أسباب المقاومة في العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


أسباب المقاومة في العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى مقاومة المسترشد للعملية الإرشادية، وهذه الأسباب تقود المسترشد إلى التصرّف بطريقة لا تتناسب مع قيم ومبادئ الإرشاد النفسي التي تمّ الاتفاق عليها قبل البدء بالعملية الإرشادية، مما يضع المرشد النفسي في مواجهة حقيقية من أجل إقناع المسترشد في التنازل عن العصيان والمقاومة التي يبديها؛ للوصول إلى أفضل الحلول الممكنة في العملية الإرشادية.

ما أهم أسباب المقاومة في العملية الإرشادية؟

1. كراهية بعض المسترشدين لأن يكونوا مسترشدين:

يعتقد بعض المسترشدين أنّ مجرّد خضوعهم للإرشاد النفسي يعكّر من مزاجهم ويزيد من معاداتهم للإرشاد النفسي، معتقدين أنّ الإرشاد النفسي لا يختلف شيئاً عن الطب النفسي وأن أمرهم ينطبق على المجانين والشاذين أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية وعقلية، وبالتالي فإنّ هذا الأمر يجعل من تقبّل العملية الإرشادية بصورة عامة أمر صعب ولا يمكن قبوله، ويعتقدون بأنّ جميع العالم سيعرفون أنهم يعانون من مشاكل نفسية، وأنّ سرهم مباح يمكن لجميع الناس الاطلاع عليهم ومعرفة الأسرار التي يقومون بالبوح بها.

2. اعتقاد المسترشد أن مشاكلهم تحل عن طريق الأسرة فقط:

يشعر بعض المسترشدين بالخجل والخوف من الخضوع للعملية الإرشادية، ولا يقبلون أن يخضعوا لأية قواعد تجبرهم على الالتزام بها ولا يقبل البعض الآخر أن يملي عليه المرشد النفسي أو غيره الأوامر والتعليمات ويطلب منه المهام، ويعتقدون أنّ هذا الأمر انتقاص منهم، حيث يعتقد هؤلاء الأشخاص أنّ العملية الإرشادية تكون في الغالب عن طريق الأسرة فقط، ولا يحقّ لأي طرف آخر أن يتدخّل في الشؤون الداخلية للأسرة أو للفرد متناسين دور المرشد والخبرة الكبيرة في مجال الإرشاد النفسي.

3. وجود بعض المشاعر والسلوكيات والأفكار المخيفة أو المخجلة التي يخشى المسترشدون مواجهتها:

عندما يخضع المسترشد للعملية الإرشادية ويلتزم بها فهو مجبر على التحدّث عن نفسه، وعن البوح بكلّ ما يعرفه وكلّ ما مرّ به خلال مراحل العمر المختلفة، أي بمعنى أنّه مضطر إلى المواجهة وإلى معرفة الحقيقة التي يعاني منها، وفي هذا الصدد يخاف بعض المسترشدين من الواجهة ويشعرون بالعار جرّاء الإدلاء ببعض المعلومات، كما وأنّ طابع الخجل يجعل من خضوعهم للعملية الإرشادية أمر مستبعد وغير واقعي، وبالتالي يقومون بمقاومة العملية الإرشادية وعدم الرضوخ لشروطها، وعدم الإدلاء بالمعلومات التي يحتاجها المرشد بالصورة الصحيحة.

يعتبر الخوف من الواقع والخجل من المواجهة من أبرز الأسباب التي تدفع المسترشد إلى مقاومة العملية الإرشادية بصورة صريحة، حيث يعتبر البعض أنّ هذا الأمر لا يليق بشخصيتهم ويقوم بكشف المستور أمام أشخاص لا يعرفونهم من السابق، وبالتالي الوقوع في حرج شديد واعتقاد بعضهم أنّ هذه المعلومات قد يتمّ تسريبها لدى أشخاص آخرين، وبالتالي تطوّر المشكلة لتصبح عامة وليست خاصة.

4. وجود بعض المكاسب الثانوية ورغبة المسترشد في البقاء مريض لتدمير ذاته لا شعوريا:

يعتقد البعض أنّ بقاءهم كما هم أفضل بكثير من خضوعهم للعملية الإرشادية ليصبحوا حقل تجارب كما يعتقدون، وهذا الأمر يجعل منهم يخسرون في كلّ يوم جزء من شخصيتهم وحياتهم، وبالتالي الانهيار الكامل بصورة لا شعورية، فهناك الكثير من يعتقد أنّه قوي ولا يحتاج لأحد والبعض الآخر يشكّك في الإرشاد النفسي ويعتبره أمراً ثانوياً غير ضروري ولا يغيّر شيئاً في شخصية المسترشد، فهذا التعنّت الذي يسير على مشاعر المسترشدين لا يزيدهم إلّا انكماشاً وسلبية وانهياراً للذات، وبالتالي عدم القدرة على التماشي مع مبادئ العملية الإرشادية، وعدم إظهار شخصية المسترشد التي ترغب في التخلّص من المشاكل النفسية، ليجد المسترشد نفسه وحيداً غير قادر على إثبات أي شيء وصولاً إلى مرحلة الانهيار الكلي.

5. عدم ثقة المسترشد بالعملية الإرشادية:

لا يثق بعض المسترشدين بالعملية الإرشادية ولا تعجبهم شخصية المرشد، ويرغبون في أن تكون العملية الإرشادية في ظروف مكانية وزماني أفضل، وبالتالي يظهرون عصيانهم ويتلاعبون بمشاعر المرشدين ويدلون بمعلومات مضلّلة لا علاقة لها بالواقع، مما يجعل من سير العملية الإرشادية أمر مستحيل، حيث يطلب هؤلاء من المرشدين طلبات مستحيلة ويحاولون فرض شخصيتهم على المرشدين، وعادة ما يقومون بالتهديد بالانسحاب من العملية الإرشادية وعدم تقديم أي تسهيلات، مما يصعّب من عمل المرشد ويزيده تعقيداً، حيث يتم اتخاذ عدد من الخطط الإرشادية معهم ولكن دون جدوى.


شارك المقالة: