لا يوجد اختبار أو فحص واحد للاكتئاب يحدد ما إذا كان الشخص مصاب بالاكتئاب، على عكس الاختبارات النفسية التي تُشخص بعض الأمراض، فإنّ اختبار الاكتئاب هو مجرد أداة واحدة قد يستخدمها المحترف عند فحص وتشخيص حالة الصحة العقلية مثل الاكتئاب، غالباً ما تكون اختبارات الاكتئاب في شكل استبيان، قد يطرح الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية الأسئلة شفهياً أو قد يُطلب من الفرد قراءة الأسئلة والإجابة عليها على الورق أو على جهاز رقمي.
اختبارات الاكتئاب النفسي:
الإجابات وحدها لا تكفي لتحديد ما إذا كان شخص ما مصاب بالاكتئاب؛ لأنّ الاختبار النفسي لن يراعي الأسباب المحتملة الأخرى لإجابات الفرد، على سبيل المثال قد يبلغ الشخص الذي يعاني من ألم حاد عن صعوبة في النوم وضعف الشهية، لكنّ هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن الألم وليس الاكتئاب، سيحتاج الطبيب إلى أخذ حالتهم الصحية البدنية في الاعتبار بعد مراجعة نتائج الاختبار بالمثل، سيحتاج مقدم العلاج أيضاً إلى مراعاة بيئة شخص ما.
قد يبلغ شخص ما عن صعوبة النوم، ليس لأنّه مكتئب لكن بسبب وجود جار صاخب يبقيه مستيقظًا في الليل، فلنعلم أنّ اختبارات الاكتئاب لا تسمح بأي تفسيرات، عادة ما يطلبون من شخص ما الإبلاغ عن عدد المرات التي تحدث فيها أعراض معينة خلال فترة زمنية محددة، سيحتاج مقدم العلاج إلى مزيد من التحقيق للحصول على معلومات كافية حول أعراض الفرد، لا يشخص فحص الاكتئاب، إنّه يشير فقط إلى ما إذا كانت أعراض الاكتئاب موجودة وقد تتطلب مزيد من التقييم.
غالباً ما يتم استخدام فحوصات الاكتئاب كخطوة أولى في تحديد ما إذا كان يجب على الطبيب الاستفسار أكثر عن الصحة العقلية للفرد، يمكن إعطاء المريض الفحص لإكماله قبل رؤية الطبيب أو قد يطرح الطبيب الأسئلة أثناء الفحص، في عام 2016 أوصت فرقة العمل الوقائية الأمريكية بأن يقوم الأطباء بإجراء فحوصات الاكتئاب لكل شخص فوق سن 18 عام، من خلال طرح بعض الأسئلة البسيطة حول الحالة المزاجية للشخص والأعراض والسلوك، يمكن للطبيب تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التقييم.
تم تقديم هذه التوصية لأنّ الاكتئاب غالباً ما يتم اكتشافه، تقدر بعض الدراسات أنّه يتم التعرُّف عليه فقط حوالي 50٪ من الوقت، يقوم معظم الأطباء بإجراء فحوصات الاكتئاب كجزء روتيني من زيارة المكتب، لكن لا يتعين على الشخص الانتظار حتى موعد الطبيب التالي لإجراء فحص الاكتئاب، أكثر أدوات فحص الاكتئاب شيوعاً هي استبيان صحة المريض رقم 9 (PHQ-9)، يشير إلى ما إذا كان الفرد يعاني من أعراض الاكتئاب التي قد تتطلب تدخل متخصص.
قد يستخدم الأطباء النفسيون والمعالجون النفسيون وغيرهم من أخصائيي الصحة العقلية اختبارات الاكتئاب كجزء من تقييمهم أو علاجهم، في بعض الأحيان يتم إجراء الاختبارات لاكتساب فهم أفضل لشدة الاكتئاب لدى شخص ما، بينما في أوقات أخرى قد يقوم الفرد بإجراء نفس الاختبار عدّة مرات طوال فترة العلاج لتتبع تقدمه، تؤدّي معظم اختبارات الاكتئاب إلى نتيجة عددية، حيث توفر هذه النتيجة بيانات مقدم علاج الصحة العقلية حول اكتئاب الشخص.
أنواع اختبارات تقييم الاكتئاب:
هناك العديد من الاختبارات التي يمكن استخدامها لتقييم الاكتئاب، فيما يلي أكثرها استخداماً:
- جرد بيك للاكتئاب (BDI-II): تم إنشاء قائمة (Beck Depression Inventory) بواسطة آرون بيك وهو طبيب نفسي يعتبر أب العلاج المعرفي، الإصدار الحالي من الاختبار (BDI-II) مناسب للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 13 عام وأكثر، يحتوي على 21 سؤال ويتم تسجيل كل منها على مقياس من 0 إلى 3، تشير الدرجات الإجمالية الأعلى إلى أعراض أكثر حدّة للاكتئاب.
- موازين (Zung) ذات التصنيف الذاتي للاكتئاب (SDS): يقوم مقياس (Zung Self-Rating Depression Scale) بتقييم شدّة اكتئاب الشخص، يتكون من 20 عنصر ويستكشف الجوانب النفسية والجسدية والعاطفية للاكتئاب، إنّها أداة سريعة وبسيطة.
- جرد الاكتئاب الكبير (MDI): يتكون مخزون الكساد الكبير من 10 عناصر ويصنف الأفراد عدد المرات التي عانوا فيها من أعراض معينة على مدار الأسبوعين الماضيين، تتراوح من عدم حدوث ذلك إلى كل الوقت على مقياس ليكرت، ثمّ يتم تسجيل العناصر وتشير النتيجة إلى شدة الاكتئاب من عدم الاكتئاب إلى الشديد.
- جرد روما للاكتئاب (RDI): يتكون مخزون روما للاكتئاب من سلسلة من 25 عنصر، تستخدم العبارات الأكثر شيوعاً من قبل الأفراد المصابين بالاكتئاب لوصف عدم ارتياحهم.
- مقياس بلوتشيك-فان براغ للاكتئاب الذاتي (PVP): يستخدم مقياس (Plutchik-Van Pragg) للتقرير الذاتي للاكتئاب 34 عنصر لتغطية معايير التشخيص للاكتئاب، على الرغم من أنّه تم تطويره لإصدار سابق من الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM-III)، إلا أنّه لا يزال مناسب اليوم حيث يستخدم الأطباء (DSM-5).
- مقياس تصنيف هاملتون للاكتئاب (HRSD): مقياس تصنيف هاملتون للاكتئاب هو استبيان متعدد العناصر يستخدم لتحديد الاكتئاب وتقييم الانتعاش، إنّه مصمَّم للبالغين ويستخدم لتقييم شدة اكتئاب الشخص من خلال تقييم مزاجه ومشاعر الذنب والتفكير في الانتحار والقلق والأرق وفقدان الوزن والأعراض الجسدية.
- مقياس تقييم كارول (CRS): مقياس تصنيف كارول هو إصدار تقرير ذاتي من مقياس تصنيف هاملتون للاكتئاب (HAMD)، يتكون من 52 عنصر ثنائي التفرع.
- مركز الدراسات الوبائية للاكتئاب (CES-D): تمّ استخدام مركز الدراسات الوبائية للاكتئاب منذ السبعينيات، يتكون من 20 عنصر ولا يزال إصدار التقرير الذاتي مستخدم على نطاق واسع.
- جرد الاكتئاب للأطفال (CDI): الجرد يقيس علامات الوجدانية والمعرفية والسلوكية للاكتئاب لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 17.
عيوب اختبارات تقييم الاكتئاب:
في حين أنّ هذه الاختبارات يمكن أن تكون مفيدة جداً في تشخيص الاكتئاب وعلاجه، إلّا أنّ لها بعض العيوب المحتملة أيضاً، تستند قوائم جرد التقرير الذاتي على إجابات شخص ما على الأسئلة، يمكن المبالغة في الدرجات أو تصغيرها بسهولة من قبل الشخص الذي أكمل الاستبيان، الشخص الذي يرغب في إقناع طبيبه أو الشخص الذي يشعر بالحرج من أعراضه قد يقلل من أعراضه.
بالمثل فإنَّ الشخص الذي يريد التأكُّد من أنّ الطبيب لا يقلل من معاناته، قد يبالغ في مقدار الصعوبة التي يواجهها، إذا تمّ إجراء الاختبار شفهي فقد تؤثر صعوبات السمع أو اضطرابات المعالجة على إجابات الشخص، بالمثل قد لا يتمكن الشخص الذي يعاني من ضعف في فهم القراءة من إكمال الاستبيان بدقة، يمكن أن يؤثر المكان الذي يُجرى فيه الاختبار أيضاً على الإجابات.
إذا تمَّ إعطاء المريض استبيان لإكماله في غرفة انتظار مزدحمة أو طُلب منه تسليم النموذج إلى موظف استقبال، فقد تختلف الإجابات عما إذا تم إجراء الاختبار على انفراد أو بحضور طبيب فقط، بالإضافة إلى ذلك يؤثر الاكتئاب على طريقة تفكير الناس، لذلك فإنَّ الأفراد الذين يشعرون بالاكتئاب قد لا يكونوا مراسلين دقيقين لأعراضهم أو قد يكون لديهم فهم ضعيف لأعراضهم.
إذا قام الشخص بإجراء اختبار الاكتئاب وتشير الدرجات إلى أنّه قد يكون مصاب بالاكتئاب، فمن المرجح أن يقوم أخصائي الصحة العقلية بمقابلته حول إجاباته وطرح المزيد من الأسئلة للوصول إلى تشخيص واضح، إذا تمّ تشخيصه بالاكتئاب، فسوف يناقش أخصائي الصحة العقلية خيارات العلاج معه، اعتماداً على نوع الاكتئاب الذي يعاني منه، قد يكون العلاج أو الدواء أو مزيج من الاثنين ضروري لعلاج الأعراض.
