يعرف هذا النوع من الاضطراب على أنه ميكانزم دفاعي سلبي ناتج عن تلقي صدمة عنيفة على أحد الجانبين الجسمي أو الانفعالي، أو أنه ناتج عن ردع ذاكرة طفليَة مؤلمة، يتمثل هذا الاضطراب الذهني بتطوير غير واعِ، حيث أن الشخصية تنفصم عن الهوية الرئيسية لتصبح مستقلة تعمل لحسابها الخاص وقد تظهر هويات عدة حيث يكون لكل واحدة منها جنسها وعمرها وفلسفتها الخاصة.
أشكال اضطراب الهوية التفارقي:
لاضطراب الهوية التفارقي الأشكال التالية:
الشكل الاستحواذي: تظهر هوية الشخص المختلفة كما لو أنها عامل خارجي سيطر عليه. ويمكن وصف هذا العامل بأنه كائن قوي أو روح أخرى أو بطريقة دراماتيكية أحيانًا. وفي جميع الحالات يتكلم االمصاب ويتصرف بشكل مختلف تمامًا عن الطريقة التي يقُوم بها عادة وهكذا فإن الهويات المختلفة تكون واضحة للأشخاص الآخرين وفي العديد من الثقافات تشكل حالات الاستحواذ المماثلة جزءًا طبيعيًا من الثقافة المحلية ولا تعد اضطراب وفي المقابل في هذا النوع من الاضطراب تكون الهوية البديلة غير مرغوب فيها وتسبب ضائقة كبيرة وخلل وتظهر في أوقات وأماكن لا تناسب الوضع الاجتماعي للشخص أو الثقافة.
الشكل غير الاستحواذي: إلى أن تكونَ أقل وضوح للآخرين؛ فقد يشعر المصاب بتغير مفاجئ في شعوره الذاتي وربما يشعر كما لو أنه يُراقب كلامه الخاص وعواطفه وأفعاله وليس من قبل وكيل أو عامل خارجي.
أسباب اضطراب الهوية التفارقي:
- يحدث هذا النوع من الاضطراب عادة في الأشخاص الذين عانوا من شدة أو صدمة ساحقة خلال فترة الطفولة، لكن بعض المصابين لم يتعرضوا لمعاملة سيئة، غير أنهم تعرضوا لخسارة كبيرة في وقت مبكر مثل وفاة أحد الوالدين أو مرض طبي خطير أو غير ذلك من الأحداث الضاغطة.
- قد يمر الأطفال الذين يتعرضوا للإساءة عبر مراحل يجري فيها فصل المفاهيم والذكريات والعواطف المختلفة عن تجارب حياتهم؛ ومع مرور الوقت قد تتطور لدى هؤلاء الأطفال قدرة متزايدة على الفرار من سوء المعاملة من خلال الابتعاد أو فصل أنفسهم عن بيئتهم البدنية القاسية أو عن طريق الانكفاء على عقولهم ويمكن استخدام كل مرحلة أو تجربة مؤلمة لإنتاج هويَة مختلفة. ولكن، إذا خضع هؤلاء الأطفال للحماية والرعاية من قبل الكبار بما فيه الكفاية يصبحوا أقل عرضة للإصابة بهذا النوع من الاضطراب.