عرّف هوراس مان المدرس الأمريكي العادة بأنّها القدرة نحن نسج خيطًا منه كل يوم وفي النهاية لا يمكننا كسره، وتأتي العادات العقلية لخدمة الأفراد بشكل عام ولكن لخدمة الطلاب بشكل خاص، حيث أنّهم اليوم طلاب وغدًا شباب وكهلاء يندمجون ويتفاعلون في المجمع ويوظفون عاداتهم العقلية في حياتهم اليومية.
وصف عادات العقل
يقول ويندل بيري أنّه عندما لم يعد يعرف ما يجب القيام به فقد جاء إلى عمله الحقيقي، وعندما لم يعد يعرف الطريق الذي يسلكه بدأ برحلته الحقيقية، هنا العقل برأيه يكون مرتبك ولا يعمل والدفق المعوق هو الذي يكون عليه، فما هي السلوكيات التي تدل على كفاءة وفعالية في حل المشكلات؟ والتي يتوقف عندها العقل كما وصفها بيري، وفقط ماذا يفعل البشر عندما يتصرفون بذكاء؟
هنا تشير الأبحاث في التفكير الفعال والسلوك الذكي بواسطة فويرشتاين وجلاتثورن وبارون وستيرنبرغ وبيركنز واينيس وجولمان إلى أنّ هناك بعض الخصائص المميزة للمفكرين الفعالين، وهؤلاء ليسوا بالضرورة علماء أو فنانين أو رياضيين أو أثرياء يظهرون هذه السلوكيات، وقد تم تحديد هذه الخصائص في الميكانيكيين الناجحين والمدرسين ورجال الأعمال ومندوبي المبيعات والآباء وجميع الأشخاص في جميع مناحي الحياة.
هناك 16 سمة يقوم بها البشر عندما يتصرفون بذكاء والتي يتم الإشارة إليها باسم عادات العقل، ونادرًا ما يتم تنفيذ هذه العادات بمعزل عن غيرها، بل بدلاً من ذلك يتم استخلاص مجموعات من هذه العادات واستخدامها في مواقف مختلفة، وعند الاستماع باهتمام على سبيل المثال يكون المرء هنا قد استخدم عادة المرونة وما وراء المعرفة واللغة الدقيقة وربما طرح الأسئلة، ولكن من الجدير بالذكر أنّه ليس من الواجب الاعتقاد بأنّ هذه الستة عشرة عادة هي فقط ما يظهر بها الإنسان ذكاءه فلا يقصد بهذه القائمة أن تكون كاملة، بل يجب أن يعمل المرء على بدء جمع السمات الإضافية، ومن المفضل على الرغم من وصف 16 عادة من عادات العقل أنّ يقوم المرء ومن حوله في مواصلة البحث عن عادات ذهنية إضافية.
16 من العادات العقلية
تتضمن عادات العقل الستة عشر التي حددها الدكتور كوستا وكاليك ما يلي:
1- الالتزام والإصرار والمثابرة.
2- إدارة الاندفاع.
3- الاستماع بفهم وتعاطف.
4- التفكير بمرونة.
5- التفكير في التفكير.
6- السعي لتحقيق الدقة.
7- التساؤل وطرح المشاكل.
8- تطبيق المعرفة السابقة على المواقف الجديدة.
9- التفكير والتواصل بوضوح ودقة.
10- جمع البيانات بجميع الحواس.
11- الإبداع والتخيل والابتكار.
12- التجاوب مع الدهشة والرهبة.
13- تحمل المخاطر المسؤولة.
14- البحث عن الفكاهة.
15- التفكير المتبادل.
16- تبقى مفتوحة للتعلم المستمر.
اهتمامات العادات العقلية
تهتم عادات العقل بما يلي:
1- القيمة: فيتم اختيار استخدام نمط من السلوكيات الفكرية بدلاً من الأنماط الأخرى الأقل إنتاجية.
2- الميل: هنا يتم الشعور بالميل نحو توظيف نمط من السلوكيات الفكرية.
3- الحساسية: تقوم هذه الخطوة بإدراك الفرص ومدى ملاءمة استخدام نمط السلوك.
4- القدرة: وتعني امتلاك المهارات والقدرات الأساسية لمواصلة السلوكيات.
5- الالتزام: وأخيرًا السعي الدؤوب للتفكير في نمط السلوك الفكري وتحسينه.
توظيف عادات العقل
بحكم التعريف تكمن المشكلة هي أي محفز أو سؤال أو مهمة أو ظاهرة أو تناقض ويكون تفسيرها غير معروف على الفور، وبالتالي ينصب الاهتمام بالتركيز على أداء الطلاب في ظل تلك الظروف الصعبة التي تتطلب التفكير الاستراتيجي والبصيرة والمثابرة والإبداع والحرفية لحل مشكلة معقدة، كما يتم الاهتمام فقط بعدد الإجابات التي يعرفها الطلاب ولكن أيضًا بمعرفة كيف يتصرفون عندما لا يعرفون، ويتم تنفيذ عادات العقل ردًا على تلك الأسئلة والمشكلات التي لا تُعرف إجاباتها على الفور، ويقوم المراقبون -من علماء أو والدين أو مسؤولين- بالاهتمام بمراقبة كيفية إنتاج الطلاب للمعرفة بدلاً من مجرد إعادة إنتاج المعرفة، والسمة الحاسمة للبشر الأذكياء ليست فقط امتلاك المعلومات ولكن أيضًا معرفة كيفية التصرف بناءً عليها.
تعني عادة العقل وجود ميل نحو التصرف بذكاء عند مواجهة المشكلات، فعندما يواجه البشر انقسامات أو يتم الخلط بينهم بسبب المعضلات أو يواجهون شكوكًا وجهاً لوجه، والتي تتطلب أفعالنا الأكثر فاعلية استخلاص أنماط معينة من الفكر السلوك: فعندما نعتمد على هذه الموارد الفكرية فإنّ النتائج التي يتم إنتاجها تكون أقوى وذات جودة أعلى وأهمية أكبر مما لو فشلنا في توظيف تلك السلوكيات الفكرية.
يتطلب توظيف عادات العقل مزيجًا من العديد من المهارات والمواقف والإشارات والتجارب السابقة والميول، وهذا يعني أنّ الأفراد يقدّرون نمطًا واحدًا من التفكير على الآخر، وبالتالي فهو يعني ضمناً اتخاذ القرار بشأن النمط الذي يجب استخدامه في هذا الوقت، ويتضمن التنبيه إلى الإشارات السياقية التي تشير إلى هذا باعتباره الوقت والظروف المناسبة التي يكون فيها استخدام هذا النمط مفيدًا، ويتطلب مستوى من المهارة لتوظيف وتنفيذ السلوكيات بفعالية بمرور الوقت، ويقترح أنّه نتيجة لكل تجربة تم فيها استخدام هذه السلوكيات تنعكس آثار استخدامها على التطبيقات المستقبلية وتقييمها وتعديلها ونقلها إلى التطبيقات المستقبلية.