استيعاب الفرد القارئ للمادة المكتوبة.


شارك المقالة: