اقرأ في هذا المقال
- المعالج الأسري الاستراتيجي
- مفهوم أسلوب إعادة التشكيل
- أهداف أسلوب إعادة التشكيل
- كيفية استخدام إعادة التشكيل في العلاج الأسري
- أهمية الأساليب في العلاج الأسري الاستراتيجي
المعالج الأسري الاستراتيجي
يعمل المعالج الأسري الاستراتيجي على تقبل كل ما يقوم به العميل أو العائلة؛ وذلك ليزيد من تَقبّل الأسرة للعلاج أو التغير، ويُضعِف مقاومتها، ويقوم المعالج الأسري بتفسير ما تقوم به العائلة باعتباره يقدم لهم العون ويُنظَر إليه بطريقة إيجابية. العلاج الأسري الاستراتيجي هو نهج علاجي مبتكر يركز على ديناميات الأسرة وتفاعلاتها بهدف حل المشكلات القائمة وتعزيز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة. من أبرز الأدوات التي يستخدمها هذا النهج هي أسلوب إعادة التشكيل وإعطاء التوجيهات. يهدف كلا الأسلوبين إلى تغيير أنماط التفكير والتفاعل داخل الأسرة لمساعدتها في الوصول إلى حلول جديدة وفعالة للتحديات التي تواجهها. فيما يلي سنستعرض مفهوم كل من إعادة التشكيل وإعطاء التوجيهات، وأهميتهما في العلاج الأسري الاستراتيجي.
مفهوم أسلوب إعادة التشكيل
إعادة التشكيل (Reframing) هو أسلوب علاجي يستند إلى تغيير طريقة فهم أفراد الأسرة للمواقف والمشكلات التي يواجهونها، من خلال تقديم تفسير جديد أو مختلف للأحداث أو السلوكيات. يهدف هذا الأسلوب إلى تعديل الإدراك السلبي وتحويله إلى منظور أكثر إيجابية أو على الأقل أكثر تقبلاً ومرونة. على سبيل المثال، إذا كان أحد أفراد الأسرة ينظر إلى تصرف معين على أنه تهديد أو هجوم، يمكن للمعالج إعادة تشكيل هذا التصرف بحيث يُفهم على أنه محاولة للتعبير عن الاهتمام أو القلق.
أهداف أسلوب إعادة التشكيل
- تغيير النظرة السلبية: من خلال تقديم تفسير جديد للمواقف، يمكن لأفراد الأسرة البدء في رؤية المشكلات من منظور آخر، مما يقلل من الشعور بالتوتر أو الصراع.
- تحفيز التغيير السلوكي: عندما يتغير الإدراك، يتبعه غالباً تغيير في السلوك. إذا بدأت الأسرة في تفسير سلوك معين بطريقة جديدة، فإن ردود أفعالهم تجاه هذا السلوك قد تتغير أيضاً.
- تعزيز التواصل: إعادة التشكيل تساعد على فتح قنوات التواصل بين أفراد الأسرة، حيث يصبحون أكثر تفهماً لبعضهم البعض.
- تقليل الصراعات: يمكن أن يساعد الأسلوب في تخفيف حدة الصراعات عن طريق تغيير التفسيرات الشخصية للسلوكيات المختلفة.
كيفية استخدام إعادة التشكيل في العلاج الأسري
يقوم المعالجون بتطبيق إعادة التشكيل من خلال تقديم تفسيرات بديلة لسلوكيات أفراد الأسرة. يتم ذلك بطريقة تتيح لكل فرد أن يشعر بأنه فهم بشكل أفضل. على سبيل المثال، إذا كان هناك صراع مستمر بين الوالدين والمراهق بسبب التأخر خارج المنزل، يمكن إعادة تشكيل تصرف الوالدين على أنه قلق ناتج عن حبهم ورغبتهم في حماية ابنهم، بدلاً من رؤيته كتحكم أو قمع.
مفهوم إعطاء التوجيهات
إعطاء التوجيهات (Directives) هو أسلوب آخر في العلاج الأسري الاستراتيجي، يتم من خلاله تقديم تعليمات مباشرة لأفراد الأسرة حول كيفية التصرف في مواقف معينة. يتم تصميم هذه التوجيهات بعناية بحيث تكون محددة وملائمة لاحتياجات الأسرة. الهدف من هذا الأسلوب هو دفع أفراد الأسرة إلى تغيير سلوكياتهم بطريقة تدريجية تؤدي إلى تحقيق الأهداف العلاجية.
أهداف إعطاء التوجيهات
- تحقيق التغيير الفوري: من خلال تقديم توجيهات واضحة، يمكن للمعالج مساعدة أفراد الأسرة على اتخاذ خطوات عملية نحو التغيير الفوري.
- تحسين التفاعل الأسري: توجيه أفراد الأسرة حول كيفية التعامل مع بعضهم البعض يمكن أن يقلل من التوترات ويعزز التعاون.
- تجريب استراتيجيات جديدة: التوجيهات تسمح للأسرة بتجربة طرق جديدة لحل المشكلات وملاحظة تأثيرها، مما يساعد على اكتشاف الحلول الفعالة.
- دعم الالتزام بالتغيير: عندما يتبع أفراد الأسرة التوجيهات، فإنهم يشعرون بالمسؤولية تجاه تنفيذها مما يعزز التزامهم بالتغيير.
كيفية استخدام إعطاء التوجيهات في العلاج الأسري
يعتمد المعالج في إعطاء التوجيهات على فهمه العميق لديناميات الأسرة. تُصمم التوجيهات بناءً على تقييم احتياجات كل فرد وطبيعة التفاعلات بين أفراد الأسرة. على سبيل المثال، إذا كان هناك توتر بين الوالدين بسبب اختلافات في تربية الأطفال، قد يوجه المعالج كلا الوالدين لتخصيص وقت محدد للتواصل حول هذه المواضيع، مع توجيههم لاستخدام أساليب تواصل معينة.
التفاعل بين إعادة التشكيل وإعطاء التوجيهات
في العلاج الأسري الاستراتيجي، غالباً ما يتم استخدام إعادة التشكيل وإعطاء التوجيهات معاً لتحقيق أفضل النتائج. يمكن للمعالج أن يبدأ بإعادة تشكيل الموقف لتغيير نظرة أفراد الأسرة إليه، ومن ثم يتبع ذلك بإعطاء توجيهات حول كيفية التصرف بناءً على الفهم الجديد. على سبيل المثال، بعد أن يتم إعادة تشكيل قلق الوالدين على أنه تعبير عن حبهم، يمكن للمعالج أن يوجه المراهق والوالدين إلى الاتفاق على وضع قواعد جديدة للتواصل حول المواعيد الزمنية، بحيث يشعر الجميع بالتقدير والفهم.
أهمية الأساليب في العلاج الأسري الاستراتيجي
- تسهيل التغيير الإيجابي: كلا الأسلوبين يسهمان في تسريع عملية التغيير داخل الأسرة من خلال تحسين التفاعل وتعزيز الفهم المتبادل.
- تعزيز الثقة بين أفراد الأسرة: عندما يتغير إدراك أفراد الأسرة لبعضهم البعض وتتحسن أساليب تفاعلهم، يتم تعزيز الثقة والاحترام المتبادل.
- تحسين العلاقات: بفضل إعادة التشكيل والتوجيهات، يمكن أن تتحسن العلاقات الأسرية بشكل ملحوظ، حيث يبدأ الأفراد في رؤية مشكلاتهم بطرق مختلفة والتعامل معها بشكل بناء.
يُعد أسلوبا إعادة التشكيل وإعطاء التوجيهات من الأدوات الأساسية في العلاج الأسري الاستراتيجي، إذ يساعدان في تغيير طريقة فهم الأفراد للمشكلات وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين العلاقات الأسرية. يجمع هذا النهج بين فهم الديناميات النفسية والاجتماعية للأسرة وتوجيه الأفراد نحو التغيير الإيجابي، مما يساهم في بناء بيئة أسرية أكثر صحة واستقراراً.