أسلوب الانضمام في العلاج الأسري البنائي

اقرأ في هذا المقال


عندما تُقدِم العائلة على العلاج يبدو عليهم ملامح التشويش والقلق، بسبب حيرتهم وتساؤلاتهم عن بعض الأمور ومنها: إن كان سيتفهمهم المعالج أم يأنبهم ويلومهم على مشاكلهم؟ هل سيكشفون عن ذواتهم بشكل مفتوح وإلى أي مدى؟ هل المعالج الأسري سيتقبلهم، يرغب بهم ويحبهم؟ ما الذي سيقوله عنهم المعالج الأسري؟ وما الصفة التي سيطلقها عليهم، هل سيقول عنهم معتوهين؟ هل سيقدم لهم العلاج حقاً ويساعدهم؟

أسلوب الانضمام في العلاج الأسري البنائي

يُعَدّ أسلوب الانضمام العملية التي يظهر بها المعالج الأسري للعائلات التي تلجأ إليه، بأنَّه يفهمها وأنَّه سيقدم العون لها، في بداية الأمر ينبغي أن يقوم المعالج الأسري البنائي بالانضمام للعائلة، ومن بعد ذلك يقوم بتعديل وتطوير البناء الأسري لهم.

وإن لم تتوفر الثقة بين المعالج والعائلة، فلن توضع الخطة العلاجية، أو يكون هناك أي اهتمام بإعادة التشكيل الأسري الفعّال.

ويشير أسلوب الانضمام إلى قدرة المعالج على الدخول إلى عالم الأسرة وفهمها من منظورها الخاص. فهو لا يقتصر على دور المراقب الخارجي، بل يتفاعل مع أفراد الأسرة بطريقة تسمح له بفهم أنماط تفاعلهم وقواعدهم غير المعلنة. من خلال الانضمام، يسعى المعالج إلى بناء علاقة ثقة مع كل فرد من أفراد الأسرة، مما يخلق بيئة آمنة تسمح للجميع بالتعبير عن مشاعرهم وآرائهم بحرية.

السلوكيات التي يتضمنها الانضمام في العلاج الأسري البنائي

يحتوي أسلوب الانضمام ممارسات السلوك التالية:

  • أن تحسّ العائلة بالاسترخاء والطمأنينة.
  • الإنصات لاهتمامات جميع الأفراد في العائلة.
  • إدراك آراء، اقتراحات، ومشاعر أفراد الأسرة.
  • معاملة كل عضو باحترام.
  • إدراك لأنظمة العائلة وبنائها المميز لها.

ينبغي على المعالج أن لا يعتقد أن كافة الأسر تَمرّ وتُعايش نفس الظروف، أو أنَّها تواجه نفس طبيعة العلاقات بين الوالدين وأبنائهم.

أهمية أسلوب الانضمام في العلاج الأسري البنائي

  • فهم عميق للأسرة: من خلال الانضمام، يستطيع المعالج فهم الهيكل الأسري، وأنماط التواصل، والأدوار التي يلعبها كل فرد. هذا الفهم العميق هو الأساس لتحديد المشكلات وتطوير استراتيجيات العلاج المناسبة.
  • بناء علاقة ثقة: عندما يشعر أفراد الأسرة بأن المعالج يفهمهم ويقبلون كما هم، يزداد لديهم الرغبة في التعاون معه والتغيير.
  • تسهيل عملية التغيير: يساعد الانضمام على تسهيل عملية التغيير داخل الأسرة، حيث يشعر أفراد الأسرة بأنهم شركاء في عملية العلاج وليسوا مجرد مرضى.
  • زيادة التماسك الأسري: من خلال التركيز على نقاط القوة في الأسرة وتعزيز التعاون بين أفرادها، يساهم الانضمام في زيادة التماسك الأسري.

كيف يتم تطبيق أسلوب الانضمام في العلاج الأسري البنائي

  • الملاحظة المباشرة: يراقب المعالج التفاعلات بين أفراد الأسرة خلال الجلسات العائلية، ويلاحظ أنماط التواصل غير اللفظي واللفظي.
  • طرح الأسئلة المفتوحة: يسأل المعالج أسئلة مفتوحة تشجع أفراد الأسرة على التعبير عن مشاعرهم وآرائهم بحرية.
  • التعاطف مع أفراد الأسرة: يحاول المعالج فهم وجهة نظر كل فرد من أفراد الأسرة، والتعبير عن التعاطف مع مشاعرهم.
  • تحديد الأنماط المتكررة: يبحث المعالج عن الأنماط المتكررة في تفاعلات الأسرة، مثل أنماط الاتصال السلبية أو الإيجابية.
  • تحديد الهيكل الأسري: يحاول المعالج فهم الهيكل الأسري وتحديد الحدود بين مختلف الأنظمة الفرعية داخل الأسرة.

فوائد أسلوب الانضمام للعلاج الأسري البنائي

  • زيادة فعالية العلاج: يساعد الانضمام على زيادة فعالية العلاج، حيث يشعر أفراد الأسرة بأنهم مشاركون في عملية التغيير.
  • تطوير مهارات حل المشكلات: يساعد الانضمام أفراد الأسرة على تطوير مهاراتهم في حل المشكلات والتعامل مع الصراعات.

أسلوب الانضمام هو أداة قوية في العلاج الأسري البنائي. من خلال الانخراط الفعال مع الأسرة وفهم ديناميكياتها، يمكن للمعالج مساعدة أفراد الأسرة على تحقيق التغيير الإيجابي وتحسين جودة حياتهم.


شارك المقالة: